-
الشمس غربت وأنا أقف أمام الشاطئ، أمام أمواج البحر، أقف أمام أحد أكبر مخاوفي السابقة لعل أمواجه الباردة تضربني وتجردني من أفكاري السيئة.
لم أعد خائفة من البحر.
لماذا كُنت أخاف من شيئاً بهذه الروعة، هذه الأمواج الباردة التي تستمر بضرب جسدي والتي تجعلني أرتد قليلاً إلى الوراء بسبب قوة أندفاعها نحوي، تلك التلال الحجرية خلفي التي أعتدت على الوقوف عليها والنظر إلى البحر أمامها وأمواجه من بعيد.
لقد كنت أحب البَحر كثيراً لكن خوفي تغلب على حبي وكُنت أنظر له من بعيد فقط خائفةً من أمواجه القاسية، إنه شيء مُرعب وجميل لكن أظن إنني هذه المرة سوف أركز على جانبه الجميل فقط.
لأنني سئمت التركيز على الجوانب السيئة لكل شيء.
سحبت شهيقاً أملأ رِئتاي بالهواء البارد والرطب، الممزوج برائحة البحر والرمال المُبتلة، رائحة التلال الحجرية خلفي أيضاً، ثم أتذكر ما وجدته في الصندوق المعدني.
تلك الرسالة التي جعلت روحي تتقطع لأشلاء.
تلك الأصوات والذكريات التي لا أعلم من أين قدمت لكنها قفزت إلى ذهني حينما نظرت لمحتويات ذلك الصندوق وأنا أعلم تماماً إنني لا أحمل ذكرى كتلك التي آلمت رأسي بشدة.
ذلك الصندوق.. أظن إنّ أخي لم يُخبأه ويرشدني إليه من دون سبب، هنالك غاية في الصندوق لكنني فقط لا أستطيع أيجادها.
-قبل الغروب، ساعة الظهيرة-
وضعت المفتاح في قفل الصندوق أُديره، وفوراً سمعت فرقعه صغيرة تدل على أنفتاح القفل، أبعدته ثم رفعت غطاء الصندوق وما وجدته لم يكن بشيئاً يضاهي الجهد الذي بذلته للبحث عنه.لقد كانت بضعة أشياء مُهترئة، كتاب سميك من الجلد المُهترئ يلوّنه ذلك الأخضر الغامق وعليه نقوش باهته، لقد جربت وفتحت أول صفحة ولم يبدو مهماً، لقد كان كتاباً عن تاريخ الممالك، مملكتنا وما حولها، ولا أعتقد إنني سوف أستفيد شيئاً من قراءة التاريخ لذا وضعته جانباً.
علبة مُربعة صغيرة تبدو باهضة، علبة مجوهرات على الأغلب، لن أعلم إذا لم أفتحها لذا فتحتها أيضاً وكان ما بداخلها كما توقعت، خاتم ذهبي وحجر أخضر اللون كالياقوت لكنه ليس ياقوتاً، أخضر خفيف ولامع يُذكرني بعيون شخصاً لا أعتقد إنني أُحب تذكره الآن ولا أعلم من يكون صاحب هذا الخاتم، ربما كان ملكاً لزاكرياس.
أعدته في مكانه ووضعته جانباً أبحث عن شيئاً ثميناً أكثر، شيئاً ثميناً بالمعلومات التي قد أحصل عليها منه وليس بضعة أغراض لا أعرف من مالكها السابق.
تبقى في الصندوق شيئان آخران، مُفتاح كبير بحجم كف يدي قد أخذ الصدأ حصته منه، ولعبة دب وجهها ليس ظاهراً لأن جانبها الأمامي كان يقابل داخل الصندوق، لقد كان جانبها الأيسر مُهترئ بشدة، مليئة بالأوساخ، وأظن إن ذلك الجانب مُحترق بشدة لدرجة إنَّ الصوف الناعم أصبح خشن الملمس.
![](https://img.wattpad.com/cover/347360253-288-k979808.jpg)
YOU ARE READING
أحمـَـر || RED
Random"سوف أجعل أيامك دامِيه مثل أحمَر شعرك." - في عصر من التاريخ القديم حيث كان أقوى سلاح لدى الممالك هو السيف الحاد، كانت هناك دماء تحمل معها قدرة خارقة لِمالكها، توزعت هذه القدرات على بعض الأشخاص الذين يمكننا أن نطلق عليهم المحظوظين أو بنحوٍ آخر "البا...