١٢| الزيارة الأولى

43 8 20
                                    

-
'الثامنة صباحاً'
'داخل مَنزل أيفِيريا'

أنظر إلى سقف غرفتي الفارغ، الذي ظللت أُحدق به في كُل ليلة قضيتها في هذِه الغُرفة، أستلقي بين أفرِشة السرير الرمادية، بِثياب نومي ومع ذلك النوم الذي قد جافى عَيني طوال هذه المُدة.

سوف أزور منزل عائلة زوِيلد اليوم.

لا أعلم كيف سوف أحتمل ذلك. كيف سوف أواجه فيكتور. هل سوف أستطيع الخروج من ذلك المنزل
من دون أن أرى أغارثا أو بذرتها الفاسِدة. لا أريد رؤيتهما. لن أستطيع التحمل. لقد فقدت أعصابي في كُل مرةٍ رأيته بها حتى الآن، ولا أُريد أن يراني فيكتور في حالة غضب لا أستطيع التحكم بها.

أسمع طرقتان على بابي، أعود لِواقعي ثم أنهض من مكاني أقف على قدماي، أجمع شعري وأقول أول كلمة لِهذا اليوم، "أدخل."، دخلت الخادمة الجديدة، أيلينا
كما قال لي لورنس، أردفت بأبتسامة وصوت هادئ، "صباحكِ سعيد سيدتي، الفطور جاهز."، الكون لا يكف عن أزعاجي، أي صباح سعيد هذا، أومأت لها برأسي.

ذهبت إلى غرفة أُخرى، أرتدي ثيابي، ذلك البنطال، والحذاء ذو الكعب الواطِئ والعنق الطويل، القميص والسترة المُعتادة، قفازات جلدية، تطرق أيلينا الباب، أطلب منها الدخول، "سوف أضفر لكِ شعركِ سيدتي."، لا أظن إنني خضت معها حديثاً منذ أن قدِمَت إلى هنا، بدأت تمشط شعري، ثم رفعته إلى الأعلى وبدأت بِضفره.

هل سوف يأتي يوماً وأقص شعري الذي لم أقصه مُنذ ولادتي؟، أعلم إن أُمي كانت تحب شعري لكن..

إنه يأخذ من وقتي كثيراً.

ولا أقوى أن أتخلي عن شيءٍ تحبه أُمي.

أنتهت مِن ضفر شعري بأبتسامة خفيفة على ثغرها، نهضت من مكاني أفتح باب الغرفة وأنزل إلى الطابق السفلي، أجلس على مائدة الطعام، وبينما الأطباق كانت توضع أمامي، فتح لورنس الباب.

أنفه مُتورد، وأنفاسه بانت في الجو كالدخان بسبب البرد، أغلق الباب خلفه وتقدم، ملامحه ليست مُتبسمة، لكنها كانت دافئة، "صباح الخير سَيدتي."، كان يحمل ضرفاً، نظرت للضرف مُباشرة، لاحظ ذلك وبدأ يتحدث، "سيدتي، إنه ضرف قادم من القصر."، مددت يدي، ولا أعلم لماذا لا أستطيع الرد عليه، هل ما حدث في الخارج ذلك اليوم يمنعني من الحديث معه؟، هل لأنني بكيت أمامه والآن أنا أفكر إنه يظنني فتاة نبيلة مُدللة مُزعجة..

وضع الضرف بيدي، قلبته أتفحصه بعيناي، ورق مقوى باهِض، مُزخرف بِنقوش ذهبية، لا أُريد قرائته، أقول له، "إقرأه لي من فضلك."، أعدته له، بدأ بفتح الضرف، "إنها بطاقة دعوى سيدتي."، ما هو تاريخ اليوم، يا ترى هل هو ذلك اليوم من السنة؟، خرج صوته يقرأ المكتوب ويثبت أفكاري، "القصر الملكي يُرحب بكم لِحضور الوليمة المُقامة بعد يوم غد لأحياء ذكرى وفاة الملك والملكة موردِيكاس وطفلهما الرضيع الذين قُتِلوا بفعل الهمج خارج الحدود الملكية."،
أجل، إنه هذا اليوم، لقد كان أخي يذهب إلى تلك المُناسبات الملكية، وكنت أقفل على نفسي بغرفتي أرفض مُرافقته.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 08 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أحمـَـر || REDWhere stories live. Discover now