١٠| غرفة الكوخ

107 16 39
                                    


-

أنظر إلى قبر أخي وأفكر عندما كنت أقف قبل وقتٍ ليس بِبعيد أمام المدفأة الأخيرة في منزلي بعد أن فتشتها ولم أجد شيئاً، فقط حطب ورماد، يَداي كانت مُلطخة باللون الأسود، أظن إنَّ بعضه تناثر على وجهي بفعل الهواء أيضاً، ثيابي كانت سوداء أساساً لذا لا أظن إنها كانت تعتبر مُلطخة.

الآن ثيابي نظيفة بالكامل، بشرتي لا تشوبها أي شائبة ولا حتى ذرة من الرماد الذي كان يُغطيها قبل قليل، لكن الفكرة ذاتها مُلتصقة بعقلي.

لم أجد شيئاً.


بحثت في كُل مدفأة بالمنزل وفي كُل زاوية لكل مدفأة لكنني لم أجد شيئاً، من الجيد إن الخدم لم يكونوا متواجدين حولي، لقد كان وقتاً جيد لأعطاء الخدم أجازة عن العمل.


أعطيتهم أجازة لمدة يومين.

حتى لا يظنوا إنني مجنونة حقاً عندما يروني أدخل يدي بالمدفأة أبعد الحطب ثم أغمس يدي بالرماد أغرق نفسي بأوهامٍ كأنني سوف أجد شيئاً ما، وثيقة أو دليل يجعلني أنا صاحبة اليد الأعلى على أعدائي.

ربما أنا مجنونة حقاً لتصديقي لك يا أخي، أم إنك أنت المجنون هنا؟، لأن لا أحداً يفعل هذا بشقيقته الوحيدة بعد موته يا أخي، أنا حتى لا أستطيع أخذ وقتي بالحزن عليك، أشعر إن شبحك يتلاعب معي بالألغاز البغيضة التي تجعلني أنشغل بها وأبتعد عن حزني.

جثوت على ركبة واحدة أضع الزهور على قبره وقد خرج صوتي وكأنني أتحدث إليه، "أنا أكرهك جداً عندما تتلاعب معي بهذه الطريقة زاك."، يا إلهي ساعدني، لماذا أستمر بالحديث بِصوت مهزوز، "هل
حقاً تحتاج إلى تعذيبي هكذا؟، حتى وأنت لست
على قيد الحياة، حتى وأنت لست بجانبي؟"، نظرت لقبره بلا حيلة، هل أصبحت أُكلّم الحجر الآن..

تباً لهذا الجنون، أنا لا أحب أن أبكي أبداً لماذا عيوني تذرف دموعاً كلما تذكرته، كلما رأيت شيء يخصه؟، هذا لا يُجدي نفعاً أبداً.

مَسحت الدمعة على خدي ثم نهضت أضع زهوراً على قبر فيكتوريا، وقبر أُمي وأَبي، أتخطى حتى فكرة الحديث إليهم، لم أفعل ذلك قبلاً ولن أفعلها أبداً، القبور إنها فقط حجر فوق حجر والحديث إلى الحجارة لن ينفعني بشيء وأنما سوف يزيد مرارة ألمي، سوف يُزيد الطعم المُر الذي يتصاعد إلى حنجرتي كُلما فكرت في أمكانية الحديث إليهم ولو لِمرة واحدة بشكل طبيعي، حديث حقيقي، أتحدث وأسمعهم يحدثوني وليس الحديث مع قطع من الحجر.

كُنت أرمي آخر النظرات على قبورهم ناويةً الذهاب إلى مقصورة عربتي لكن صوت أحصنة وعربة أخرى جذبت أنتباه مسامعي، وبالتأكيد تلك لم تكن أصوات عربتي، أستدرت برقبتي أنظر للطريق خلفي.

أحمـَـر || REDWhere stories live. Discover now