19: هنا .. رؤيا

1.1K 102 265
                                    

"وود!"قال بيرسي بنظرة فارغة في عينيه وهو يراقب زميله السابق في جريفندور يجلس بكل راحة على أريكته ويرفع قدميه على الطاولة وكأن هذا شيء طبيعيّ!

تنفس بعمق وعدّ في رأسه حتى يهدأ ولا ينفحر فيه بعد يوم لعين

"ماذا تفعل في منزلي؟"النفور والانزعاج في نبرة صوته ، حقيقيان أكثر من مصطنعين ، لأنه أراد العودة لمنزله لِيُسْقِطَ كل قناع ويتركهم عند الباب ، ثم ينهار لساعات قبل أن يستحم وينام لبعض الوقت قبل أن يستيقظ مرةً أخرى ويعود للوزارة!

"لا ترحب بي بهذا البرود! لم نلتقي منذ أكثر عامين حرفياً"قال أوليفر وهو يبتسم لبيرسي بنفس الطريقة سابقاً ، وبنفس لمعان عينيه في كل مرة ينظر إليه وشعر بيرسي بأن قلبه يتألم بسبب ذلك

وضع أوليفر قدميه على الأرض أخيراً وخفت رغبة بيرسي في قتله وقتها ثم قال ببرود"غادر"
وهو يتجه نحو المطبخ المفتوح على بقية المنزل ويملأ لنفسه كوباً من الماء ، ونظر أوليفر نحوه في صدمة درامية قبل أن ينتحب

"لا يمكنك طردي! لم أجد مكاناً أبيت فيه! ووالداي لا يستطيعان استقبالي في المنزل"ترك نفسه على الأريكة بطريقة أشبه بطفل مدلل تم رفض طلبه من والده الذي لا يرفض له طلباً

"متى عدت؟"سأل بيرسي وقد التفت ينظر إليه متكتفاً بنظرة فارغة رافضة
"بالأمس وقد تبردت بصعوبة مكاناً للمبيت"قال ورد بيرسي وقتها"تدبر حتى اليوم"

واتجه نحوه متابعاً"لست مستعداً لاستقبال أحد في منزلي يا وود"
"لا تناديني وود"وقف وقتها وبدى منزعجاً رغم هدوئه وتابع"لقد عشت معي في غرفة واحدة لسبع سنوات يا بيرسي .. وليس فقط لأنك أصبحت عاملاً في الوزارة ، ولم نلتقي منذ عامين ستتصرف معي وكأنني شخص غريب"

واختفى ذلك البريق من عينيه وشعر بيرسي بألم أقوى في صدره من الذي يتسبب به لمعان عينيه نحوه سابقاً

ابتلع ريقه ولم يجد صوته ليقول أي شيء ، وفتح فمه وأغلقه مرة أو مرتين ثم تراجع خطوة للخلف ونظر بعيداً عنه"غادر منزلي يا وود"ملتفتاً ليتركه

وقبل أن يبتعد أمسك وود معصمه وسحبه يعيده مقابلاً له"أوليفر"قال مشدداً وهو يحكم على معصمه ، يقول اسمه الأول يخبر بيرسي أن يناديه به

وحدق به الأقصر وقد جف حلقه وفغر فاهه وكان يفقد رباطة جأشه في الحفاظ على قناعه المنزعج والفارغ

لقد اشتاق إليه ، واشتاق إلى كل شخص عرفه سابقاً واشتاق إلى عائلته

اشتاق إلى تذمرات رون ومقالب التوأم وطفولية جيني ، واشتاق إلى أن يكون لديه شقيقان أكبر منه وليس هو الشخص الذي يتحمل مسؤولية كل شيء

اشتاق إلى أمه التي تهتم به ، وتبقي له طبقاً من الطعام لأنها تعرف أنه سيتأخر في العمل ، اشتاق إلى والده الذي كان يمر عليه ويتفقده في العمل ، وربما يذهبان إلى الكافيتيريا لتناول الطعام سوياً ، ويسهر ينتظره أحياناً أو يستيقظ مبكراً فقط ليراه

حَظُّ هَـٰارِي بُوتَرْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن