لم يغادر هاري غرفته أبداً منذ أن استيقظ ، وبقي دراكو معه ولم يتركه إلا نادراً فقد كان متشبثاً به بشكل لا يوصف ، مرهق وشاحب ورافض للأكل
يرتجف أحياناً ويشعر بالبرد أحياناً أخرى ، ويحتاج دائماً إليه
ويبقى دراكو معه ، يعانقه إليه ويحتضنه ولا يفعل أي شيء غير محاولة الحديث معه لجعله يخرج من الحالة التي كان فيها
كان يعاني من حالة تسمى الإنسحاب السحريّ ، لأن انفجار سحره بذلك الشكل سبب في فقدانه له وإجهاده ويحتاج إلى وقت قبل أن يستعيده بشكل صحيح ، لذلك يحتاج إلى الأمان والراحة
وكان دراكو هو الأمان والراحة له
"أنا آسف لالتصاقي بك طوال الوقت"قال هاري وهو يتكئ مريحاً رأسه على صدر دراكو الذي ابتسم وقتها وهو يمرر يده عبر خصلاته يداعب شعره برفق
"أنت الكوالا الخاص بي ، بالطبع ستكون ملتصقاً"ضايق دراكو وعبس هاري عليه وقتها ليقول"لدي ما أقوله هنا ، ولكني بدأت أفكر في أن الصمت أفضل"
ابتسم دراكو ضاحكاً وقبل رأس هاري قبل أن يرد"نأسف يا سيادة اللورد بوتر ، يمكنك متابعة خطابك"ومازال يضايقه بتلك الطريقة لكن هاري وجد الأمر محبباً ومريحاً ، لذلك فقك هو ابتسم له بدوره
ابتعد عنه وجلس بحذر رغم الإرهاق الواضح على وجهه والشحوب يزين بشرته بشكل مقلق
"أنظر ، كان من المفترض أن أقابل والديك ، وأن أتحدث معهما والكثير من الأمور التي من المفترض أن تحدث .. لكنني هنا في منزلكم حبيس الغرفة وأحبسك معي بدوري ، أشعر بالإحراج والضيق حقاً..."
وأنهى كلامه وعيناه لا تنظران إلى دراكو الذي لأول مرة تقريباً ، يعترف هاري له بأنه يحمله الكثير ، وأنه يشعر بأنه يفعل ذلك!
ابتسم له بمحبة حقيقية وجلس بدوره معتدلاً وهو يمد يده ليحتضن وجه الآخر برفق ما جعل هاري حالاً يرفع رأسه وينظر إليه
"ليس عليك أن تشعر بأي من هذا .. يفهم والداي ما تعانيه وتوبخني أمي كلما رأتني خارج غرفتك تقريباً"ضحك بعدها ورمش هارب بدهشة ، ولم يستوعب أنه من الممكن أن يهتم به شخص ما!
لماذا سيهتمون به؟!
لقد خالف ربما كل عاداتهم وتقاليدهم وآدابهم ، وهو حامل بطفل ابنهم وتطفل على منزلهم ، ومع ذلك كانت والدة دراكو توبخ دراكو ليبقى معه!!
لم يشعر هاري بهذه الطريقة من قبل ، في كلمات دراكو عن والدته التي بدت بالنسبة للآخر شيئاً طبيعياً ، فهي قد جعلت هاري يشعر بشعور غريب جداً لم يفهمه ، لكن البرد الذي كان يجتاح جسده قد غادره في لحظات!
ابتسم ببطء رغم اضطراب مشاعره وأسند رأسه إلى صدر دراكو تاركاً جسده إليه وجفل الآخر معتقداً أن شيئاً أصابه ، إلى أن سمع أنفاس هاري بكل راحة وهو يلف ذراعيه حوله بنفسه لأول مرة
أنت تقرأ
حَظُّ هَـٰارِي بُوتَرْ
Fantasyالهدايا السحرية العائلية شيء جميل ، لكن بعض الهدايا تأخذ منعطفاً أسوأ من اللعنات العائلية نفسها وعن حظ هاري بوتر نتحدث