3/ الْفَصلُ الثَّالِث

1.1K 46 7
                                    

منذ زمن بعيد جدا، قبل أن تصل مملكة سيرافينيا إلى هذه القوة، كانت مهددة من قبل الأعداء.. أعداءٌ كُثُر، وكان الإنجاز الذي حققته الملكة السابقة إنجازا يصعب على أي أحد.. حينما حاول اللورد بانهوك مع جيشه غزو سيرافينيا تصدت له، لقد كان القتال الذي جرى بينها وبينه عظيما لكنها هزمته وقد تم ضم مملكته إلى سيرافينيا لتصبح مملكة واحدة أقوى وأعظم.. ويُقال أيضا أن أثناء قتالهم أصيبت الملكة بلعنة عن طريق سحر اللورد بانهوك..
أغلق الطبيب الكتاب بعد أن أنهى سرده للقصة..
"الملكة تاتيانا هي الأقوى بالفعل"
نطق الصغير إينور بحماس بعد سماع القصة وأردف كريس في هدوء:
"ماذا حصل للورد بانهوك بعد ذلك يا جدي؟"
يجيب الكهل بينما يضع الكتاب على الرف:
"هذه قصة أخرى وقت النوم الآن"
ذهبوا إلى غرفتهم بعد التذمر وعدد من المحاولات الفاشلة لتأخير موعد نومهم.. التفت الطبيب إلى آيلا التي كانت تقرأ كتابا طبيا كالعادة.. يكسر الصمت بعد دقائق قائلا:
"أنتِ تتقدمين بسرعة ولكن ألا تعتقدين أن هذا وقت الراحة؟"
تناظره آيلا ثم تقول بنبرة هادئة:
"ما نوع اللعنة التي ألقاها اللورد بانهوك على الملكة السابقة؟"
أجاب الطبيب بجدية:
"لعنة نقطة الضعف الأبدية.. كما لو أنه وشم إجباري.. يُقال ظهر على ظهرها.. هو وشم بلون أزرق يحمل رمزا يعني نقطة الضعف، يضيء هذا الوشم إذا واجهت ساحرا وألقى عليها تعويذة معينة.. وهذه التعويذة تجعلها تفقد كل طاقتها وتُهزم"
"وما هي هذه التعويذة المعينة؟"
سألت آيلا بنفس النبرة وقد أجابها بأنه لا يعلم، فقالت وهي تشير إلى الكتاب الذي بيدها:
"هذا الكتاب يتحدث عن السّحر والتعاويذ أيضا.. لم أكن أعلم عن شيء يُسمى العلاج بالسحر"
بدا على وجهه الامتعاض حين قال وهو يتجه إلى غرفته:
"هذا هراء.. السحر لا يُشفي إنه يؤذي البشر فقط.. ليست كل الكتب موثوقة.. ولا تنسي إطفاء الشمعة قبل أن تنامي"
بدا لها أنه يكره السحر.. أو يخشى أن تُسرق وظيفته كطبيب عادي كونه لا يجيد السحر.. لكن كل ما تعرفه الآن هو أنها ستستمر في قراءة هذا الكتاب.
"اللعنات يمكن أن تتوارث..؟"

..

بعيدا في أحد أكثر الأماكن التي تعج بالحشرات والقوارض البشرية.. سِجن المملكة وتحديدا الزنزانات التي تحت الأرض.. التي يقبع خلف قضبانها أشرس المجرمين وأكثرهم رُعبا..
"هل تشم هذه الرائحة؟"
نطقتها إحدى السجينات..
"هل هي رائحة طعام؟"
نطق شريكها في الزنزانة بملل فأردفت بصوت غير مريح:
"إنها رائحة فيرمونات أوميغا"
"لابد أنها رائحة أحد المساجين الأوميغا هنا"
نطق الآخر.. أجابت بثقة:
"كلا هذه رائحة نظيفة وليست متعفنة"
تزامنا مع جملتها تمر فتاة شابة عبر الممر أمام زنزانتهما.. يناظرانها بشهوة، ترمقهما بنظرة حادة قبل أن تختفي عن نظرهما متجهة إلى الزنزانة الأخيرة في هذا الممر..
تناظر المرأة التي خلف هذه القضبان.. كانت جالسة على المقعد الصخري الموجود في الزنزانة وتناظر الأرض بينما خصلات شعرها تخفي ملامحها ويديها على أرجلها منفرجة الجلسة.
ترفع رأسها تزامنا مع وقوف الفتاة أمام زنزانتها، لتظهر ملامح وجهها.. كانت ذات رقعة على عينها وجروح كثيرة متوزعة على وجهها وفكها الحاد.. وآثار حرق على رقبتها.. مع وشم يكسو كلتا ذراعيها العضليتين، شعرها الكثيف يصل إلى نهاية رقبتها، تبصق على الأرض قبل أن تقف وتقترب بخطوات مترنحة نحو القضبان بينما عينها الحادة السوداء مركزة على الفتاة أمامها..
يظهر فرق الطول بينهما بوضوح.. فهذه السجينة طويلة للغاية مقارنة بالأوميغا التي أمامها.
تقبض يديها على القضبان وتُقرِّب وجهها منهم ليصبح متقابلا مع وجه الأخرى.
"فتاتي لينورا.. مضى وقت طويل"
أجابت لينورا:
"نعم؟ ليس لديك الحق لتقولي فتاتي، لأننا في الوقت الحالي مازلنا منفصلتين"
تشد على قبضتها بقوة بينما تبرز عروق رقبتها.. وتناظر لينورا بحدة بدون أن تنطق بأي شيء.
بعد كل شيء فهي وصلت إلى هنا منذ 5 سنوات وحكمها كان مؤبد، وكل آثار الجروح على وجهها وجسدها هي شاهد على محاولاتها الكثيرة في الهروب..
"ومتى سترضين عني؟"
كسرت الصمت بعد ثوانِ بصوت أجش ونبرة باردة.
"عندما تخرجين من هنا"
نطقت لينورا بصوت رصين قبل أن تبتعد عن نظرها متجهة إلى خارج هذا المكان.

Royal Tears.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن