10/الفَصلُ العَاشِر

266 27 17
                                    

..

وأخيرا حان اليوم الذي سيسعد كل المملكة، يوم زواج ولية العهد من سيهان آل فلورانس، أجمل امرأة في المملكة، والتي تتوفر فيها كل المعايير التي تم وضعها منذ سنين ...
ويعني اقتراب موعد تتويج الأميرة للعرش، وصناعة أمجاد جديدة سيذكرها العالم على مر العصور حول مملكة سيرافينيا وآل غرادسيان.

"مات الشاه"
نطقت آريان بينما تضع يديها تحت ذقنها وتبتسم ابتسامة ثقة
"أنتِ يمكنك التنبؤ لهذا دائما تفوزين"
نطقت بيلار بممل، أجابت آريان:
"سموك، لا استخدم التنبؤ دائما، أنا أتوقع تحركاتك"
رفعت بيلار حاجبها ثم قالت:
"إذا يا سيدة التوقعات هل يمكنك توقع ما أفكر فيه؟"
"ربما تفكرين في الخروج لأنك نسيتِ  أن حفل زفافك سيكون اليوم"
"حسنا كنت أفكر في الخروج والعودة بسرعة، لم أنسى"
قالت بيلار بينما تقف وتتجه لغرفتها
"لا تنسي التفكير جيدا مازال لديك فرصة للتراجع"
قالت آريان بصوت مرتفع قليلا، توجه كلامها لبيلار التي ذهبت بدون أن تجيب، تتنهد ثم تقول في نفسها:
"قدراتي السحرية أصبحت ضعيفة، ربما أنا متعبة ومشتتة بسبب مرض والدتي، أحتاج إلى رؤية صغيرتي لين"
ثم همست بكلمات سحرية مما جعلها تختفي من مكانها، وتظهر في الحديقة الخلفية لمنزل لينورا التي كانت جالسة لوحدها في الحديقة والتي انصدمت عند ظهور آريان المفاجئ
"غبية اخفتني"
نطقت لينورا بحدة، ضحكت آريان وقالت:
"يجب أن تعتادي على هذا، ولكن ردة فعلك أقل حدة من الأمس"
تتنهد لينورا وتقول:
"أجل كان الأمر أسوأ بالأمس"
اقتربت منها آريان وعانقتها، بادلتها لينورا بهدوء ثم قات بصوت منخفض:
"توقعت أنك تفضلين الأوميغا وليس البيتا"
همست آريان بصوت عميق:
"أنا أفضلك أنتِ، أنتِ فقط"
ثم بدأت بتوزيع قبلاتها على رقبة لينورا التي لم تمانع ذلك أبدا.

..

في جهة أخرى بعيدة، كان راينهارد يعلم تماما أن اليوم هو يوم مهم جدا لسيرافينيا، يفكر في تنفيذ خطته أثناء هذا الحفل، يسعى لقتل ولية العهد، وقد سأم من فشل أفراد عصابته المستمر، لقد استأجر رجال من العرب خصيصا من أجل قتل ولية العهد ولكنهم فشلوا مرتين، فآخر شخص أرسله وضع السم للأمير الأوميغا بدلا من بيلار، إنهم لا يزالون غير مستوعبين لفكرة كون ولية العهد امرأة.

لهذا السبب سيذهب بنفسه عازمًا على إنهاء المهمة والأخذ بثأر عائلته من آل غرادسيان، الآن وللأبد.

..

لاحقا، كان الطبيب على وشك الوصول إلى الحانوت، وقتها رأى كاي تتحدث إلى فتاة ما والتي كانت تقول:
"الحفل اليوم بالفعل، كل شيء يسير كما هو"
اجابتها كاي بثقة:
"لا تقلقِ، اصبري فقط"
تنهدت الفتاة بغضب وابتعدت، شعر الطبيب بأنه قد رآها من قبل ولكن خانته ذاكرته، ألقى التحية على كاي التي ابتسمت عند رؤيته وردت له التحية، لم يبدو عليها التوتر الذي قد يجعله يشك بتورطها في أمر خاطي لذا أحسن الظن بها ودخل الحانوت ليسأل آيلا عن ما تم بيعه من أدوية اليوم.
تتكئ كاي على الطاولة التي تقف خلفها آيلا ثم تقول:
"ولية العهد ستتزوج اليوم يال حظك السيء، أعلم أنه سيكون وقتا صعبا عليك"
تجاهلت آيلا مزاح كاي السخيف ونطقت بحزن:
"أعتقد أنه سيكون وقتا صعبا على أستير"
أجابت كاي بجدية:
"نعم من الواضح أنها لم تتخطى مشاعرها تجاه ولية العهد بعد، ستحتاج إلى دعمنا هذه الفترة"
"لم أتوقع منك التفهم، أعتقد أنني بدأت أثق بك قليلا"
قالت آيلا في هدوء، نقطت كاي بانفعال:
"إذا ستتزوجينني اخيرا"
"كلا قصدت يمكننا أن نكون أصدقاء"
أجابت آيلا بملل، أردفت كاي بجدية:
"على ذِكر الزواج، سيكون عليك إجابة معالي السيدة رفين"
"ها؟"
"في أثناء الحفل حضورها مؤكد لأنها من العائلة الملكية، يعني أنها ستتحدث معك لتسمع ردك"
تدفن وجهها على الطاولة وتقول:
"تبا هذه مشكلة، مازلت غر مستعدة لإجابتها"
ابتسمت كاي بلطف وقالت:
"لا بأس بما أننا أصدقاء سأساعدك"
ثم أردفت بجدية:
"إن معالي السيدة رفين هي ألفا قوية ومهيمنة، كما أنها من العائلة الملكية أي ذات سلطة ونفوذ وسمعة وأموال هائلة.. الألفا المثالية لك"
"ولكن هذه الأشياء غير مهمة"
أجابت آيلا بهدوء، من الواضح لكاي أن معاييرها مختلفة ولكن كاي نطقت:
"فكري في الأمر من جهة أخرى، سيكون لك سمعة وشهرة عالية بكونك زوجتها، وكذلك من الممكن أن تشتري لك كل الكتب التي تتمنينها، وستكونين طبيبة بوقت أسرع من عملك في هذا الحانوت المتواضع"
رغم أن هذه الأمور قد تبدو مغرية ومهمة جدا لآيلا لكنها أخذت ثلاث ثوان للتفكير ثم قالت بثقة:
"كاي هذا استغلال، لا يمكنني الزواج من أحد من أجل تحقيق أهدافي، الزواج من شخص يجب إن يكون لرغبتي فيه فقط"
نقطت كاي:
"إذا أنتِ ترغبين في شخص آخر؟ هل تحبين أحدا بالفعل؟"
أجابت آيلا بنفس الثقة:
"إنها مبادئي وليست مشاعري كاي"
ثم أكملت بينها وبين نفسها:
"ولكن قد أكون معجبة بشخص ما بالفعل.. لست أدري"
أخذت كاي نفسا ثم أردفت:
"أحترم مبادئك، إذا ذلك يعني أنك سترفضين؟"
"على الأرجح سأرفض فأنا لا أعرف عنها أي شيء"
أجابت آيلا بهدوء، لم تفهم كاي كيف لهذه الصغيرة ذات الوجه البريء أن تكون بهذه القوة والثبات في اتخاذ القرارات، إنها تعلم بالفعل أن آيلا لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها، لكنها تشعر بأن آيلا معجبة بشخص ما فعلا ولكنها لم تفهم مشاعرها بعد.. وترجح بأن هذا الشخص هو ولية العهد.

Royal Tears.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن