الفصل الثاني (استعراض القوة)

91 13 3
                                    

كنت واقف قدام المراية وبسأل نفسي انا ممكن استخدم القوة دي في ايه ، لكن ساعتها فكرت في سؤال تاني هو انا هستخدمها ازاي اصلاً !
علشان كده لازم أعرف هستخدمها أزاي قبل ما أعرف هستخدمها في ايه وبما أننا الفجر فـ ده الوقت المناسب للتجربه خاصة أني عايز أعرف أزاي ممكن أستخدم المياه ، وبمناسبة المياه انا عطشان جداً من ساعة ما رجعت البيت مع (علي) وانا مكلتش ولا شربت اي حاجة .
روحت المطبخ وفتحت التلاجة وطلعت ازازة المياة وحطيت منها في الكباية واول ما مسكت الكباية أتكسرت في ايدي !
والأغرب كمان أن انا متعورتش !
كنت مستغرب من الموقف وكمان خايف حد يكون سمع صوت كسر الإزاز جبت المقشة والجاروف وبدأت ألم الإزاز المكسور وانا بلمه تعمدت أني احاول أعور نفسي لكن الإزاز مكانش بيخترق جلدي أصلاً !
لما خلصت كنت بفكر ازاي أجرب أذي نفسي بطريقة أعنف علشان أختبر الموضوع بشكل أكبر مكدبش عليكم كنت خايف بس في نفس الوقت كنت عايز أعرف الموضوع هيوصل لحد فين .
جبت السكينه وحاولت أجرح بيها أيدي لكن السكينة مكانتش بتخترق جلدي حاولت إني ادوس أكتر لكن النتيجة كانت واحدة ، لدرجة أني فكرت أني أدخلها في بطني وهنا جه في بالي لو دخلت فعلاً وحد شافني وانا بعمل كده أكيد هيفكروا إني كنت بحاول أنتحر الفكرة خلتني قلقان مش بس عليا لا كمان على أهلي واحساسهم ساعتها هيكون عامل ازاي فـ قولت لنفسي إني في الأول هحاول بس إني اجرح بطني بشكل سطحي وأشوف ايه اللي هيحصل .
فرفعت التيشيرت وبدأت أمشي السكينة على بطني والحمدلله أنها مخترقتش الجلد ولا نزل نقطة دم واحدة بدأت اضغط أكتر وأكتر لدرجة أن السكينة أتكسرت في ايدي !
لفيت السكينة في كيس ورميتها في سلة الزبالة كان لازم أتخلص منها علشان هيبقى في تساؤلات كتير من أهلي ازاي السكينة أتكسرت بالشكل ده وانا مش عايز الفت النظر لو حد عرف بكل اللي حصلي ولا القوة اللي عندي هدخل في سين وجيم ومتنسوش كمان ان أمي دكتورة وممكن تخليني أخضع لأختبارات كتير ودي أكيد حاجة أنا مش عايزها .
دخلت اوضتي وقعدت على سريري وكنت بفكر هجرب القوة اللي هما ادوهالي دي ازاي ووقفت قدام المراية تاني لقيت أن عضلاتي ايدي بقت بارزة شوية بشكل ملحوظ وأكيد هيسألوني ده حصل أزاي وهنا جت في بالي فكرة وهى اني أسمع كلام أمي واروح النادي وهناك في جيم ممكن أسجل فيه لكن لحد ما أقولها كده الصبح وابدأ أروح لازم أكون حريص أن محدش يشوفني بالشكل ده هفضل لابس تيشرتات واسعة بـ كم واتجنب الاحتكاك بالناس شوية يمكن (علي) ملاحظش علشان كنت لابس كده لما كنت معاه الصبح لكنه لاحظ أن وزني بقى تقيل علشان كده لازم أتجنب الاحتكاك .
لكن لحد دلوقتي معنديش أي فكرة هجرب بردو القوة دي أزاي وقعدت أفكر لكن ساعتها حصلت حاجة غريبة أوي سمعت صوت في دماغي بيقول النيل .. النيل يا (سيف) .
سألت نفسي النيل ازاي يعني هعمل ايه هناك ، لكن ساعتها فهمت لازم أروح هناك علشان أجرب أحرك المياه وانا اللي كنت بقول لنفسي اني بفهمها وهى طايرة لازم أركز أكتر من كده ، الموقف اللي انا فيه كبير جدا وصعب استيعابه علشان كده مش قادر اركز .
وقررت أن أنا هنزل من البيت واروح هناك دلوقتي ده أنسب وقت لأن مش هيكون في ناس كتير في الشارع ..
لبست هدومي وطلعت من البيت بهدوء علشان محدش يسمعني أو يسألني رايح فين علشان أنا مكنتش متعود أطلع من البيت متأخر أو أرجع أصلا متأخر .
نزلت من البيت ومكانش في حد موجود خالص في الشارع وبالتالي أكيد مش هلاقي مواصلات علشان كده قررت إني اروحه مشي وبدأت فعلا أمشي وانا متجه لهناك لكن كنت خايف أن النهار يطلع عليا والناس تبدأ تكون موجوده ساعتها سمعت صوت في دماغي بيقولي : أجري .. أجري يا (سيف) . وفعلا بدأت اني اجري بس لقيت نفسي بجري بسرعة رهيبة أسرع من أي متسابق في سباق جري بقيت مستغرب لكن قولت لنفسي أنت مينفعش تفضل مستغرب كده أنت داخل على حاجات أغرب من كده بكتير ولازم يكون عندي ثبات إنفعالي أكتر من كده .
لكن في الحقيقة انا كنت مبسوط اوي، كنت حاسس إني طاير فعلا والطريق اللي كان بياخد حوالي ساعة إلا ربع بالمواصلات أنا لقيت نفسي وصلت في خمس دقايق إن مكانش أقل كمان، كنت مبسوط اوي بالإحساس ده وحاسس إني بقيت واحد تاني خالص غير اللي كنت عليه ، وكان نفسي اصرخ من الفرحة لكن كنت خايف حد يسمعني .
وقفت على كورنيش النيل في مكان مش ملفت للأنظار علشان أبدأ أجرب وقولت : (لعنة الفراعنة) واتبدلت كل حاجة لقيت نفسي لابس الزي والقناع الفرعوني بس مكنتش عارف بعد كده هعمل ايه ولا هحرك المياه ازاي ، لقيت الصوت رجع تاني في دماغي غمضت عيني علشان أسمعه بوضوح واركز معاه وبدأت أعمل زي ما بيقولي بالظبط وجهت ايدي ناحيه المياه وفضلت باصص ناحيتها وبدأت اركز اوي في ده ، حركت ايدي ناحية اليمين لقيت المياه بتتحرك في الاتجاه اليمين ولما وجهت أيدي ناحية الشمال لقيت المياه بتتجه ناحية الشمال ساعتها رفعت ايدي لفوق لقيت أن كورة من المياه ارتفعت لفوق ولما نزلتها رجعت تاني .
كفاية لحد كده انا خايف اللفت الأنظار قولت تاني (لعنة الفراعنة) ورجعت تاني طبيعي دلوقتي أنا عارف ازاي هتحكم في المياه لكن النهار بدأ يطلع ولازم أرجع البيت قبل ما حد يصحى ويلاحظ غيابي .
***
صحيت بعد كام ساعة وروحت المطبخ كالعادة علشان أفطر مع أمي واختي واثناء ما أمي بتحضر الفطار قررت أفتح معاها موضوع النادي علشان هى مشتركة في نادي المهن الطبية .
- انا قررت أروح النادي النهاردة .
- اخيراً يا (سيف) كنت عارفة أنك هتاخد القرار .
- اه ، كنت بس عايز أعرف مواعيد الجيم في النادي هتكون الساعة بالظبط علشان عاوز أشترك فيه .
- ده اختيار كويس ، عموماً انا كنت سامعة أنه بيبدأ من الساعة 4 لحد الساعة 12 .
- كويس هروح اعمل اشتراك فيه النهاردة .
***
نزلت علشان اروح الجامعة علشان اجازة الميدتيرم كانت خلاص خلصت ، دخلت قاعة المحاضرات وبدأت المحاضرة الأولى بس انا مش مركز مع المحاضرة خالص كل اللي مسيطر على تفكيري هو أني ازاي هختبر باقي القوة اللي بمتلكها دلوقتي وازاي أعرف حدودها ايه . لقيت (علي) جه قعد جنبي وبيسألني : أخبارك ايه دلوقتي يا (سيف) ؟
قولتله بعد ما بعدت شوية عنه علشان أتجنب الاحتكاك : انا كويس وجيت الجامعة أهو زي ما انت شايف .
كنا بنتكلم براحة علشان الدكتور ميسمعناش ومكانش ينفع نكمل كلام أكتر من كده علشان كده لقيت علي بيقولي : هقابلك في الكافيتيرا بعد ما نخلص محاضرات .
- لا انا لازم أمشي علشان هروح أشترك في الجيم النهاردة .
- غريبة ده من امتى ده ؟!
- لازم الواحد يهتم بصحته يا عم (علي) .
وسكتنا بس جوايا كان حاسس ان (علي) ملاحظ تصرفاتي الغريبة بس انا قررت مركزش في الموضوع ده دلوقتي لحد ما أشوف هعمل ايه الأول .
بدأ صوت يلح في دماغي الصحرااا .. الصحراا يا (سيف) .
كده أنا عرفت انا هروح فين بالظبط قبل  ما أروح الجيم علشان أختبر باقي القوة اللي عندي ، خلصت محاضرات ومشيت على أقرب مكان صحرا لقيته وأبعد ما يكون عن الناس ، وبدأت أقول (لعنة الفراعنة) لكن بعد ما أتحولت مكنتش عارف هعمل ايه بالظبط بس جه في بالي أني أجرب أحرك الرمل زي ما حركت المياه وبالفعل بدأت أشاور بأيدي على المكان اللي عايزه يتحرك واركز عليه ببصري وتفكيري و أحرك أيدي ناحية اليمين وبالفعل بدأ الرمل يتحرك معايا ولما حركت ايدي لفوق لقيت شلال رمل طلع لفوق ولما نزلت ايدي نزل تاني وهكذا لما حركت أيدي ناحية الشمال كنت مبسوط اوي باللي بيحصل وبدأت أحرك ايدي فـ نواحي عشوائية والرمل يتحرك معايا ، وكده عرفت هتحكم كمان في النار والهوا ازاي بنفس الطريقة اللي عملتها مع المياه والرمل .
بس الموضوع كان مرهق اوي ومحتاج مجهود عقلي كبير لأن كل حاجة محتاجة تركيز كبير .
سمعت صوت في دماغي بيقولي : الطيران يا (سيف) .
مكنتش متخيل أني كمان هعرف أطير وازاي هقدر أعمل كده ؟
فضلت مستني أن الصوت ده يقولي أعمل ايه لكن الغريبة أنه مش موجود زي كل مره !
فضلت مستني كتير لكن مكانش في ليه اي وجود لحد ما قررت أمشي وفجأة سمعته بيقولي ارفع أيدك لفوق وحس بانعدام وزنك على الأرض ركز .. ركز يا (سيف) .
رفعت ايدي وبدأت اركز في اللي بعمله لكن مفيش حاجة أتغيرت محاولتي الأولى فشلت وده خلاني أحس بالشك جوايا لحد ما الصوت ده ظهر في دماغي تاني وبدأ يقولي : ثق في نفسك يا (سيف) حاول اكتر .
وبدأت احاول تاني وتاني لحد ما لقيت نفسي برتفع من على الأرض والأرض بدأت تبعد عني وبقيت طاير وحاولت اوازن نفسي في الجو لحد ما عرفت أتحكم في اتجاهاتي علشان كده قررت اشوفها قررت أروح أشوف (رقية) قبل ما اروح الجيم وكان الوقت بعد المغرب والليل دخل فـ محدش هيقدر يشوفني وانا طاير .
طرت ناحية بيتها ولحسن حظي كانت واقفة في البلكونة بتاعتها وماسكة كتاب بتقرأ فيه فضلت طاير فوق بيتها وبراقبها من بعيد بقيت مش مصدق اني اقدر اعمل كده وكده هعرف اشوفها كل يوم وبعد شوية كانت (رقية) دخلت اوضتها .
اتجهت ساعتها للنادي ونزلت ورا المبنى علشان محدش يشوفني وقلت (لعنة الفراعنة) ودخلت النادي وقدمت في الجيم وبدأت تمرين وكده خلال فترة قصيرة محدش هيشك في التغير اللي بقى موجود عليا .
خلصت الجيم وروحت البيت وكنت راضي ومبسوط اوي لكل اللي وصلتله بس بدأت أفكر يا ترى أيه اللي مستنيني بعد كده وايه اللي هواجهه بكل القوة اللي جوايا دي .

لعنة فرعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن