الفصل التاسع (تحقيق العدالة)

30 3 0
                                    

بليل كنت نايم على السرير في اوضتي وباصص للسقف وبفكر وفي نفس الوقت كنت بسأل نفسي لو (سارة) معرفتش تعرف مكان الشخص ده هتصرف ازاي ، لكن فجأة سمعت الباب بتاع اوضتي بيخبط واتفتح بسرعة ودخلت (سارة) اختي وهى شايلة اللاب بتاعها وبتقول بكل حماس : انا لقيته يا (سيف) .
كنت متفاجئ إنها لحقت تلاقيه بالسرعة دي بس كنت في نفس الوقت مبسوط إني هوقف البني ادم ده عند حده ، وقولتلها : كويس جدًا لقيتيه فين ؟
- في الأقصر.
- ايه !
- ايوه يا (سيف) في الأقصر .
- ازاي !
- بص انا جبتلك كل المعلومات عنه كمان .
وادتني اللاب علشان اعرف كل المعلومات اللي وصلتلها وطلع الشخص ده اسمه (عمر) في سني وكان بيدرس في كلية الحقوق جامعة القاهرة ، دلوقتي عرفت هو عرف (أميرة) ازاي .
- هتعمل ايه يا (سيف) انت اكيد مش هتسافرله هناك علشان تكلمه صح ؟
كنت بفكر فعلا إني اسافرله بس اكيد مش بصفتي (سيف) وكنت بفكر كمان اني اخلص الموضوع ده بكره بس مش عارف هل طاقتي ممكن تخليني اقدر أسافر لأقصر ده تحدي واختبار جديد لازم أكسبه ، لكن علشان اطمن اختي قولتلها : اكيد مش هسافرله لما يجي تاني القاهر هروحله مع ناس صحابي .
- كويس طمنتني إنك مش هتعمل حاجة مجنونة اسيبك انا بقى واروح انام علشان عندي مدرسة الصبح .
- تصبحي على خير .
- وانت من أهله .
سابتني (سارة) وكنت بفكر ازاي هسافرله وهاخد وقت اد ايه بالظبط علشان اوصل اكيد لو هستخدم طاقتي يبقى هطير لهناك بس مش عارف ده هياخد وقت اد ايه علشان كده فتحت تليفوني وبدأت ادور رحلات الطيران من القاهرة لأقصر بتاخد وقت اد ايه ولقيت انها ساعة وعشر دقائق بس وطبعا هتسألوني انت بتدور ليه على الوقت هقولكم علشان عندي هنا في البيت ميقلقوش عليا خصوصاً إن (سارة) ممكن تشك إني سافرتله فعلاً علشان كنت بشوف حجة غياب يعني لكن بما اني هحتاج ساعتين ونص بس رايح جاي فـ مبقاش في مشكلة.
بصيت في الساعة وكانت الساعة واحدة بليل كنت حاسس اني متحمس جدًا إني اجرب تجربه الطيران لمسافات بعيدة وكمان علشان اللي اسمه (عمر) ده ياخد عقابه علشان كده فكرت اروحله دلوقتي ، بس انا مكنتش عارف مكانه فين في الأقصر بالظبط لازم اعرف من اللاب بتاع (سارة) من غير ما تحس .
طلعت الصالة وكان الكل نايم روحت ناحية اوضتها واستعملت سمعي الخارق علشان اتأكد أنها نايمة بس للأسف كانت لسه صاحية لأني كنت سامع صوت الكيبورد بتاع اللاب بتاعها وهى بتكتب عليه . فضلت مستني لحد ما مبقاش في أي أصوات خالص وفتحت الباب براحة ودخلت خدت اللاب وطلعت .
وفعلا قدرت اعرف مكانه فين بالظبط وعملت شير لوكيشن لتليفوني ورجعت اللاب مكانه تاني ، واستعديت لرحلتي للأقصر .

*****

وقفت في البلكونة وتحولت للرجل الفرعون وانطلقت بسرعة كنت حاسس إني طاير زي الصاروخ بالظبط مكنتش متوقع إني عندي كل السرعة دي ومن كتر ما انا كنت متحمس ومبسوط كانت سرعتي بتزيد اكتر لدرجة اني وصلت في ساعة إلا ربع بس كانت الساعة دلوقتي تلاتة الفجر وكنت واقف قريب من بيت (عمر) كان عبارة عن عمارة من خمس ادوار ومكانش في غير دور واحد بس هو اللي منور ساعتها حسيت أن (عمر) هيكون موجود هنا بس كان لازم اتأكد علشان كده طرت لحد ما وصلت للشباك ولما بصيت لقيته قاعد على السرير وكان شكله نفس الصورة اللي شفتها في اللاب بتاع اختي .
فضلت واقف اراقبه شوية واسمع كل الأصوات اللي حواليا وادرس الموقف كويس ومن سمعي الخارق عرفت أن العمارة دي عبارة عن بيت عيلة وهو ساكن هنا مع عمامه ، ولما اطمنت إن كل حاجة تمام كسرت الشباك ودخلت عليه على طول ، اول لما شافني اتفزع ونط من السرير وجري ناحية الباب لكن طبعا انا كنت أسرع منه وقدرت الحقه .
من كتر خوفه كان مبرق عينه وجسمه بيرتعش وكان بارد زي التلج وكأن الدم هرب من عروقه ويادوب عرف ينطق ويقول : أنت عايز مني ايه ؟
- بتهرب ليه يا (عمر) انت عارف إني مش بجازي غير المجرمين ولا اللي على راسه بطحه .
- انا .. انا مش مجرم ، انا معملتش حاجة.
- بتعمل اكونتات للبنات ليه وتهددهم.
- انت .. عرفت مكان منين ؟
- انت متعرفش انا ممكن اعرف ايه زي إني سامع عمك دلوقتي على السلم ونازل رايح الجامع بس كل اهلك دول محدش هيعرف يخلصك مني ومش هتهرب بعملتك دي . كنت يتهدد البنات ليه ؟
- انا معملتش كده غير لـ (أميرة) بس ، ومش هتتكرر تاني خلاص .
- وليه (أميرة) ؟
- انا كنت معجب بيها وصارحتها لكنها رفضتني حاولت اكتر من مرة لكن كل مره كانت بترفضني ، اتعصبت جدًا ساعتها وبدأت في حوار الاكونتات ده .
- وطبعاً انت كنت بتراقب (أميرة) وعارف إنها مش هتاخد أي إجراء ضدك .
- بصراحة .. ايوه وزاد معايا الموضوع لما عرفت إنها اتخطبت .
- لكن أنا سمعت (أميرة) وانا بقى هكون الإجراء اللي هيتاخد ضدك ، و اه أنا كمان سامع أن عمك اللي قاعد مع جدك صحي تحت ورايح الأرض بتاعتكم ممكن هو يبقى يسمعك ويلحقك بقى.
وبدأت أولع في كل الأجهزة اللي كانت في الآوضة اللي كان بيستعملها من لاب لتليفون وغيره لحد ما النار انتقلت لأجزاء تانية ، كنت عارف انها مش هتأذيه بس الجزاء من جنس العمل زي ما حرق روح بني ادمه من الخوف لازم هو كمان يخاف بنفس الطريقة وقبل ما امشي قولتله : دلوقتي عرفت انا اقدر اسمع ايه ولو سمعت أي حاجة عنك تاني انت عارف المره الجاية النار هتحرق ايه . وسيبته ومشيت وهو مرعوب .
مكنتش متخيل إن الرفض ممكن يعمل كده معظم الشباب مبقاش عندهم رضا ومحدش بقى عنده صبر إنه يستنى عوض ربنا ، مش يمكن عوض ربنا لينا يكون احسن بكتير من الحاجات اللي بتمناها ، مش يمكن لو (عمر) تقبل الموضوع وركز في حياته كان زمانه بقى في مكان تاني احسن أو لقى حد كويس يكمل معاه ، لازم نغير نظرتنا للأمور ومنبصش للمواقف من خرم إبرة .

*****

بعد ما سيبت (عمر) قررت إني اعمل جولة في الأقصر قبل ما ارجع ،  المدينة اللي فيها اكتر من تلتين اثار العالم واللي كانت معروفة بمدينة الشمس وكان اسمها عند الفراعنة (طيبة) .
وعلشان انتوا عارفين اني بحب ازور اماكن مش مألوفة اوي فـ قررت اروح معبد الرامسيون ، اللي لما زاره جان فرانسوا شامبليون الموقع بتاعه اللي في اطلال المعبد سنة ١٨٢٩ وقدر أنه يفك رموز الهيروغليفية  لقى أنه عليه اسامي والقاب بترجع للملك رمسيس .
ويعتبر معبد الرامسيون من اجمل معابد مصر علشان بيتكون من بقايا طرق وأعمدة اوزيرية متكسرة وصرح ضخم لكن للاسف وقع نصه والسقف بتاعه كان من معمول من الطوب الاجر .
والبعثة الفرنسية المصرية للآثار لقوا في معبد الرامسيون بقايا بترجع للأسرة ١٩ و ٢٠ بتضم مجموعة من المطابخ العامة وابنية للجزارة ومخازن كبيرة جدًا بالإضافة لمدارس كانت مخصصة لتعليم أولاد العمال .
معبد الرامسيون كمان بيعد من المعابد الجنائزية اللي خصصة رمسيس التاني لعبادة الفرعون إله الأرض اللي هيحيي ذكراه بعد وفاته والسجلات بتقول أن المعبد ده بدأ بناءه في عهد رمسيس التاني واستمر بناءه لمدة عشرين سنة .
معبد الرامسيون كان مبني بمقاييس كهونتية حديثة وبيتكون من بوابتين كبار عرض الواحدة منهم حوالي ستين متر والاثنين دول كانوا بيودوا لساحة المعبد وكان في ساحة من ساحات المعبد فيها حوالي ٤٨ عمود وكان قصر الملك موجود ناحية الشمال من المعبد ، وكامعتاد كان بيزين جدران المعبد رسومات فرعونية والرسومات هانت كانت بتحكي عن انتصار الملك في الحروب منها معركة قادش .
بس للأسف اللي كان باقي من المعبد اجزاء بس من القاعدة وجذع من تمثال كان مصنوع من السيانيت وطولة ١٩ متر ووزنه حوالي ألف طن وده كان أكبر تمثال متبقي .
كنت منبهر بكل حاجة هنا وحاسس إني واقف في مدينة الحضارة ، المدينة اللي كانت منبع ملوك مصر القديمة اللي شالت كل حاجة تذكاريه ليهم مكنتش حابب ابداً إني امشي لكن مكنتش عايز حد يلاحظ غيابي خصوصًا علشان (سارة) متعملش اي مشكلة .
طرت تاني ورجعت البيت بس المرة دي خبطت على الباب وماما فتحتلي الساعة كانت ١٢ الضهر تقريباً ولما سألتني كنت فين اتحججت اني كنت نازل اتمشى من بدري قبل ما الدنيا تكون زحمة من بعدها ماما معلقتش على حاجة لكن (سارة) كانت بتبصلي بنظرات كلها شك خصوصًا إن الرحلة كانت متعبة جدًا وباين عليا التعب كل اللي كنت محتاجه دلوقتي إني انام وبس ، وقبل ما أدخل لقيت سارة بتوقفني وتقولي : انت كنت فين يا (سيف) .
- بصراحة يا (سارة) مجاليش نوم بسبب الموضوع بتاع (أميرة) ونزلت اتمشى ، لكن حاسس إني مرهق من قلة النوم ممكن انام ولما اصحى نتكلم .
حسيت بردو إنها مش مصدق اني لكن في النهاية سابتني ، لما اصحى هنشوف حل للموضوع ده .
بس فكرتوا إني فعلاً عرفت أنام بعد حوالي ساعة بس لقيت أمي بتصحيني وبتقولي ان ابويا حصل معاه مشاكل في الشغل وتعب واتنقل المستشفى !

لعنة فرعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن