الفصل الخامس (المتحف المصري)

38 6 0
                                    


وقفلت معاه الخط وروحت علشان أجهز .
ازاي أنسى يوم زي ده المفروض فيه هنتدرب على الإرشاد السياحي وهنكون موجودين في رحلة فيها أطفال هنكون السبب أنهم يتعرفوا اكتر على تاريخ بلدنا .
بصيت للساعة لقيت أنها تسعة وانا كده متأخر جداً ومش هلحق ، بس أي حد ممكن يقول كده إلا الرجل الفرعون .
حضرت حاجتي بسرعة وروحت بلكونة اوضتي وطرت بسرعة للكلية .
اول لما وصلت أخترت مكان ميكونش حد شايفني فيه ونزلت ورجعت لطبيعتي تاني واتوجهت لبوابة الجامعة واول لما دخلت لقيت (علي) مستنيني وهو متعصب.
- إحنا متأخرين جدا يا (سيف) أحنا لازم نروح حالاً للمدرسة ونركب مع الأولاد الباص .
- أنا أسف يا (علي) انا كنت تعبان جداً امبارح ونمت ومحستش بنفسي من الإرهاق .
- للدرجة دي كنت بتحارب مع الرجل الفرعون ولا ايه ؟ ، وقعد يضحك .
بس رد فعله خلاني مصدوم معقول يكون عرف حاجة لكن مسكت نفسي وقولت لازم أتصرف عادي وقولتله : لا انا بس شديت في الجيم شوية ، ويلا بقى علشان أحنا متأخرين .
طلعنا من الجامعة وروحنا علشان نركب تاكسي واول لما ركبنا قعدنا نراجع كل حاجة انا و (علي) هنشرحها النهاردة للولاد اللي كانوا بالمناسبة في تانية إعدادي وكانت الرحلة النهاردة للمتحف المصري بعد ما تم إعادة تنظيمه وبقى جاهز لأستقبال الزوار .
اول لما وصلنا المدرسة توجهنا لمكتب الناظر واعتذرناله على التأخير، لكنه كان متعصب جدا وقال : انتم عارفين معاد الرحلة والتأخير فيه ممكن يأثر جداً على مسار الرحلة و ….
وقبل ما يكمل كلام قولتله : احنا أكيد متفهمين ده وبنعتذر لحضرتك مرة تانية ومش عايزين نعطل الرحلة اكتر من كده .
- تمام تمام تعالوا ورايا علشان أخدكم لمكان الباصات .
روحنا معاه لحد ما وصلنا وكان فيه باص واحد بس كبير في ناني وانا و (علي) وباقي الأطفال ده غير السواق طبعاً . ركبنا الباص وكان الطريق بياخد حوالي ساعة إلا ربع .
وبعد ما عدا الوقت نزلت انا و(علي) من الباص ونزلنا الأولاد واتوجهنا ناحية مبنى التذاكر وبعد ما خلصنا إجراءات الدخول بدأنا نتكلم مع الأولاد عن المتحف .
وقفنا في ساحة كبيرة قدام المسلة المعلقة وبدأنا نعرف الأولاد بعض الحاجات الأساسية عن المتحف زي أن حجر الأساس بتاعه أتحط سنة 2002 وانه كسب جوائز في التصميم في ايرلندا بالأضافة لـ مساحته الكبيرة اللي كانت حوالي 500 الف متر يعني أكبر من متاحف كتير تانية موجودة في مصر .
وبعدين توجهنا للمدخل الرئيسي للمتحف اللي كان مزين بالخراطيش المصرية لملوك مصر القديمة ، ودخلنا للساحة الرئيسية للمتحف واول تمثال قابلناه كان للملك رمسيس التاني .
وكان (علي) بيشرحلهم ان موضع التمثال في المكان ده بالذات علشان يكون بيستقبل وبيرحب بالزوار ، وكمان كان موجود عمود النصر وتماثيل لملوك من العصر البطلمي .
وبعد كده اتجهنا علشان نشوف مركب خوفو وهنا بدأت أشرح للأطفال انها معروفه بأسم مركب الشمس ومراكب الشمس دي كانت بتستخدم علشان تستعيد الحياة من الأماكن المقدسة على حسب الأساطير المصرية القديمة وكانت معروفة كمان بأسم المراكب الجنائزية ، وعمر المركب دي أكتر من 4500 سنة وتم أكتشافها سنة 1954 وتم بناء متحف مخصوص جنب الأهرامات بأسم متحف الملك خوفو وكان شبه مستحيل أنها تتنقل من المتحف ده للمتحف المصري بس أستعانوا بأكبر المهندسين وخبراء الأثار وتمكنوا من نقلها في خلال 8 شهور للمتحف المصري الكبير واستغرقت الوقت ده كله لأن طولها حوالي 40 متر ووزنها 20 طن وفي سنة 2020 تم غلق متحف خوفو بجانب الأهرامات للحفاظ على الشكل الجمالي .
كانوا الأطفال بيتفرجوا على المركب بأنبهار ومنهم اللي كان بيسأل إذا كان ينفع يلمسها او يقرب منها لكن (علي) قالهم أن ده ممنوع ، وبعد كده روحنا نكمل باقي الرحلة بتاعتنا في المتحف وكان في صالة مخصصة للأطفال بتعرض ليهم أفلام وثائقية تاريخية وكنت انا والناني و(علي) معاهم .
وبعد ما خلصنا الصالة دي كانت الساعة حوالي 3 وكنا ميتين من الجوع ولما جينا نتوجه للكفيتيريات والمطاعم اللي موجودة في المكان المخصص للخدمات في المتحف ، الناني قالتلنا إن الناظر مش مخصص ميزانية للأماكن دي من ضمن مصاريف الرحلة وانتوا عارفين أن المكان هنا اسعاره سياحيه يعني .
(علي) : ازاي يعني والأطفال دي هتفضل كده .
قُلت وانا متعصب جدا : هنعتمد على الساندوتشات اللي عملاها ماما ولا ايه !
الناني : الناظر قال أننا أكيد هنلاقي بياعين في أكشاك بره بيعملوا أكل أرخص من هنا .
قولتلها : انتوا ازاي عايزين الأطفال تاكل حاجة زي كده !
الناني : أهدا بس أكيد الأكل هنا نضيف علشان السياح يعني .
(علي) : خلاص يا (سيف) أنا ميت من الجوع وأكيد هما مش هيضرونا ويضروا نفسهم يعني .
مكنتش مقتنع أوي بس انا كمان كنت جعان فوافقتهم وسلمت أمري لله وبعدين طلعنا من المتحف وكانت الناني المرة دي هى اللي بتوجهنا نروح فين شكلها عارفة كل حاجة وانها مش المرة الأولى اللي يعملوا فيها كده .
وصلنا لعربية أكل وكان قدامها كراسي و تربيزات كتير ومكنش في غير 3 تربيزات بس اللي مشغولين قسمنا الأطفال على باقي الكراسي والتربيزات اللي موجودة وطلبنا الأكل اللي كان عبارة عن سندوتشات بطاطس وفول وطعمية وهوت دوج وغيره وكل واحد طلب على حسب مزاجه .
لما قعدنا وأطمنا على الأطفال كنت بفكر في (رقية) وقررت اني أكلمها فـ بعدت عنهم شوية واتصلت عليها أول مرة مردتش فـ اتصلت عليها مرة تاني وفي المرة دي ردت .
- ازيك يا (رقية) ؟
- كويسة ..
- انا عارف إنك زعلانة مني انا أسف وعارف أن حقك تزعلي .. انا مكنتش نايم كويس اليوم ده وكنت تعبان ومش عارف ازاي اتصرفت معاكي كده واوعدك انها مش هتتكرر تاني .
- ماشي يا (سيف) وانا مش زعلانة ، انت دلوقتي كويس ؟
- كويس لما أنتِ بقيتي مش زعلانة مني
فـ سمعت صوت ضحكتها الجميلة حسيت اني مبسوط اوي وضحكت انا كمان واتكلمنا شوية وسألتها عن يومها واطمنت عليها وبعدين اتفقنا أننا نخرج تاني مع (علي) و (لميس) واتفقنا نكلمهم لما نرجع من الرحلة .
وبعد كده رجعتلهم وفضلنا في المكان ده لحد معاد مرواح الرحلة واتجهنا بعدها لمكان الباص وأتكدنا أن الأطفال كل واحد في مكانه بس الرحلة مكانتش كويسة أبداً بعد حوالي عشر دقايق بدأ واحد من الأطفال يشتكي للناني من بطنه وبعدين أتنين كمان لحد ما كل الأطفال بدأوا يشتكوا في نفس الوقت و(علي) والناني كمان بدأوا يظهر عليهم أعراض التعب إلا أنا والسواق علشان السواق مكلش معانا وانا أكيد علشان قوتي حمتني من التسمم ده .
بدأ (علي) يتوجع ويقول : ياريتني ما كلت ولا وافقت على الفكرة دي  .
قُلت : أهدى بس يا (علي) وحاول تستحمل شوية وكل حاجة هتكون تمام .
روحت لمكان السواق وقولتله أتوجه لأقرب مستشفى بسرعة كل الموجودين حصلهم حالة تسمم وبالفعل استجاب ليا وغير اتجاهه بس بعد خمس دقايق كان في زحمة شديدة على الطريق ولما السواق سأل العربية اللي جنبنا قالوله : في حادثة على الطريق والموضوع فيه مش اقل من ساعة .
قُلت : ساعة !! ده كتير اوي الأطفال دي مش هتستحمل كل ده ، انا هنزل أشوف يمكن أقدر أخليهم يعدونا .
السواق : رايح فين بس يا بني الموضوع شكله صعب خليك ليحصل حاجة .
- الأطفال مش هتستحمل أحاول أحسن ما أفضل حاطط أيدي على خدي .
وسيبته ونزلت وروحت للمكان اللي كان في الحادثة وكانت عربية ملاكي اتخبطت في عربية نقل كبيرة لكن العربية الملاكي ادمرت وكانوا مطلعين صاحبها بره وكانت حالته صعبة جداً .
سألت واحد من الموجودين إذا كان ينفع يدونا مساحة نعدي ؟
قالي : الوضع زي ما انت شايف مفيش مساحة لأي حد يعدي واحنا اتصلنا بالإسعاف لكن لحد دلوقتي مفيش حد جه .
بقيت مضايق ومش عارف اعمل ايه في ناس اضررت جداً من الحادثة وحياتها في خطر وحياة الأطفال اللي معايا انا كمان في خطر بس أنا عارف انا هعمل ايه .
بعدت عن المكان اللي كان فيه زحمة على الطريق وروحت لمكان كان في شجر واخترت مكان مكانش حد شايفني فيه وقولت : (لعنة الفراعنة ) واتحولت للرجل الفرعون وطِرت بسرعة للمكان اللي حصل فيه الحادثة واول لما وصلت كل الناس بدأت تهلل من الفرحة وكأنهم كانوا مستنيين معجزة تحصل وكنت أنا المعجزة دي .
بدأت ابعد العربية النقل والعربية المدمرة عن الطريق بقوتي كنت حاسس اني من ابطال الهيرو اللي بنشوفهم في الافلام ، ووسعت طريق للعربيات أنها تعدي ولما اتأكدت أن الطريق بدأ يمشي وباص الاولاد بدأ يتقدم روحت لمكان الشخص المصاب كنت عايز اشيله واطير بيه للمستشفى بس كنت خايف اني احركة وتكون الحركة خطيرة عليه .
فضلت افكر ممكن اعملها ازاي من غير ما ائذيه وفي أثناء ما كنت بفكر سمعت صوت الإسعاف جاية فضلت واقف مستنيهم المرة دي مكنتش خايف اني اتعامل مع الناس على اني الرجل الفرعون هما بقوا عارفين اني يساعدهم ومش بضرهم.
ولما وصلت عربية الإسعاف نزل المسعفين منها وقال واحد منهم : ده عنده كسر في العمود الفقري وبينزف كتير واكيد عنده نزيف داخلي شديد احنا ممكن منلحقش نوديه المستشفى بس هنعمل اللي علينا .
قولتلهم : انا عارف أن الحركة بالنسباله ممكن تكون خطيرة علشان كده مرضتش المسه ممكن تحطوه على لوح الإسعاف بشكل آمن وانا هوصل بيه المستشفى في أسرع وقت ممكن .
في البداية فضلوا يبصولي بصات استغراب لكني رفعت صوتي : مستنيين ايه يلا بسرعة .
وفعلاً بدأوا يعملوا اللي انا قولت عليه وحملته وطِرت بيه لأقرب مستشفى ولما الدكاتره اخدوه واطمنت أنهم هيعملوا اللازم ، لما خرجت من باب المستشفى لمحت اوتوبيس المدرسة موجود قدام المستشفى فـ روحت لمكان محدش يقدر يشوفني فيه علشان ارجع لطبيعتي تاني وبعدين دخلت المستشفى علشان اطمن على (علي) والأطفال .
ولما دخلت لـ (علي) …

لعنة فرعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن