الفصل العاشر ( هل هى النهاية )

27 2 0
                                    

لقيت أمي بتصحيني وبتقولي ان ابويا حصل معاه مشاكل في الشغل وتعب واتنقل المستشفى !
قُمت وانا مخضوض وكنت خايف وقلقان على بابا مع إني عندي قوة مش عند حد إلا إن في حاجات مقدرش اتدخل فيها أو اغيرها ولو اجتمعت كل القوة اللي على الأرض وفي الحالة دي وفي كل الحالات بنلجأ لربنا كنت شايل في قلبي كل الدعوات اللي في الدنيا أن ابويا يكون كويس وأنه يكون شوية تعب بسيط وهيبقى كويس .
عرفت من امي انه تعب وهو جاي في الطريق لهنا ولحسن الحظ أنه كان قريب من القاهرة فدخل في مستشفى قريبة من هنا ، بس انا كنت مستغرب ليه نازل اجازة دلوقتي وده مش معاده ولما سألت امي حسيت أنها كانت متوترة وبتفرك ايديها ولما كانت بتكلمني مكانتش بتبصلي وقالتلي : هو كان عاملهالكم  مفاجأة .
- مفاجأة ازاي وانتي بتقولي أنه حصل مشاكل !.
- ها … انا بس اتخضيت لما عرفت إنه تعب ومش مركزة بقول ايه فكرت إنه حصله كده بسبب أنه ممكن يكون حصل مشكله في الشغل أو حاجة .
بس انا مكنتش عارف أصدقها بس سيبت كل الأفكار دي على جنب وكان اهم حاجة بالنسبالي دلوقتي إني اطمن عليه نزلت انا وامي وروحنا المستشفى اللي كان فيها ، و توجهنا لقسم الطوارئ ، والحمدلله كان صاحي وكان كويس وقالنا انه بس ضغطه وطي شوية واغمى عليه ومحسش بـ اي حاجة غير وهو هنا وإنها بسيطة وهيقدر كمان يروح معانا بعد ما المحلول اللي مركبينه يخلص علشان يظبط الضغط وفضلت انا وامي جنبه لحد ما خلص وفعلا روحنا البيت .
لكن أنا مكنتش مطمن كنت حاسس ان في حاجة هما مخبينها عليا مكنتش مصدق حوار المفاجأة ده وكمان بابا عمره ما اشتكى من الضغط اكيد حصل حاجة أثرت عليه وقررت أن انا استعمل سمعي الخارق علشان اعرف في ايه .
كان بابا وماما و(سارة) قاعدين في الصالة وبيتفرجوا على مسرحية طلعت قعدت معاهم ومتكلمتش في حاجة لكن نظرات بابا وماما لبعض كانت مخبية حاجات كتير كنت حاسس ان ماما كل شوية تساله بعنيها انت كويس وهو بيرد عليها وبيطمنها بس كنت حاسس بردو إنه خايف .
انا كده مبقتش شاكك انا بقيت متأكد أن في حاجة تانية غير اللي بيقولوها ومش هرتاح غير لما اعرف في ايه بالظبط .
فضلنا قاعدين لحد ما جه الوقت اللي كل واحد هيروح في لاوضته علشان ينام ودخلت فعلا انا كمان اوضتي وفضلت مستني لحد ما اتأكدت إن كل واحد دخل اوضته خلاص وطلعت علشان اسمع ايه اللي حصل .
الأم : انت كويس ؟
الاب : ايوه اطمني .
الأم : انت لازم تاخد اجازة طويلة بعد اللي حصل .
الاب : مقدرش اعمل كده ، الموضوع ده مش هيعدي على خير ولو سكت عنه ضميري هيوجعني طول عمري ، مقدرش اسيبهم يهربوا الشحنة دي .
الأم : بس انت هتقدر تعمل ايه دول ناس كبيرة واحنا خايفين عليك ممكن يعملوا ليك حاجة .
الاب : سيبيها لله انا عارف انا هعمل ايه .
وبدأ بابا يحكيلها عن الخطة اللي في دماغه وطلع الموضوع تهريب آثار وطبعا انتوا عارفين إن دي جريمة ، وكان لازم طبعاً اتدخل علشان انقذ الموقف ومسيبش ابويا لوحده بس عجبتني خطه أبويا وقررت اساعده فيها .
****
أبويا فعلًا مقعدتش كتير معانا المدة اللي فضل فيها موجود في البيت يومين بس ومشي على طول ، (سارة) اختي كانت مستغربة هو جه في ايه ومشي في ايه لأن عادةً كان بيقعد أقل حاجة اسبوع ساعتها ماما قالتلها إنه كان عنده يومين بس وهو حب بدل ما يقعد هناك في سكن الشغل إنه يجي ويقضيهم معانا هنا . ساعتها (سارة) اقتنعت وانا كمان عملت نفسي مقتنع علشان اجاري الأمور لاني كنت طبعا عارف الحقيقة وكمان مش عايز حد ينشغل بيا علشان اسافر لبابا .
كنت مستني الوقت يعدي علشان المفروض أن ابويا لسه موصلش مكان شغله كنت مستني أنه يوصل علشان اسافرله علشان أنا كده كده مش هاخد وقت وموعد الشحنة اللي المفروض تطلع من المينا الفجر والساعة دلوقتي عشرة بليل .
****
بابا كان حاطط خطة كويسة لو اتنفذت صح محدش هيقدر يعمل حاجة وانا كنت رايح علشان أو حصل حاجة تانية غير اللي مخططله اقدر احميه وكمان عشان مينفعش الناس دي تفلت بفعلتها كده .
بس احساس جوايا كان بيقول ان الخطة مش هتمشي بس خلاص مبقاش في وقت كبير لازم اتحرك دلوقتي بس لسوء حظي امي واختي كانوا لسه صاحيين وكان لازم افكر في حجة اني انزل بيها من البيت وملقتش احسن من ان (علي) يكلمني علشان انزل وفعلا كلمته على التليفون وقولتله اني هطلع اقعد مع امي واختي وانت رن عليا وقولي إنك محتاجني ضروري لأني محتاج انزل ضروري .
- ليه يا (سيف) عاوز تنزل في الوقت ده ، الساعة دلوقتي واحدة يابني .
- هقولك بعدين يا (علي) .
- حاسس ان في حاجة بس امري لله هعملك اللي انت عاوزه .
وفعلا (علي) عمل اللي اتفقنا عليه ونزلت من البيت ومشيت في الشارع لحد ما دخلت شارع جانبي مفيهوش حد واتحولت وطرت بأقصى سرعة عندي .
وصلت المينا وكنا قبل الفجر بساعة فضلت اراقب كل حاجة ، كل حاجة هنا زي ما بنشوفها في الافلام بالظبط سفن راسية على الشط ومكان مليان كونتينرات كبيرة وأفراد الأمن في كل مكان .
المفروض أن ابويا هيكلم البوليس دلوقتي ويعرفهم كل حاجة ولما روحت المكتب اللي هو فيه ملقتوش موجود !
قلبي كان بيدق بسرعة من الخوف والقلق وطرت بسرعة ناحية السكن بتاعه ولما وصلت كل حاجة كانت هاديه مقدرتش اصبر اكتر من كده ودخلت على طول لقيت أبويا قاعد على الكرسي ومميل على التربيزا وقدامه كبايه شاي .
كنت خايف اوي مهما اوصف درجة خوفي مش هقدر اوصلكم احساسي وكإن الأرض كلها بتتهز تحتي ، بس قربت منه ولقيت أنه لسه بيتنفس في اللحظة دي مهمنيش اي حاجة ولا ان اي حد يعرف أن الرجل الفرعون هو (سيف) شيلته وطرت بيه بسرعة لأقرب مستشفى ولما وصلت طبعا كل الناس كانت بتبصلي في زهول فضلت اصرخ فيهم أنهم يتحركوا ويشوفوا شغلهم وفعلاً جه الدكتور وقالي إنه مغمى عليه وإنه ممكن يكون متخدر .
في اللحظة دي كل الخوف والقلق اللي جوايا اتحول لبراكين من الغضب وبعد ما اطمنت أنهم هيعملوا مع أبويا اللازم في المستشفى طرت تاني ناحية المينا .
من شدة غضبي وصلت هناك بسرعة وكنت عمال اسمع والاحظ كل حاجة لحد ما سمعت صوت في مكتب أبويا ولما روحت هناك كان في واحد بيتكلم في التليفون وبيقول : انا خدرته مش هيقدر يجي اصلا كل حاجة متظبطه زي ما اتفقنا وانا مستنيكم .
كسرت الباب ودخلت عليه ومحستش بنفسي غير وانا بضربه ضرب شديد جداً لدرجة انه كان هيموت في أيدي لكن أنا مش مجرم زيهم لازم أتمالك اعصابي شوية بعدت عنه شوية وكان من شدة ضرباتي مش قادر يتحرك من الوجع .
- قولي منين الناس اللي جايه دي ؟
- مقدرش اعرفك حاجة هيموتوني .
- وانت لو مقولتليش انا اللي هموتك . كنت بهدده وعارف انه من أصحاب النفوس الضعيفة دايماً الناس دي الغلط عندهم بيبقى سهل .
- حرام عليك انا عندي عيال .
- وانت مفكرتش في عيالك وانت بتخدر زميلك في الشغل ولا وانت بتهرب آثار بلدك كانوا فين عيالك ساعتها ؟!
ومن شدة ضغطي عليه عرفت أن اللي هيعمل عمليه تهريب الآثار دي رجل اعمال من رجال الأعمال التقال وانه على وصول وأسمه (عمرو عبدالفتاح ) عرفت عنه كل حاجة وفضلت مستنيه لحد ما لقيت تليفون زميل ابويا بيرن وكان اللي بيتصل (عمرو ) خليت الراجل يرد عليه وويقوله انه هيطلع يقابله وفعلا عمل كده .
خرجتله انا وكان جاي طبعا في عربية مرسيدس فخمة ووراه اكتر من عربية بس رد فعله كان غير متوقع بالنسبالي بالمرة اول لما نزل من العربية ونزل ابتسم وقالي : انا كنت مستنيك.
- مستنيني انا !
- اكيد بطل زيك مش هيخلي حاجة زي دي تعدي ، بس انا محدش هيقدر يوقفني ولا حتى انت .
- انت مش قدي ولا تعرف انا اقدر اعمل ايه ومستحيل اسيبك تعمل المصيبة دي .
ضحك بستهزاء وقالي : هنشوف .
استهزاءه بيا زاد إحساس الغضب جوايا واندفعت بكل قوتي ناحيته بس كل اللي عمله أنه طلع ازازة صغير من جيبه ورشها عليا بسرعة قبل ما امسكه ، ساعتها حسيت إن حركتي اتشلت وكل جسمي بقى ينبض بالألم ووقعت على الأرض .
نزل على ركبته وقرب مني وقالي : يمكن عندك قوة مش عند حد وانا نفسي مش عارف انت قدرت توصلها ازاي بس انا اعرف حاجات انت متعرفهاش وانت مش اد الزيبق الأحمر ده هيكون سبب نهايتك يا … (سيف) .
كنت مصدوم مكنتش مفكر أن اي حد في الدنيا ممكن يقدر يهزمني أو يقف قدامي بس فعلاً طلع في حاجات كتير انا معرفهاش وكنت مصدوم ازاي عرف الرجل الفرعون يبقى مين حاولت ارفع ايدي علشان امسكه ، حاولت إني اقاوم الوجع اللي حاسس بيه بس كل محاولاتي طارت مع الريح وبقى احساس الوجع ده يتمكن مني واخر حاجة سمعتها صوته وهو بيقول : شيلوه .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لعنة فرعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن