لعنة فرعون

الفصل السابع (استنزاف القوة)

كنت حاسس بالتوتر جداً من صعوبة الموقف ومش عارف المفروض ايه الخطوة الي المفروض ابدأ بيها علشان انقذ الناس وانقذ المكتبة من الدمار اللي ممكن يحصل في لحظة وبدأت أقول لنفسي : فكر يا (سيف) ، فكر بسرعة .
وافتكرت الحاجة اللي قالهالي الملك الفرعون : محتاج تكون حكيم أكتر يا (سيف) متستناش الحاجة تجيلك لازم أنت اللي تسعى وراها وتستخدم قوتك في الخير .
لازم أسعى ورا الحاجة ساعتها فكرت : أن أكيد القنبلة دي فيها مؤقت بيعد علشان القنبلة تنفجر وأكيد المؤقت ده ليه صوت ، بدأت اركز في الأصوات اللي حواليا لكن حالة الهرج والمرج اللي كنا فيها كانت مأثرة على قوتي السمعية علشان كده كان لازم اروح مكان هادي .
طلعت من قاعة المسرح واتوجهت ناحية قاعة من قاعات الكتب اللي كان تم إخلاءها لكن كان في عسكري واقف قدام باب القاعة واول لما جيت ادخل منعني وقالي : انت رايح فين ؟! انت لازم تطلع من هنا حالاً .
-انا بس نسيت اغراضي ولازم اجيبها .
-انا مقدرش ادخلك ، انا اسف .
-ارجوك الموضوع ضروري ومفيش وقت .
بعد استعطافي ليه قالي : بس بسرعة الوضع خطير .
هزيت راسي اني موافق ودخلت بسرعة للقاعة وركزت بسمعي الخارق لكن في البداية مكنتش سامع حاجة وكان لازم ابذل مجهود اكتر وضغط على نفسي علشان اركز اكتر واكتر وبدأت فعلا اميز من ضمن الأصوات اللي موجودة صوت المؤقت بتاع القنبلة واللي الحمدلله سمعي مجابش غير قنبلة واحدة بس يعني دلوقتي هدفي بقى محدد في اتجاه واحد ، فبدأت اركز اكتر وعرفت اتجاه الصوت جاي منين لكن قبل ما اطلع اتحولت للرجل الفرعون.
اول ما فتحت الباب وشافني العسكري اتخض في البداية وقال بصوت مقطع : الولد ... الولد اللي كان .. كان جوه القاعة .
-تقصد (سيف) ؟
-مش عارف .
اكيد مش هسيبه جوه القاعة في الوضع اللي احنا فيه ده . وكملت كلامي وقولتله : أسمع انا تقريباً عرفت احدد مكان القنبلة الصوت جاي من المكاتب الإدارية للمكتبة لازم تكلم كل الناس اللي شغالة معاك وتقولهم يخلوا الجزء ده فوراً.
هز راسه ولسه مرسوم على وشه نظرات الاندهاش لكنه بسرعة فتح اللاسلكي وبدأ يديلهم التعليمات اللي انا قولتها وبعدها بدأت أتوجه ناحية الصوت وأي حد كنت بقابله كنت بوجهه لناحية الخروج ، لكن المفاجأة بالنسبالي أن صوت القنبلة كان جاي من مكتب مدير المكتبة !
اول لما وصلت هناك كان في ظابط واقف قدام الباب واول لما شافني فتحلي الباب على طول وقالي : إحنا هنا علشان نساعدك.
مكانش فيه وقت علشان أشكره لكن حسيت احساس حلو إحساس بالفخر ساعتها إن كل الناس حتى الشرطة بقت مصدقة اني جاي في خير وبس وإني بخدم وطني ويحافظ على تاريخه .
دخلت بسرعة وكل ما كنت بقرب كان صوت المؤقت بيعلى اكتر والصوت كان جاي من الدولاب بس كان مقفول بقفل كسرته بسرعة ولقيتها قدامي بس الكارثة إنها كانت باقيلها دقيقتين بس وتنفجر .
صرخت بصوت عالي للظابط : اجري بره بأقصى سرعة عندك.
بس علشان أخرج بيها بره المبنى وحتى لو استخدمت قوتي مستحيل اللحق ساعتها حملت القنبلة وكسرت الشباك وطرت لأقصى نقطة اقدر اوصلها في السما كانت المدينة تحتي أشبه بقطعة مكعبات صغيره ولما اتبقى ٣ ثواني على الانفجار رميت القنبلة بكل قوة بمتلكها لفوق وبدأت أنا أندفع لتحت عكس الإتجاه اللي رميت فيه القنبلة وبعدها سمعت صوت إنفجار رهيب وبدأت الشظايا بتاع القنبلة تطير في الجو وظهرت كره نار ملتهبة وكأنها نيزك صغير لكن لحسن الحظ إن كل ده حصل على مسافة كبيرة والمدينة متضررتش بأي شكل موصلش ليهم غير بعض الشظايا الصغيرة اللي مكانتش هتضر اي حد .
نزلت على شط فاضي وقولت : لعنة الفراعنة . ولما رجعت لطبيعتي تاني اترميت على الأرض من شدة التعب الموضوع بس مكانش متعب لا كمان كان مرعب ، سمعت صوت تليفوني وحسيت اهتزازه في جيبي خرجته ولقيت (أحمد) هو اللي كان بيتصل فتحت الخط وقولتله: انا كويس . وقفلت من غير ما استنى رد منه .
*****
بعد كل اللي حصل ده كنت تعبان جدا قعدت في شقتنا في اسكندرية يومين علشان بس استجمع طاقتي علشان ارجع لبيتنا في القاهرة تاني وفي خلال اليومين دول مكنتش بنزل من الشقة حاسس ان طاقتي استنزفت حرفياً ، وكنت بفكر وقلقان إن بعد كل اللي حصل ده يأثر عليا أو على قوتي .
بس هل انا فعلاً كنت خايف أن قوة الرجل الفرعون دي تروح كنت بسأل نفسي السؤال ده وبدأت أقارن بين حياتي قبل قوة الرجل الفرعون وبعد ما بقت عندي قوة الرجل الفرعون .
في البداية كنت (سيف) طالب في كلية الآثار وكنت ومازلت بحب مجال دراستي اوي عندي دايرة معارف تتعد على الايد حياتي كانت مقتصرة عليهم وعلى الرحلات اللي كنت بعملها كل فترة .
دلوقتي بعد الحادثة اللي حصلتلي بس انا بكره إني اسميها حادثة لأن الكلمة دي بتشير إن حاجة وحشة حصلت ممكن نسميها بعد الحدث اللي حصلي لأن الكلمة دي بتحمل معنيين الحلو والوحش وانا بالنسبالي اللي حصل ده كان أجمل حدث في حياتي لأن بعدها اكتسبت قوة الرجل الفرعون وبقيت قادر اعمل خير وانقذ الناس من حاجات كتير وحشة كانت ممكن تحصلهم وفي الفترة اللي اكتسبت فيها القوة دي اتكلمت مع (رقية) البنت اللي بحبها ومكانش عندي الشجاعة اني اكلمها يمكن القوة دي خلتني اتشجع وبقى قلبي جامد وقادر اعمل حاجات كتير .
في النهاية ايوه انا فعلاً خايف أن القوة دي تروح خايف الجزء ده مني يختفي ، اي نعم أنا بكره شعور اني مخبي على الناس القريبين مني ومش قادر اكشفلهم أن الرجل الفرعون هو انا لكن اكيد ده علشان مصلحتهم .
*****
رجعت البيت بعد ما اليومين ما خلصوا وكنت بحاول اخبي الإرهاق اللي انا كنت فيه علشان كده كنت بقضي معظم الوقت في اوضتي بحجة إني نايم أو بذاكر وكنت بشوف اهلي وقت الأكل بس لأننا متعودين إننا دايماً نتجمع وقت الأكل ، ولما حد كان بيسألني مالي كنت بمثل إني لسه صاحي من النوم .
بس الوضع ده طول شوية وصل لأيام من قلة تركيزي مبقتش عارف كام عددها .
قررت إني أكسر القوقعة اللي انا فيها دي علشان مبقاش من الرجل الفرعون للرجل المتقوقع ، وقولت لنفسي إني لازم أخرج واستعيد حياتي ونشاطي تاني واول حاجة فكرت اعملها اني اكلم (رقية) و (علي) واخلي (رقية) تكلم (لميس) ونخرج كلنا سوا لأني لسه مكانش عندي الشجاعة إني اخرج مع (رقية) لوحدنا وفعلا كلمتهم واتفقنا إننا نتقابل تاني يوم .
لكن المفاجأة لما كلمت (علي) لقيته بيقولي : معلش يا (سيف) انا مش هقدر أجي النهاردة علشان بابا عملنا مفاجأة وجاي النهاردة من السفر ولازم اروح اجيبه من المطار .
قولتله بصوت متوتر : بجد ؟! حمدالله على سلامته .
-الله يسلمك يارب نعوضها وقت تاني
-تمام ولا يهمك .
وقفلت معاه وكنت متوتر اوي لفكرة إني اخرج مع (رقية) لوحدنا بس افتكرت إن (لميس) صاحبتها هتكون موجودة فهون ده عليا شوية على الرغم من أني هكون الولد الوحيد و (علي) مش موجود والفكرة دي مش مريحة اوي بانسبالي بس مكنتش حابب إني اخلف وعدي مع (رقية) خصوصاً اني اتفقت معاها إننا نتقابل من وقت ما روحت اسكندرية ولما رجعت قعدت كام يوم مكلمهاش فـ مكنتش حابب إني ازعلها واللغي الخروجة .
وفعلا نزلت بليل في الوقت اللي كنا متفقين إننا نتقابل فيه وروحنا نفس المكان الهادي اللي خرجنا فيه قبل كده ولما دخلت المكان كان مشغل اغنية حلوة اوي لـ (أم كلثوم) فحسيت براحة وأن اليوم هيكون حلو عكس ما انا متوقع وكانت الأغنية بتقول : كنت بشتاقلك وانا وانت هنا بيني وبينك خطوتين .. خطوتين .
بس المفاجأة إني لقيت (رقية) قاعدة لوحدها مستنياني !