خمسة

555 64 42
                                    

《إن الرقم الذي طلبته، لا يمكن الاتصال به الآن، يرجـ...》

إنها المرة الثانية التي أتصل فيها على يامن، لقد نفذ صبري، يبدو وكأنني أعيش في زاوية منعزلة عن العالم. أريد شخصًا ما. كنت أسمع ضربات قلبي المنتظمة من شدة الهدوء، وأُحدّق في شاشة الجوال بانتظار أي شيء.

《إن الرقم الذي طلبته..》

ضغطت على زر إنهاء المكالمة بعصبية، ولم أدرِ ماذا أفعل. تحركت أصابعي دون وعي وطلبت رقمه..

《إن الرقم الذ..》

توسعت زرقاوتاي واضطرب نبضي لثانية، أغلقت الخط سريعًا.

لقد جننت، هل حاولتُ للتو الاتصال بوالدي؟ ربما كانت نتيجة الخيبة لعدم رد يامن أصلا.

ألقيت بجسدي على الأرض مستلقيًا وفارشًا ذراعيّ، أحاول الحفاظ على تفكيري، تنهدت بيأس، إنني وحيد حقًا حتى وأنا مريض.

ليس وكأنني لم أعتد على الوحدة، لكن ربما هذا ما جيشه منظر والد يامن فيّ؟

سمعت أذان العصر، أخيرًا أخيرًا! سوف أذهب لجاري العم رامز.
يا لي من جبان، سوف أذهب للعم رامز لأجعله يحن علي بسبب مرضي، إلى أي حالة بائسة وصلت؟

عدلت عن أفكاري، ثم إنني قد أصيبه بالعدوى.. قلبت جسدي لأجعل جبيني يقابل الأرض الباردة ليخفف حرارته. لماذا لا يمكنني تناول المنوم الآن؟ تبًا للمسكن.

نهضت من على الأرض، لن يفيدني البقاء في المنزل وإلا سأصاب بالجنون.

خرجت متوجهًا إلى سوق الأغذية القريب، سأتجول فيه قليلًا وربما أكتشف بعض المنتجات الجديدة، سيفيدني التركيز على هذا بنسيان أفكاري.

لكنّ أبي ما زال يهتم بي، إنه يرسل المال، ويهتم بمستواي الدراسي، ربما يكون فقط مشغولًا في عمله؟ ربما ضربه لي لأن شيئًا سيئًا جعله غاضبًا أثناء عمله لا أكثر وهو لا يقصدني فعليًا.
أتذكر أيضًا كيف مكث معي شهرًا كاملًا السنة الماضية عندما علم أنني بدأت بالتدخين، لقد كان يذهب معي باستمرار لعيادة التعافي، لقد كان أشد اهتمامًا بصحتي مني، أليس هذا ما يعنيه الأب؟

هل ربما عليّ العودة للتدخين ليمكث معي؟

-آخ!

ضربني شيء ما على رأسي فجأة، التفت لمصدر الضربة وإذ به كرة قدم، آه لقد كنت أمر بجانب ملعب الحي، تقدم لي شاب بمثل عمري وقال معتذرًا:

-أنا آسف، لم أكن أقصد.

نظرت له بتمعن قليلًا، إنه أطول مني، ولديه شارب واضح، بنيته رياضية. التفت مكملًا طريقي دون أرد عليه، يا لهم من مزعجين.

أبي الغائبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن