مُقدّمة

547 24 216
                                    


أحمِلُ قُمرتي بين يديّ بينما أرتدي الزيّ المدرسيّ، أسيرُ أبحثُ عن شيءٍ يُلفت انتباهي لِأُصوِرَه.
وقف نظري عند تلك النافذة..
نافذة منزلٍ أنيق تتزيّن بوردٍ زاهي الألوان، وبداخل الغُرفة، قِطّة تَطُلُّ بجسدها نحو العالم بينما هي تُنظّف يدها بلسانها الورديّ.

ابتسمتُ، ورفعتُ عدسة الكاميرا لِألتقط مقطع فيديو قصير بهدوء، ولكن سُرعان ما تلاشت تلك البسمة من على ثغري يترددُ بصري نحو الأرجاء حولي بينما أتظاهرُ بتصليح ما بيدي..

فقد قاطعتني فتاة تحملُ قطتها بعيدًا وأخذت تطُلُّ عليّ باستغراب.. لابُد أنها تحمِلُ الشكوك حولي الآن..
......

"ماهذا؟.."، نبست بها الفتاة بينما هي تتأمل الفتى في الأسفل.
تركت قطتها على الأرض وحملت حقيبتها من على سريرها وهرعت لترتدي حذائها.
"إيما! هل تناولتِ وجبة إفطاركِ؟"، قالتها سيّدة حسناء.
"لا تقلقي أُمي! تناولتُ الطبق بأكمله!"، أجابت بها إيما قبل خروجها من المنزل.

فتحت الباب الخارجي سريعًا وتوجهت نحو الفتى صاحب النظارة يحملُ الكاميرا بين يديه.
"مهلًا، أنت!"، نادت بها إيما.
رفع الآخر نظره بتردد كبير، فقد اتضح أنه شخصٌ مُنغلق وهادئ.
"ماذا عني؟"، سأل بِكُل ثبات.

ألقت الفتاة نظرة على زيّه المدرسيّ وقالت:
"نحنُ نرتاد المدرسة ذاتها"

"وماذا في ذلك؟"، قالها بِلا مبالاة.
"أنا طالبة منتقلة، اسمي إيما! وأنت؟"، مدّت يدها بابتسامة مُبهِجة.
قطّب الفتى جبينه وقال:
"ما الذي تُريدينه مني الآن؟"

"يا صااح! ألا يُمكنكِ الإجابة على سؤالي فحسب؟"، ثُمّ أضافت مُتكتفة الأيدي:
"حسنٌ إذًا، ماذا كُنتَ تفعل قبل قليل؟.. مع الكاميرا؟.. هل يُعقل أنك..مُنحرف؟.."، قالت سؤالها الأخير تكمش جفنيها بشك بينما تُميلُ برأسِها قليلًا.

توسّعت عينا الفتى والتي برزت من حدّتها وقال بصدمة:
"هل جُننتِ؟؟ جُلّ ما قُمتُ بفعله هو ألتقاط مقطع لقطتكِ!"
"إذًا، هل تُريدُ مُقابلة قطتي بوقتٍ لاحق؟"، سألت إيما تُحاول تهدئة الوضع بينهُما.

"لا يُهمني ذلك.."، قالها الفتى تاركًا المدعوة بإيما خلفه.

شهقت بخفة وأخذت تتبعه سريعًا تقول:
"هيي مهلًا! لم تُخبرني باسمك! أنت! وواه لماذا أنت سريعٌ هكذا بالمشي؟.. هل تُهرول عادةً بدلًا من المشي؟ مهلًا أنا أتحدثُ معك!.."

وها هي ذا تلحقه بخطواتٍ سريعة خلفه الذي لا تظهر آثار الجُهد أثناء سيره كالتي تلحقه.

{في مبنى المدرسة}

كانت إيما تُرافق أحد المعلمين كي يُساعدها في تعريف نفسها أمام صفّها، تسيرُ خلفه تشدُّ على قبضتها المُمسكة بالحقيبة المُعلقة على ظهرها.

memories||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن