تجاهل

209 16 358
                                    



إنهُ يومًا آخر ولم تتحدّث أو تحتك إيما بونوو بعد.

هذا اليوم هو يوم الاحتفال الكبير حيثُ يحضره عدد كبير من الأشخاص المهمين.
لذا فقد تجهّزت إيما جيدًا حيثُ أمرتها والدتها بأن تخرج بأعظم إطلالة لها.

اختارت إيما فُستانًا أبيض من الحرير وتزيّنت بالأكسسوارات الثمينة وأسدلت شعرها الحريري بشكلٍ أنيق ولم تنسى تزيين ملامحها ببعض من مستحضرات التجميل.

ابتسمت والدتها برضى عندما رأتها وقال أبيها يُربت على كتفها بخفة:
"ابنتي فائقة الجمال~"
...

وصلوا لقاعة الأوبيرا الشهيرة لبدأ ليلة حافلة.
ظلّت إيما خلف والديها الذين لم يتوقفا عن الحديث مع غيرهم وهي بدورها تتنهد بملل حيثُ أنها مُنِعَت من استخدام هاتفها الآن من قِبل والدتها احترامًا للمناسبة.

"إيما؟"، صوتٌ مألوف صدر من شخصٍ خلفها.
التفتت المعنية تتوسّع عيناها بدهشة!
فلم تتوقع رؤيته هُنا أبدًا.

"دينو!"، قالتها بابتسامة متسعة.
"تبدين رائعة!"، قالها بينما أنظاره تتأملُ جميع تفاصيلها.
ضحكت الأُخرى خجِلة تضرب يده بخفة:
"اصمت هذا مُخجِل!"
"ما الذي تفعله هُنا؟"، سألته بفضول.

فأجاب يدّعي الغرور يُعيدُ خِصلات شعره المتمرّدة على وجهه للخلف:
"تعلمين أنني شخصيّة مهمة هُنا، صحيح؟"

"تشه كاذب"، تمتمت إيما بسخرية تنقل أنظارها لمن حولها.

فأمسك الآخر ذراعها يُعيد انتباهها إليه بقوله:
"حقًا أنا كذلك!.. والدايّ أيضًا"

"صدقت صدقت"، ردّت تُصفق بيديها له.
"هل تُحاولين إصرافي إيّتُها الخائنة؟؟"، همس بها مُقتربًا منها ينزل بجذعه على مستواها تقريبًا.

انتقلت أنظار إيما بين عيناه الحادّة، وأخذت تتأمل تفاصيل ملامحه بصمت بينما هي بذلك القُرب منه، ابتلعت ماء فمها بتوتر، رمشت عدّة مرات ليبتعد الآخر وعلامات التساؤل تكتسحه يقول بعبوس:

"ما بالُ هذه النظرات؟.."

"سـ-سأذهب للمرحاض، أعذرني"، قالتها بتردد قبل مغادرتها سريعًا تاركته خلفها ولازال مستغربًا من تصرفها الغير معتاد.

وأخذت تُحدّثُ نفسها بينما هي تسيرُ مُسرعة:
"إلهي ما بالي!.. هل أُعاني من نقصٍ عاطفي على حين غرّة!"، وأضافت تنظرُ يمينًا ويسارًا باحثةً عن دورات المياه الخاصّة للنساء فتراهُ أمامها على بُعد متر فاتجهت إليه:
"في الواقع.. دينو يبدو جذّابًا هُنا.. لا أدري ولكن هالتهُ عظيمة هُنا! ملامحه برزت وهيئته الرياضية كذلك!"

memories||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن