لحظة

212 19 234
                                    


في الصباح بعد مرور نصف شهر على المدرسة، استيقظت إيما بكلِّ طاقة تُجهِزُ نفسها بينما هي تستمع لبعض الموسيقى، وقفت أمام المرآة بعد ارتدائها للزيً المدرسيّ ثُمّ بدأت بالرقص على أنغام الأُغنية، وأخذت تنتقل بخطواتها بالقُرب من الكُرسيّ المتموضع أمام المرآة لتبدأ بروتين الاعتناء بالبشرة ثُمّ تُزيّن شكلها قليلًا بينما هي مُستمرّة في الغناء، ولكن قاطعها دخول والدها يقول:
"لماذا كُلّ هذا الصخب في هذا الوقت الباكر؟؟"

أجابتهُ إيما وقفزت لترقص:
"أبي، ألستَ من معجبي سوتيجي؟ لماذا أنت منزعج؟"
ألقى والدها نظرة بالخارج ثُمّ أعاد تركيزه إلى ابنته وهمس بحذر:
"كم أودّ الانظمام إليكِ الآن ولكن والدتكِ هي من بعثني لِأُوقفكِ"

مشت إيما نحو هاتفها وأخفضت صوت الموسيقى تقول:
"ووه ووه! حقًا؟ هل هي غاضبة الآن؟؟"
نفى والدها برأسه:
"ليس كثيرًا.. هيّا تجهزي للمدرسة وتناولي إفطاركِ معنا بعد خمس دقائق"
وغادر الغرفة مُغلقًا الباب خلفه.

بدأت تصفيف شعرها سريعًا وتعديل وجهُها ولباسها، تعطرت قليلًا ثُمّ وضعت عِطرها بداخل حقيبتها المدرسية التي حملتها على ظهرها وغادرت الغُرفة سريعًا.

تناولت الإفطار لتتجه نحو خزانة الأحذية وترتدي حذائها قبل مغادرة المنزل، ولكنها عادت للداخل تقول:
"أمي، أبي"
أجابها والداها لتُكمِلَ بقول:
"هلّا توقفتم عن إرسال السائق للمدرسة عند الانتهاء من الدوام المدرسيّ أرجوكم؟"

وقفت والدتها لتُقابل وجه ابنتها وقالت بغضبٍ طفيف:
"ولماذا تُريدين ذلك؟ أنتِ ابنة شخصيّة مشهورة! عليكِ التنقل بسيّارة فاخرة!"

"أمي! لا أُريدُ أن يراني الطلبة بتلك النظرة! إنها مُشمئزة!"
"مااذا قُلتِ؟؟ هل تنعتين والدتكِ بالاشمئزاز الآن؟؟؟"
"ليس أنتِ وإنما الفِكرُ نفسه! أُمي لا أُريدُهم أن يروني بطريقة مُختلفة! نحنُ جميعًا سواسية ومجتمع واحد، لماذا علينا التباهي؟؟"

أمسكت والدتها برأسها بتعب:
"اااهٌ يا رأسي.. أنا المُخطئة لأنني قُمتُ بتسجيلكِ بمدرسة تجتمع فيها جميع الطبقات! عليّ أن أرسلكِ لمدرسة الأغنياء إذًا، مدرسة بها من في مستواكِ الاجتماعي!"

"أُمي توقفي عن قول هذا!! أنتِ حقًا شيئًا لا يُصدق! لم أتوقع أنكِ تمشين على هذا المبدأ! وإن أرسلتِ السيّارة اليوم فلن أعود إلى المنزل، وإن نقلتني من المدرسة فلن أذهب أبدًا وسأهرب بعيدًا عن المنزل!"، صرخت بها إيما بغضب قبل مغادرتها من المنزل وضربت الباب بقوة خلفها.

خرجت إيما تكتم دموعها خلف جفونها وأخذت تسيرُ بخُطىً سريعة فلم يقوى جفنيها على كبت تلك الدموع أكثر.

memories||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن