بعد اسبوع ونصف ، بالطيارة ~
فتحت عيونها بتعب وانزلت نظراتها على هاتفها تبحث عن رسالة او اتصال، تبحث عن اجابة لرسائلها اللي ما انشافت من ايام..تنهدت وهي تلتفت له جمبها، على جواله وملامحه محتده بشكل غريب عليها..هو الوحيد اللي من حصل اللي حصل سحب كفها وقال انا معاك! هو الوحيد اللي رغم انها صدته كثير سحبها لحضنه واهتم لموضوعها اكثر منها..ممنونة له وجدًا !
تنهدت وانتهت رحلتهم وخرجوا من المطار وهو على يمينها متجهين لدروب مكروهّه..تسارعت انفاسها وهي تمسح على قلبها بهدوء، تطمنه، تصبره، تقول ما حصل الا كُل خير واحنا للان عايشين ياقلبي!
رفعت جوالها بلهفه من اعلن وصول رسالة وعضت شفايفها من طلع غير اللي متملك بالها، رسالة تحتوي على "تعالي بسرعة تكفين!" عضت على شفايفها وهي ما تحتاج تسأل لأنها عرفت وش حصل..
اقتربت من مرتبة السائق وهي تنطق بتوتر: ممكن تسرع شوي؟ احتاج اوصل بخمس دقايق!
التفت لها وانعقدت حواجبه: صار شي؟
رجعت مكانها بجانبه وعضت شفايفها ورفعت اكتافها
وفعلاً ما مرت دقايق الا وصلت ونزلت تركض من السيارة، سمعت اصوات الصراخ تعلى وتعلى وتتصوب كسهام بقلبها، طرقت الباب وهي تصرخ: افتحوووا ! افتحوا بدخل له افتحوووا !
ركض وراها بتعب من حالها: اهدي بيفتحون الحين اصبري!
هزت رأسها بالرفض وهي تحس انها انهلكت هالايام من كثرت الاحداث اللي عاشتها، من الحرمان اللي حصل لها ! طرقت الباب بشكل اقوى وصرخت ببحة صوتها: قلت افتحوووا ! افتحوا انا جيت تكفون افتحو!
انا جيـ
قاطعها انفتاح الباب ودخلت بسرعة من دون ما تناظر له اتجاه الاصوات العالية..دخلت وشافته بالحوش يصرخ باعلى صوته ويرميها باسوء الكلمات واقساها ! وهي الاخرى مختبئة خلف ياسر واثار المغذيات بيدها وشعرها مبعثر وملامحها مليانه دموع!
تقدم مره اخرى بجنون يحاول يمد يده عليها لحد ما ركضت هي ومسكت يده ترجعها للخلف وتوقف امامه بصراخ: بـس!! بس الله يشل هاليد بس! ارحمها، ارحمها لعل من في السماء يرحمك من ذنوبك اللي ما تغطيها الشمس!
نطق فارس بحده وهو ماسك ابوه من ذراعه يمنعه من الاقتراب من امه: لميس! وش هالكلام
اقتربت منه بحده متجاهله فارس: بس! جنيت؟ تقولك مو حامل التحليل غلط!
صرخت بصوت اعلى: تقول نزلتيه! هذي روح روح شلون تفرط فيها !! هي مالها قلبك القاسي هي احن!
سحبها ياسر لخلفه من لمح شرارات ابوه تتطاير عليها وتحرقها: ابوي صل على النبي!
التفت عبدالرحمن لها: ليه جايه؟ وش تبين؟ تخبين جرايم امك! مو انتِ اللي هجرتيهم عشان شخص عرفتيه من يومين!
صرخت وهي تدفع يد ياسر وترجع امامه: عن اي جرايم تتكلم؟ الجرايم عندك انت! انت اللي اجرمت فينا ! هاللي تحكي عنه ابوي..ابوي اللي حبني وعزني وتحمل كل ضيم مني عشان يلمح رضى فيني!
ارتفع صوت فارس وهو مو راضي ابد ترفع صوتها وتلتفظ بهالكلامات لأبوه مهما كان غلطان، حتى لو كانت اخته: بس يا لميس خلاص الزمي لسانك!
ارتفعت يد عبدالرحمن وصفعها بقسوة وقعت بنصف قلوب اخوانها اللي سكنوا بعدم استيعاب، لكنه ابتعد وعيونه تشتعل شرار من دخل خالد وهو يركض وينادي بأسمها باعلى صوته!
شد ياسر على امه يخبيها خلفه، واحتدت نظرات فارس من دخوله
ارتفع صوته وهو صاد بنظره: عبدالرحمن! اطلع لي بيننا حكي!
طلع عبدالرحمن وهو حالف يكمل عليه، اليوم ما بيرتاح ابد ما بيرتاح لين يفجر غضبه وعنفه في احد
عض ياسر شفايفه والتفت لفارس: الحقه!
التفتت لامها وركضت تلمها لصدرها، تحضنها وتقويها رغم ان عيونها امتلئت بالدموع: امـ امي حبيبتي قومي معاي..قومي بتروحون معاي، ما بخليكم له انتم بعيوني والله بعيوني!
نطقت ما بين شهقاتها وسيلان دموعها وانهيارها وهي تشد بحضنها: ظلمني يابنتي ظلمني..مو قلت لك؟ شفتي كيف كل صبري تلاشى قدام عيني..جلست وتحملت وكبرت عياله هذا جزاي الحين؟ انا وين غلطت وين!
شدت على حضنها وهي تمسح عليها تحاول تهديها وتحاول هي بنفسها تمسك دموعها: الله لا يسامحه ياحبيبتي، الله ياخذ حقك منه عاجلاً غير اجل..ما غلطتي انتِ هو كل الغلط!
انزل ياسر مستواه لها وعيونه تترقبها، اول مره في حياته يشوفها بهالشكل، اول مره يشوف قلبها مغلف بالقسوة وتدعي عليه، على ابوها اللي رباها حتى وان كانت الحقيقة تغيرت الحين..وده يقول غلط! لا تدعين على اللي رباك ولمك باحضانه من صغرك، لكن من يشوف الانهيار اللي بعيونها ما وده غير يضمها ويداري روحها !
مسحت على عيونها تمحي الدموع اللي ودها تنزل ونطقت ببحة صوتها وهي تمسح على ملامح هناء وتهز رأسها بتكرار وكأنها فقدت السيطرة على نفسها وعلى انهيارها :بنروح! باخذكم، قومي! قومي لمي اغراضك مالك جلسه هنا
اتسعت عيون ياسر بذهول من ارتجافها وحالها ومن كلامها: لميس! يابنتي اصبري نتفاهم الدنيا ما تجي كذا
صرخت بصوت عالي وهي تجبر امها تقوم: قومي! والله ما تجلسين..انا مو فاقده عقلي يوم اخليك بهالجحيم
تقدم غيث منها بارتباك: بتاخذينها وين؟ واحنا؟
مسحت دموع امها وحضنتها من الجمب تسحبها لداخل البيت: باخذها وين ما اروح..باخذكم كلكم، واللي وده يبقى مع هذا المجنون براحته!
اتسعت عيون ياسر يتبعها: الامور ما تمشي كذا ! وقفي نتفاهم
جلست امها المنهارة على الكنب وجلست عند اقدامها تمسح دموعها وتهز رأسها بتكرار: ماما، مو كان ودك تبعدين عنه؟ انا الحين هنا شوفيني قدامك..باخذك! ببعدك عنه قومي تكفين
هزت رأسها بالرفض واحتضنت ملامح بنتها: بيذبحك يالميس بيذبح ابوك واهلك ما بيخليني ويخليكم!
هزت رأسها وهي ترتفع تقبّل رأسها: ما يقدر يسوي شي! قومي تكفين اذا تغليني قومي، اذا ودك ارتاح قومي!
شدت على حضن بنتها ودموعها ما توقف! انهيارها مو سهل واللي حصل اوجع روحها جدًا: بنتفاهم يابنتي بنتفاهم
هزت رأسها بجنون وهي تبعد عنها وتركض لغرفة امها تسحب عبايتها وبعض اغراضها وياسر خلفها يحاول يهديها ويفهمها، التفتت له ورمشها يرتعش مثل جسدها : ياسر تكفى انت كمان تعال..بيعورك، بيعورني فيكم!
هز رأسه بالرفض ولمها لحضنه يقبّل رأسه ويهديها من النوبة اللي تمر فيها :محد بيتعور!
ابعدت عنه واحتضنت ملامح وجهه بكفها: انا تطلع روحي اذا شفتكم بهالحال، يرضيك روحي تطلع بهالطريقة؟
اقترب منها يقبّل خدها اللي صفعه عبدالرحمن، قلبه بيتقطع لأجزاء من حال امه وحالها: عساني افقدني قبل افقدك..ما يرضيني هالحكي انتِ تدرين انك كل شي لي؟ تدرين انك ضي ليلي المظلم ورفيقة ايامي المهجورة..تدرين انك حبيبتي وتوأم روحي لا اسمع منك هالحكي! لو ودك عيوني ارخصتها لك
ارتعش رمشها مره اخرى ومسحت على خده: تكفى طلبتك..خلينا نطلع من هنا، جهزت كل شي وباخذكم معاي، لأرضي ولحضني! تكفى ياخوي
قبّل رأسها مره اخرى وحضنها بشده: نشوف امي اول..وبعدها فداك روحي وعُمري اوله وتاليه!
أنت تقرأ
لأنك جئت في الوقت الذي كُنت أرفضُ فيه الحُب ، أحببتكَ أكثر
Любовные романыبينما تخوض حربًا بين تحرشُ والدها ومرضها المُميت ، وبينما تطلب من الله احدى المعجزات لِتُبدل حالها .. تحّلُ عليها اندر المعجزات حصولاً لتأخُذها من " غرور الحِجاز .. إلى عُذوبةِ نجد " لِتُقابل عائلةً جديدةً لها نتيجة خطأً طبّي ، وقلبًا حنونًا لا يؤم...