الفصل الحادى عشر

14 3 0
                                    

بدأ كل شئ بالتلاشى حولها وكان هو آخر من تلاشى وجميع ذكرياتها تعرض أمامها كفيلم سينيمائى حتى إستيقظت وعيناها تحولت إلى اللون الأحمر لتقول بصوت مرعب كأنه فحيح أفعى:
"فلنبدأ اللعب".
بعد بضع ساعات دخلت خادمة إلى الغرفة التى توجد بها يقين لتجدها مستلقية على السرير وعندما دخلت إعتقدت أنها رأت ظل أو شئ كهذا لكنها ظنت الأمر تخيلات ولم تعره أى إهتمام إتجهت إلى السرير لتجد يقين مستلقية عليه وهى تفتح عيناها لتقول بتعالى:" يأمرك سيدى بالتوجه إلى قاعة الطعام"نظرت لها يقين ببسمة جعلتها ترتعش لكن الأخيرة قالت:"إنهضى يا فتاة والله لو لم تكونى ملكة الظلال لكنت الآن ميتة أنت وأصدقائك"قالتها بنبرة أمر عالية وتهديد واضح هنا وإعتدلت يقين وأصبحت تجلس على السرير وكعب قدمها يلامس الأرض لتقول:"لم أرد أن أعرك إهتمام حتى لا أغضب لكنك للأسف الشديد أمرتنى ولا أستطيع أن أرفض أمرًا لك جميلتى"قالتها بنبرة هادئة وصوت رقيق رغم ذلك كان مخيفا لدرجة تجعلك ترتعش أو حتى تهرب من مكانك بسرعة.
قامت الخادمة بتمثيل عدم المبالاة رغم إرتجافها الواضح وقالت:"أأنت هنا فى فى أرضى وداخل قصر ملكى وحتى تصبحين ملكتى لن أخافك ولن أحترمك"
نظرت لها يقين بأسف مصطنع وأشارت خلف الخادمة لتنظر الخدامة خلفها ببطء شديد وأصاب الرعب قلبها حين وجدت ظلا لوحش ضخم ينظر لها بإبتسامة مخيفة وعيناه تلمع لمعة الطفل الذى وجد حلوى يتلذذ بها لتلتفت إلى يقين وتسقط على ركبتيها وتقول:"أرجوك ..أرجوك إرحمينى"قالتها والدموع تسيل على خدها لتنطق الواقفة أمامها بشموخ وتقول:"قلتى لى أنه لولا كونى ملكة الظلال الآن لكنت ميتة أنا وأصدقائى الآن صحيح آه وأيضا ماذا قلت لن تحترميننى صحيح لا لا لقد قلت لن تخافينى والآن تبكين خائفة مثيرة للشفقة"أنهت كلامها بإبتسامة مخيفة جعلت قلب تلك الواقفة أمامها يتوقف عن الخفقان عندما رأت يقين ذلك إتسعت إبتسامتها حتى كانت تبدو كالمختلة وقالت:"إمممم هل تعلمين مظهرك آثار شفقتى قد أرحمك"
إنحت الخادمة أكثر وقالت ودموعها لا تتوقف عن الإنهيار:"أجل أرجوك أنا بلهاء ومثيرة للشفقة إرحمينى وسأظل تحت أقدامك إلى الأبد"
"إمم حسنا لن أعذبك" ثم إتجهت يقين إلى السكين الموجود على المنضدة وحملته وجلست القرفصاء بحيث تكون فى مستوى تلك الخادمة ومسحت دموعها بخفة وتحدث كأنها ستقول نكتة أو شئ مما شابه وقالت:"بما أنك ستنالين شرف كونك أول ضحية لى لن أكون قاسية معك"ثم مدت يدها لها بالسكين وقالت الآن أنا أعطيك خياران الأول هو أن تأخذى تلك السكين وتقتلى نفسك بنفسك ولا تتألمين كثيرا"الفتاة بإرتجاف:"ووما هو االلخييار اللثانى"
"يأكلك وحشى" قالتها بإبتسامة لطيفة تنافى الكلام الذى تقوله البتة لتمسك منها الفتاة السكين بإرتجاف ولكنها قبل أن توصل السكين إلى رقبتها رفعت يدها وتمتمت ببعض الكلمات لتتحرك المزهرية من خلف يقين وتضرب رأسها لتبتسم الأخيرة بإنتصار ظنا منها أنها فازت وقالت بتعالى بعد أن وجدت جسد يقين يهوى أرضا :"هل نسيتى يا عاهرة أن خدم هذا القصر هم من أقوى السحرة فى الوجود"ورفعت رأسها بتعالى لتخرج لكن أوقفها ضحكات عالية ليقين التى قالت وهى ماتزال مستلقية على الأرض:"صدقينى حاولت مساعدتك لكننك مصرة على إطعام قطى يالك من لطيفة"ثم نادت بصوت عالى بعد أن جلست على الأرض تمدد إحدى قدماها وتستند على الأخرى برأسها وإحدى يديها مفرودة للخلف بزاوية ١٨٠درجة والأخرى تداعب بها فرو الوحش الذى كان يقف خلف الخادمة قبل قليل حاولت الخادمة الجرى لكن رعبها جعل أواصلها ترتجف ولم تقدر على الحراك لتسقط على ركبتاها على الأرض وهى تبكى وتشهق حتى وقفت يقين وإقتربت من الباب الذى كانت تقع الخادمة بالقرب منه لتربت على شعرها بحنان غريب جدا على الموقف لكنه مهلك للأعصاب وتقول بإبتسامة :"كنت أتمنى أن أكون هنا وأرى ليو وهو يقطعك إربا وهو يحرص على عدم قتلك حتى تنالين أكبر قدر من الألم لكن لا تقلقى سيقتلك فى النهاية ثم إبتسمت كأنها أعطت طفلا حلوى ورأت بسمته لتربت على فرو رأسه كالجرو ثم تحركت من المكان ولأن غرفتها كانت معزولة عن الجميع لم يسمع أحد صوت صراخ الخادمة غيرها هى التى كانت تمسك بناى من مخيلتها وتمثل العزف عليه وهى تستمع إلى تلك السينفونية التى تداعب أذنها بعد أن إنتهى الصراخ شعرت بالتذمر لكنها أخبرت نفسها أن لا تحزن فوحوشها سوف تعزف أجمل السينفونيات بعد قليل على أجساد كل من فى هذا القصر أو حتى هذه المملكة أو هذا العالم لا يهم هى فى الحقيقة لن تمنعهم من إشباع رغبتهم فى سفك الدماء طالما هى فقط تشاهد وتستمتع.
صدح صوت كعبها فى المكان حتى توقفت عند باب كبير تعلم أن المدلل ملك هذا العالم يجلس خلف هذا الباب دقت الباب ليفتح لها حارسان الباب فتشاهد طاولة طويلة جدا عليها العديد من الكراسى وذلك المدعو چوليان يجلس ويوجد طبقان وشموع تبا هل  يحاول صنع أجواء رومانسية لأذوب فى حبه آه حتى ذكرها يجعلنى أتقيأ لكن لا بأس ببعض المرح والتلاعب بالأعصاب حتى أننى لم أعد ألوم من تلاعب بمشاعرى قبلا فالأمر ممتع ويسبب الراحة النفسية على أية حال.
تحركت يقين إلى الكرسى أمام چوليان وجلست عليه بثقة تسببت فى لمعة عينيه بإعجاب غبى لا يمكنه أن يتصور أنه سيموت بعد قليل.
يقين :"أوه يالهذه الأجواء الرومانسية طبقان من اللحم المشوى وشموع وورد وضوء خافت يالها من أجواء خاطفة للأنفاس.قالتها بإستهزاء واضح لكن هذا الغبى لم يلاحظ لأنه إنشغل بإلقاء قصيدة مدح فى نفسه عن ذوقه الرفيع ووسامته وتغزل أميرات الممالك فيه ورومانسيته التى توقع بأجمل النساء وقوته التى يركع أمامها أعتى الرجال.
يقين بمقاطعة لثرثرته الغير مفيدة:"ألن نأكل"
"هيا لنبدأ"
لتضع يقين منديل على قدمها وآخر فى ملابسها وتبدأ الأكل بهدوء بينما يسود الصمت بينهما.
چوليان فى نفسه:غريب هى حتى لم تحاول أن تقاوم أو تسأل عن أصدقائها لكنه عاد يقول لابد أنها وقعت فى حبى طبيعى فأنا وسيم وبالتأكيد سحرت بى.
يقين فى نفسها:هذا النرجسى اللعين أريد البدأ فى تعذيبه الآن.
يقين بإبتسامة:"هل تعلم ما ينقص هذه الأجواء لتكون مثالية".
چوليان بإستغراب:"ماذا؟!!!!!!"
"موسيقى"
ترك الشوكة والسكينة بعد أن أنهى طعامه ورجع بظهره إلى الوراء بينما يضع قدم على قدم وقال بغرور:"ما تريديه أميرتى"
ودخلت فرقة من أمهر العزاف وبدأت بعزف موسيقى رومانسية جميلة وهادئة لتقول يقين:"لماذا تريد الزواج منى"
"حتى تكونى تحت طوعى"
"ولما لا تخاف أن أنتقم منك بعد أن تستيقظ قوتى"
"لأننى فى هذا الوقت أستطيع التحكم بكى لكونك إمرأتى فأنا من أعظم السحرة وكقانون عندنا بمجرد زواج أى أحد من ساحر عظيم لا يمكنها الإبتعاد عنه وإلا ستموت بالبطئ"
" حسنا لكن هل تعلم أنا لا أحب تلك الموسيقى"
أشار بيديه للفرقة لتتوقف وقال:"أخبرينى نوعك المفضل وأجعلهم يعزفونه"
"لا فى الحقيقة موسيقاى لديها فرقة خاصة"
"وما هى فرقتك المفضلة لأجعلها لكى وحدك"
"هى لى وحدى من الأساس"
"أريد أن أسمعها"
"من دواعى سرورى ثم إستندت على الكرسى بغرور كما فعل هو وفرقعت أصابعها كما فعل هو بالضبط ليتعالى صوت الصراخ فى المكان فتعتدل وتستكمل طعامها وتتلذذ به وهى تدندن مع صوت الصراخ كأنها حقا تستمتع بأغنية جميلة ليقف چوليان بقوة تسببت فى سقوط الكرسى ليقول:" أنت يا عاهرة ماذا تفعلين بقصرى".
يقين ببرود:"إهدأ حبيبى أنت تخرب الجو الرومانسى"
لكن زاد فزعه حين لاحظ الدماء التى تتسرب من تحت باب القاعة الكبيرة ليذهب سريعا ناحية الباب ويفتحه فيجد الحارسان الواقفان أمامه عبارة عن هياكل عظمية والدماء تغطى المكان بأكمله وصوت الصراخ هو الشئ الوحيد الذى يمكنك سماعه كان هناك وحش يتجه نحوه  لكنه بسرعة أخرج سهاما من يده وبدأ بقتال هذا الوحش بعد فترة وجيزة بدأ الصراخ يهدأ لكن الدماء تزداد والقصر الرائع أصبح مقبرة تحمل بداخلها العديد من الجثث تدخل الجيش بسرعة فى قتال الوحوش قتلو الكثير منهم لكنهم فى النهاية سقطو جميعا ولم يتبق إلا القلة القليلة فقط التى أخذت تهرب فى المملكة والوحوش وراءها تقتل كل من تطوله يدها وتلتهم كل من يقترب من طريقها كانت الوحوش كثيرة ومتعددة حيوانات مفترسة حجمها أضعاف أضعاف الحيوانات المفترسة العادية وتنانين أصغرها بحجم أكبر التنانين التى رأتها أعين أى أحد من قبل وحوش ضارية لا تتلذذ إلا بسفك الدماء رغم كل هذا الوقت مازال چوليان صامد على قدميه لا بل إنه لم يضعف هذا طبيعى فهذا ملك أحد العوالم بالتأكيد لن يكون ضعيفا هكذا لابد من كون قوته هائلة بعد إن إنتهى الوحوش كان هذا عند فجر اليوم التالى تقريبا كان چوليان مازال صامدا رغم العدد الهائل من الوحوش التى قاتلها لكنه مازال قوى وأيضا لم تصبه إلا عدة خدوش لكنه تفاجأ بتوقف الوحوش عن مهاجمته لتقول:"آه شعبك قوى حقا لقد خسرت الكثير من وحوشى لكن لا بأس سأوقظ غيرهم"كان چوليان يقف مثنى الظهر ويلهث من التعب ومع ذلك يرفض الإستسلام"
يقين:"لم يقض وحوشى على عالمك كاملا بعد ما رأيك بسفقة"
نظرت له لتراه مازال يلهث ولم يرخ دفاعاته بعد ولكن آثار التعب ظهرت على وجهه وملابسه الفاخرة أصبحت مملوءة بالدماء ومقطعة أيضا كأنه متشرد لتكمل قائلة:"تخضع لى أنت ومملكتك وتخبرنى عن المكان الذى يتواجد فيه تميم وإيثار وحينها أعدك لن أوذيك ولن يجرأ أحد على الإقتراب منك فإنت قوى وأنا أريدك مساعدى وليس تابعى فبمجرد أن أقتلك وتصبح بعدها تابعا لى ستخضع لجميع أوامرى لكننى أريدك كصديقى وشريكى وليس تابعى فما رأيك إخضع تسلم"
"الموت أكرم لى من الخضوع يا إمرأة لكن كفى عن الإختباء خلف وحوشك وواجهينى بنفسك وبعدها حين أموت لن أصبح الرجل الذى إستسلم لخوفه وركع لإمرأة بل سأصبح الملك الذى رفض الإستسلام وأيضا إيثار وتميم أخذو منى وعدًا بالحماية ولست أنا من يخلف وعده لمجرد الخضوع للخوف"
"لو لم تكن عدوى لكنت الآن خير الأصدقاء لى ولو كان أمثالك فى حياتى من عدة أشهر لم أكن لأصبح هنا الآن ولم يحدث لى كل هذا لكننى سأمنحك ما تريد وأواجهك بنفسى وسأجعل الوحوش تتوقف عن إبادة عالمك يكفى المملكة والجيش وأنت فأنت نبيل وأنا أكرم النبلاء"
ثم أغمضت يقين عينيها لتفتحهم مجددا فتصبح باللون الأحمر بدل الأزرق ويبدأ شعرها بالتحول إلى اللون الأحمر حدث الأمر فى جزء من الثانيه لكن كان چوليان أيضا عزز دفاعاته.
شكل يقين وهى ملكة الظلال.                              

ملكة الظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن