ابتلع قاسم ريقه وهو يقول:
"لقد فاتنا الكثير"
"لقد أدركت الآن سبب مسبح الدماء الذى يملأ القلعة" قالتها هالى.
"هل إستيقظت قوتها" قالتها ميرڤت.
"لا بل التعبير الصحيح هو إستيقظ شيطانها" قالها سالم وهو يبتلع ريقه بخوف.
كانت يقين مازالت تجلس القرفصاء أمام تلك الجثة الهامدة ثم قالت وهى تقف وتعدل ثيابها:"قيام"
أخذ الظلام يحوم حول جسد ليرتفع جسده للأعلى ثم يسقط مرة أخرى على الأرض
إبتسمت بجانبية وقالت:"إخضع ستارك أعلم أن سحرك سيمنعنى من السيطرة عليك دون إرادتك لكن إن لم تخضع سأقتل كل من تحب.....قيام".
إلتف حوله الضباب الأسود مرة أخرى لكن تكرر ما حدث فى المرة الأولى.
"إخضع يا لعين" قالتها بصراخ وغضب ثم جمعت جزءا كبيرا من الطاقة السوداء فى يديها وهى تقول بغضب وعيناها تجتاحها الحمرة الشديدة.
"قيام".
إلتف ضباب أسود لكنه كان كثيفا جدا هذه المرة وقام بتغطية جسد ستارك كله ليقف بعدها ستارك على قدميه وتغلفه هالة سوداء ضخمة وينحنى ويقول :" تحت أمرك مولاتى".
إبتسمت بجانبية وقالت:"إمممم أقوى حلفائى إلى الآن تستحق مجهودى".
سمعت صوتًا ورائها يهتف بإسمها والذى لم يكن سوى صوت هالى فنظرت إلى الوراء بعد أن عادت عيناها إلى اللون الأزرق ونظرت إليهم وبدأت بالتحرك نحوهم ببطء وإبتسامة بلا معنى ترتسم على وجهها والدماء تغطى ملابسها ووجهها غير بعض الجروح التى أصابتها فى قتالها مع كل من چوليان وستارك نظرت إلى قاسم الذى لم يرخى دفاعاته إلى الآن ولو لجزء من الثانية حتى"إصرف جرذانك يا فتاة فلست بمزاج يسمح لى باللهو"قالتها وهى تشير إلى وحوش قاسم لينظر لها قاسم بشر من إهانتها الواضحة له ويقول بغضب أعمى:"هذه الجرذان ستقضى عليكى الآن يا قطة".
وبعد تلك الجملة تحولت عيناه وملابسه إلى اللون الأسود حتى بياض عيناه إجتاحه السواد وكان شكلها مخيف جدا مما يدل على غضبه الشديد.
كان مخيفا بحق ومع ذلك لم تهتز شعرة لدى يقين بل ظلت واقفة مكانها وهو يسدد لها الضربات العنيفة وهى فقط تصد ضرباته بإصبع واحد إستمر الأمر لعشر دقائق تقريبا حتى ملت يقين فسددت له ضربة جعلت جسده يرتطم بالحائط بقوة وعيناه عادت إلى لونها الأخضر مرة أخرى.إقتربت منه بخطوات بطيئة كأنها تملك وقت العالم كله وهو فقط يناظرها بخيبة أمل وألم وضياع فمن توقع أن يموت على يد المرأة التى نبض لها قلبه ظل يناظرها بنظرات الألم والحسرة والخيبة والحزن ومع ذلك ظلت نظراته لها تنبض بالحب بعد كل ما يمر به الآن أمسكت رقبته بيدها ثم قالت:"لقد مللت اللعب معك يا فتى حان وقت أن تموت"
وبدأت بالضغط على عنقه بقوة وهو يقاوم فكبريائه يمنعه من الصراخ أو إظهار الألم والضعف أمام أحد.
"إصرخ.....إصرخ وأظهر ولائك لى وحينها لن أقتلك لكن إن رفضت سأقتلك وبعدها سأجعلك تخضع لى يا لعين"
"طالما أنا مازلت حيا ويوجد دماء تسرى فى جسدى فلن أخضع أو أنحنى أبدا لأى إنسان وبالأخص أنت يقين"
شددت من ضغطها على عنقه لكنها توقفت على هالى التى جثت على ركبتاها وهى تبكى بشدة وترتعش من الخوف وتقول:"أرجوك يقين لا تدعيه يتحكم بك سيطرى على نفسك وتذكرى من نحن نحن أصدقائك ولا نضمر لك شرا أبد نحن معك ولسنا ضدك أرجوك يقين أفيقى ولا تفعلى شيئا له ونحن سنخضع لك وننفذ أى شيئ ترينه فقط أتركيه أرجوك أتركيه وسنخضع لك".
أنهت كلامها وهى تزيد من حدة بكائها وأصبح كل ما يسمع فى المكان هو صوت شهقاتها العالية تركت يقين عنق قاسم وإتجهت إلى هالى المثيرة للشفقة وأمسكت ذقنها بقوة حتى شعرت هالى بعظام ذقنها يتحطم:"فتاة جيدة...على أصدقائك شكرك فجميعهم سيحيون بسببك الآن يا جميلة"كان الجميع مصدوما فهالى رغم طيبة قلبها ونقاءها كانت أكثرهم غرورا وكان كبرياؤها بالنسبة لها هو إهتمامها الأول والأخير وها هى الآن تجثو على قدميها تترجى أحدهم لو كان أحدهم أخبرهم بذاك قبل ماحدث لكانو إعتبروها مجرد نكتة سخيفة لا معنى لها لكن للأسف فى بعض الأحيان تضعنا الضغوط فى موقف صعب يجعلنا نتخلى عن الأولويات فى سبيل إنقاذ من نحب أو أصدقائنا ومن نهتم لأمرهم.إتجه الجميع ناحية قاسم الذى ساعده سالم على الوقوف وإتجهو إلى يقين التى قالت لهم:"سنعود الآن إلى عالمنا ولا أعدكم أن أكون فتاة جيدة فتعطش وحوشى لسفك الدماء كبير جدا لكنى سوف أجعل عالمكم آخر عالم يتغذى عليه وحوشى فهو ضعيف ولن أستمتع فيه كثيرا"أنهت كلامها بإبتسامة مختلة دبت الرعب فى قلوب الواقفين أمامها فأردف شادى لأول مرة منذ ما حدث:"لماذا!؟لماذا يا يقين؟!لما سمحتى لجانبك السئ بالخروج؟!أنت كنت أنقى وأفضل فتاة عرفتها فى حياتى كنت تخافين على الجميع وتضحين من أجلهم والآن سمحتى لجزئك الشرير بتولى السيطرة وأصبحتى تقتلين الناس البريئة وبدل الفتاة الرقيقة الجميلة أصبحتى وحشا يخشاه الجميع".
نظرت إليه يقين نظرات غريبة لم يستطع فهمها لكن إتضح من الغصة فى حلق يقين أنها إستعادت السيطرة على عقلها فأردفت قائلة:"لماذا؟!أنت بالأخص شادى لا يجب أن تسأل لماذا؟!أنت بنفسك رأيت معاناتى كل تلك السنوات لا يوجد أحد دخل حياتى إلا وخرج منها كما دخل لكن أتعلم ما الفرق الفرق هو أن كل من يخرج كان يترك جرحا عميقا فى قلبى وليس كأى جرح جرح لا يشفى ولدت دون أب لكننى رضيت وكنت سعيدة بالحياة مع أمى لتتخلى عنى هى الأخرى وتأخذنى إلى ذلك الملجأ اللعين ملجأ أنشأته سيدة غنية فى حى راقى ليقف لها الجميع مصفقا ولا يعلمون المعاناة التى نعانيها داخل هذا الملجأ الراقى على يد السيدات المبجلات اللواتى يعملن به كنت دائمة التضحية بنفسى من أجل الجميع كنت أقضى أياما من العقاب على شيئ لم أفعله فقط لحماية من حولى لكننى تعلمت شيئا تعلمت أنه عندما تجرح أو تتألم يبقى الألم داخلك لفترة حتى تعتاد عليه ويصبح الألم شيئا روتينيا فى حياتك وكلما زاد الألم يزداد قلبك تبلدا حتى تصبح الآم العالم كلها لا تؤثر بك لأنك جربتها كلها بالفعل......تقول لماذا تغيرت حسنا مالا تعلمه أن عالمنا هذا قادر على أن يحول أكثر الناس براءة إلى وحش يخشاه الجميع على حسب ما تقول وهذا يحدث للمرأة فى حالة واحدة فقط"...إبتلعت غصة فى حلقها ثم أكملت:"عندما تتعرض للخيانة".
ثم عادت نظراتها إلى البرود وكأنها ليست من كانت تتحدث قبل قليل:"أفضل أن أكون وحشا يخشاه الجميع على أن أكون فتاة ضعيفة جرح كبرياؤها من الشخص الذى تحبه وأعدكم بأننى سأنتقم من صديقكم سأجعله يترجانى ليموت ولن أشفق عليه لأن الموت حينها سيكون راحته الأبدية سأعمل كل يوم على تقطيع جسده ثم سأشفى جميع جروحه لأبدأ بصنع جروح جديدة سأجعل التعرف على ملامح وجهه أمرا مستحيلا وسأريه الجحيم على الأرض فإستغلاله لسذاجتى وحبى له أيقظ بداخلى مشاعر لم أشعر بها من قبل وهى الكره..... الكره بكل ما يشمله من حقد وتقزز ونفور لكنى رغم ذلك على أن أشكره فهو من أيقظ قوتى الدفينة التى ستحيل حياتكم وحياة كل من يقف فى طريقى كلها إلى جحيم لكن من يخضع يسلم"
ثم وجهت نظرها إلى السحرة التابعين لها وقالت:"چوليان ستارك هل تستطيعون فتح بوابة"
"الأمر سهل لكنه يحتاج إلى شخص من عالم البشر يردد طلاسم التعويذة بينما نرددها هنا".قالها ستارك.
"من يمكن أن نثق به من عالمنا" قلتها يقين.
فكر الجميع قليلا ثم أردفت ميرڤت:"تلك المدعوة نورا يمكنها مساعدتنا"
وجهت يقين كلامها إلى ستارك وقالت:"هل يمكننا الوصول إلى نورا"
"يوجد الملايين يدعون نورا فى عالم البشر إن كان لديكم شيئ يخصها سيكون أفضل من الدلوف إلى عقل كل من يسمى نورا"
هنا وقال شادى:"كنت أتحدث معها من قبل وسقطت منها قلادة على الأرض وأنا إحتفظت بها هل ستأدى لغرض"
[كان هذا فى الفصل التاسع عندما تشاجر الإثنان بسبب مغازلة شادى لنورا]
"نعم سوف أحاول سوف أقوم بالوصول إلى عقلها ومنحها بعض السحر من خاصتى وأتمنى أن يجدى الأمر نفعا".قالها چوليان
....................
عند نورا التى كانت جالسة فى غرفة الطعام بعد أن تركوها وحدها لمدة خمسة عشر يوما فى قصر الأبطال فإختلاف الأزمان بين العوالم جعلت المدة التى قضوها هناك خمسة عشر يوما فى عالم البشر.
نورا لنفسها:" يقين تلك العاهرة تركتنى وحدى فى هذا القصر الممل أو تلك المتاهة فأنا أدخل خمسمائة غرفة قبل الدخول لغرفتى فجميعهم متشابهات وبينما أنا أعيش فى هذا الملل يقين تستمتع بوقتها مع الأبطال وهى تراهم يقتلون الوحوش وهى بالتأكيد تصفر لهم وتشجعهم"ثم وضعت علبة النوتيلا على المنضدة وأكملت:"الجيد فى الموضوع هو أنهم تركو لى هذه النوتيلا اللذيذة ستندم إيثار بشدة عندما تعود من نزهتها الخلوية كما قالت لى وتعلم أننى أكلت هذا الكم من النوتيلا".
وبينما هى تأكل وتلعب فى الهاتف الخاص بها شعرت بصداع شديد يفتك بها فجثت على الأرض بألم إستمر هذا الألم حوالى خمس دقائق وهى مغلقة عينيها ثم فتحتهما وهى تشهق بقوة عندما وجدت نفسنا فى مكان يملأه الظلام والصمت المخيف فقالت بصوت مهزوز:"أأيين أنا"
"فى نقطة بعيدة بعقلك" سمعت صوتا قويا فأردفت بخوف.
"مممن تكون"
"إهدأى يا فتاة أنا أدعى چوليان وأنا ساحر أتحدث كنائب عن صديقتك يقين"
"أوه يقين هل هى بخير" قالتها بقلق واضح.
"نعم هى بخير سأخبرك تعويذة إنتقال الآن ردديها ورائى لتنتقلى إلى مكان ما وحينها سأخبرك ما تفعلين"
"حاضر" ثم وجددت نفسها فى غرفة الطعام من جديد وهذا الصوت فى عقلها يردد بكلام غريب أخذت تردد ورائه حتى أخبرها أن تحرك يدها على شكل دائرة فلم يحدث شيئ حاولو أكثر من مرة حتى إستطاعة فتح بوابة إنتقال ودخلت بها عندها وجدت نفسها أمام مبنى مهجور فسمعت الصوت فى عقلها يقول:"إرسمى نجمة سداسية"
"حاضر" ثم أمسكت قطعة طباشير كانت ملقاة على الأرة وقامت برسم النجمة السداسية ثم سمعت الصوت يقول:"إجرحى نفسك وقومى بوضع الدماء فى منتصف تلك النجمة ثم رددى الكلمات التى ستسمعينها"نفذت نورا ما يقوله چوليان والملايين من الأسئلة تدور بخلدها.
.........................
عند الأبطال كان چوليان يتواصل ذهنيا مع نورا وهو يمسك قلادتها بينما ستارك رسم تجمة سداسية كبيرة وطلب دماء فتقدمت ميرڤت وجرحت نفسها ووضعت الدماء فى منتصف النجمة ثم أخذ ستارك يردد بعض التعاويذ ونورا ترددها فى المقابل حتى توهج ضوء بنفسجى وهاج جدا أعمى عيون الواقفين من شدته ثم تجمعت شرارات الضوء التى كانت تنتشر فى أنحاء الغرفة كالبرق فى مكان واحد وأخذت تلتف حول نفسها حتى كونت بوابة عملاقة جدا فنظرت إليهم يقين وقالت:"جيد إنتهت مهمتكم إذا"إنحنى السحرة وتجمعت الوحوش التى كانت منتشرة فى هذا العالم بحثا عن تميم وإيثار حتى أيقنت يقين أنهم فى عالم آخر دلف الجميع إلى البوابة فوجدو نفسهم فى المكان الذى فتحت به البوابة أول مرة ونورا ملقاة على الأرض وفاقدة للوعى إتجه شادى نحوها بسرعة وقام بحملها وهو يصرخ بإسمها لكنه إطمأن قليلا حين علم أنها فاقدة للوعى فقط وبعد ذلك عاد الجميع إلى نفس المنزل وبنفس الطريقة التى أتو بها بعد أن ألقى ستارك عليهم تعويذة الإختفاء حتى لا يراهم أحد البشر دخل الجميع إلى القصر الذى جمعهم أول مرة لكن هذه المرة بمشاعر مختلفة منها الخوف ومنها التشتت ومنها الألم ومنها الضهف ومنها الكره ومنها القلق ومنها البرود لكن النظرات التى لم يلاحظوها هى نظرات......الشماتة والنصر.
.....................
كيف كان البارت؟
بتمنى يكون عجبكم.
أنا عارفة إن مفيهوش أحداث كتير بس حبيت أوضح لفين وصلت علاقة الأبطال.
الأحداث الحقيقية لسه بيتمهدلها والوجوه لسه هتنكشف والحقيقة لسة فيها حلقات مفقودة كتير لسه هتبان.
تفتكرو النهاية هتكون إيه؟
وهل الأبطال هيستسلمو هنا؟
حب قاسم ليقين اللى فات الأوان على الإعتراف بيه هيكون مصيره إيه فى النهاية.
وأهم حاجة إيه هى حقيقة إيثار وتميم والسبب اللى خلى يقين تحب تميم كل الحب ده من أول لقاء على الرغم إن الحب مش بيوصل للقوة ده بالسرعه ده كمان.
أم يقين فين وإيه سبب إختفائها وهل هتأثر فى الأحداث؟
كل ده أسئلة أكيد بتدور فى خلدكم طول الفترة إللى فاتت ده وأجوبتها قربت تظهر.
دمتم سالمين.
چنى عبدالحميد.
أنت تقرأ
ملكة الظلال
Fantasíaعوالم غير عالمنا لا نراها لا نسمعها ولكننا نستشعر الجحيم القادم منها بعد كل بركان يحدث لم نعد نخشى النيران بل أصبحنا نخشى الوحوش الكاسرة التى تحررت من القضبان فإن لم يتم القضاء عليها سوف تخرج بالدمار تتصل العوالم عند فتحة البركان مما يدل على قرب إنت...