Part 1..غيرة

302 2 1
                                    

(مرحبًا متابعينى😇💙ها قد عُدت لكم برواية جديدة وستكون عربى فصحى كما ترون لأننى وجدت إقبال أكثر على روايتى الثانية والتى كانت بالعربى الفصحى..أتمنى أن تعجبكم روايتى الجديدة💙لا تنسوا الفوت والفولو..شكرًا لكم💗بالمناسبة لن أكتب تعريف للشخصيات أجد هذا أفضل😁)

 فى تمام الساعة الثالثة فجرًا..تستيقظ على صوت تلك البكّاءة الصغيرة التى لم يتعدى عمرها السنتان بعد..تهدهدها وتأرجحها بيدها قليلاً حتى هدأت..ظلت تقرأ لها بعض آيات الله حتى عادت الصغيرة إلى النوم..وضعتها بالسرير الصغير خاصتها بحب وحنان وهى تقبل رأسها بلطف حتى لا تستيقظ..تثائبت بنعاس لكنها قررت الإطمئنان على ذلك الصغير الذى يمكث بحجرته منذ أن دخلت هى إلى هذا البيت..فتحت الباب بهدوء حتى لا يستيقظ لكنها تفاجئت أنه مستيقظ بالفعل..كان جالسًا وظهره للباب ينظر لتلك النافذة بشرود وكأنه رجل يحمل مسؤليات الحياة كلها على عاتقه وليس طفلًا فى السادسة من عمره..تنظر له هى بشرود وحزن لحالته لا تفهم ماذا بهذا الصغير ؟ لما يبدو حزينًا لتلك الدرجة ؟ أبسبب أنها هنا مكان والدته الراحلة ؟ لما يظنها سيئة وستلعب دور زوجة الأب عليه أو على شقيقته ؟ تنهدت وهى تحاول أن ترسم المرح على وجهها ثم اتجهت إليه وجلست على السرير بقوة حتى أنها أفزعته..


نجاة: لماذا أنتَ مستيقظ حتى الآن ؟

جواد بقوة وبنظرة جانبية لتلك التى اقتحمت عزلته: لا شأن لكِ

نجاة وهى تخفى حزنها من إجابته: حسنًا ولكن يجب عليكَ أن تنام لديكَ مدرسة غدًا إن شاء الله

جواد بشرود وحزن حاول إخفاؤه لكنها رأته بوضوح: لن أذهب

نجاة بيأس من ردوده المختصرة: لكن والدكَ سيغضب عليكَ هكذا..هو يريد أن تصبح ماهرًا مثله فى كل شئ..لذلك يجب عليكَ الدراسة بإجتهاد..

جواد بنفور من وجودها الذى طال ظهر بعينه بوضوح: قلتُ لا شأن لكِ

نجاة بحزن وتعجب لتعامله السئ معها: لما تكرهنى جواد ؟

جواد بشرود وحزن وذكريات تُعاد فى رأسه: اذهبى ودعينى وشأنى

نجاة تقف وعيونها تدمع: حسنًا آسفة..حاول أن تنام رجاءً..تصبح على خير

لم تتلقى منه رد بالطبع..أغلقت الباب بهدوء وذهبت وتنهدت بحزن وتعب فهى هنا منذ ثلاثة أيام وجواد على حالته تلك معها تكاد لا تراه إلا على منضدة الطعام..هى فقط تهتم بأمر تلك الفتاة الصغيرة أمل..حتى والدهما والذى هو زوجها لا تراه كثيرًا إما فى العمل أو منعزل فى مكتبه يتابع العمل..سحقًا للعمل الذى يأخذ كل وقته فلا يجلس معها أو مع أطفاله..ابتسمت بسخرية وألم فزوجها يعاملها كجواد تمامًا وربما أسوأ..وعلى ذكر زوجها ها هى تراه أمامها على بُعد خطوات من غرفتها هى وتلك الصغيرة والتى يحملها زوجها الآن ويبدو أنها استيقظت وبكت وأيقظته من نومه..خافت منه كثيرًا لأن غدًا لديه عمل وها هى تلك البكاءة قد أيقظته..وبالفعل ها هو يتجه لها..

يزن ببعض الغضب: أين كنتِ ؟

نجاة بإرتباك وخوف: ك..كنت عند جواد أطمئن عليه

يزن بصرامة وهو يعطيها أمل تحت تعجبه من سكوت أمل ونعاسها فور أن صارت بين يديها: هل نام ؟

نجاة بإرتباك من أن يؤذى جواد: ف..فى الوا..

يزن بغضب: هل تتعلمين الكلام الآن ؟..سأذهب لأراه بنفسى أنتِ بلا فائدة..

اتجه لغرفة ابنه وترك خلفه تلك التى تكاد أن تنهار من قسوته التى لا مبرر لها..لكنها ذهبت ورائه بعد أن وضعت أمل النائمة فى سريرها سريعًا وخرجت لغرفة جواد كى لا يؤذيه فهو غاضب وفى غضبه يكون أعمى بالمعنى الحرفى..فتح يزن الباب بهدوء حتى لا يستيقظ جواد لكنه وجده مستيقظًا بالفعل ومازال شاردًا فى تلك النافذة..

يزن بصوت عالى أفزعهم جميعًا: لما أنتَ مستيقظ حتى الآن ؟ لديك مدرسة غدًا أنا لا أحب الإستهتار هل تفهم ؟

نجاة تدخل فور أن رأت عين جواد تدمع: ح..حسنًا سينام ولكن أرجوك لا تغضب واخفض صو..(كادت تقول له اخفض صوتك لأن أمل ذهبت فى النوم لكنه قاطعها)

يزن وهو يصفعها بقوة: لا تُملى علىّ ما أفعله..(نظر لجواد الذى كان مرعوب منه) وأنتَ فالتخلد للنوم الآن هل سمعت ؟(أومأ جواد بخوف..يزن بصراخ أيقظ أمل) أجيبنى هل سمعت ؟

جواد بخوف: ح..حاضر..

يزن بغضب يلتفت لتلك التى تبكى وتضع يدها على خدها بألم: وأنتِ كيف لكِ ألا تجبريه على النوم هااا ؟ أنتِ هنا كخادمة لا أكثر..لا تنسى هذا..اهتمى جيدًا بجواد وأمل وإلا سترين منى جحيمًا لن تتحمليه..

خرج وتركهم ذاك يبكى قسوة أبيه وتلك تبكى إذلال زوجها لها..تنهدت وهى تمسح دموعها بألم وتوجهت لذلك الذى يبكى على السرير بصمت ويعطيها ظهره..

نجاة وهى تقبل رأسه بحنان وحزن: لا تحزن عزيزى والدك كان غاضبًا لا أكثر..

جواد بصوت مكتوم ودموع: هو هكذا دائمًا معى..لا أعلم لما لا يحبنى ؟

نجاة بصدمة وشفقة لأجل ذلك الطفل الآن ربما فهمت سبب شروده الدائم: لا تقل ذلك جواد..إن والدك يحبك لكن ربما حدث شئ فى عمله لذلك هو مزاج سئ..

جواد ببكاء: أنتِ لا تفهمين شيئًا..اخرجى ودعينى وشأنى..

نجاة بدموع صامتة وهى تجلب عليه الغطاء: حاضرة..تصبح على خير..

نجاةُ القلبِ..بقلم: فاطمة محمدWhere stories live. Discover now