فى مكان آخر نذهب إليه للمرة الأولى..ركن ذلك الشاب سيارته ودخل إلى قصره بعد أن فتح الباب بالمفتاح خاصته..إنه فارس صديق يزن المقرب..وكلاهما يمتلك ماضى حزين..
فارس بجمود: لقد عُدت..
لم يتلقى إجابة وهذا أثار دهشته..لطالما تنتظر زوجته فيروز عودته..حرك كتفيه بلامبالاة وقد خمن أنها خلدت إلى النوم مع ابنته قمر فى غرفتها..صعد إلى غرفته وكانت الصدمة عندما فتح الباب..وجد فيروز نائمة على السرير بوضع غير مريح فيبدو أنها كانت تنتظره وغفت مكانها بينما كانت ترتدى ملابس للعروس وتضع مساحيق التجميل فبدت رائعة للغاية..
فارس بغضب وهو يهز كتفها بعنف: هِاى أنتِ إستيقظى..
فيروز بفزع وإنتفاضة إثر النوم: ماذا ؟ ما الأمر ؟
فارس بصوت عالى وغضب: قفى وأفيقى..هياااا..
فيروز وهى تقف بخوف وفزع: م..ما الأمر يا فار..أااااه
فارس يقاطعها وهو يمسك شعرها بقوة وغضب: ما الذى تفعلينه فى غرفتى هااا ؟ ألم أحذرك من أن تدخلى إليها ؟
فيروز بدموع وقوة مزيفة: بلى ولكن هى أيضًا غرفتى ل..
فارس يقاطعها بصفعة قوية أوقعتها أرضًا: لم ولن تكون غرفتكِ أبدًا..إنها غرفتى أنا وزوجتى الحبيبة..
فيروز بدموع وألم وصراخ: أنا زوجتك..
فارس بقسوة وغضب وجمود: لا لستِ كذلك..وإياكِ أن تأتى هنا مرة آخرى هل فهمتِ ؟ وإلا حقًا ستتمنين موتك مما سأفعله بكِ..
فيروز بإنهيار وهى تقف وبتوسل: أرجوك يا فارس أرجوووك..أنا لا أستطيع العيش هكذا..أنا زوجتك أيضًا فلما لا تعاملنى مثلها..لما لا تضمنى مثل ما كنت تفعل معها..أو تمزح معى..أو نخرج معًا..لما ترفض كل محاولاتى فى التقرب منك ؟
فارس بإحتقار وكره: تريدين خيانة شقيقتكِ بأن تكونى مع زوجها !! أهذا ما تريدينه ؟ يا لكِ من حقيرة وقذرة..
فيروز بإنهيار وصراخ: شقيقتى قد ماتت يا فارس..قد ماااااتت..افهم هذا فأنا لم أعد أحتمل العيش معك هكذا..أرج..أااااه
فارس يقاطعها بصفعة قوية تليها ضربات متفرقة فى جميع أنحاء جسدها وكأنه فقد وعيه: لم تمت..حبيبتى لم تمت هل سمعتى..اذهبى وأخبريهم..لما لا أحد يصدقنى..قلت لكم لم تمت..هى على قيد الحياة..أجل..على الأقل بداخلى(قالها بحزن شديد وعينيه تدمع)ثم انحنى لتلك التى على الأرض وكانت تنكمش على نفسها وتبكى بألم نفسى وجسدى ثم أمسك شعرها بقسوة ليرفع رأسها وقال بجمود وقسوة) إغربى عن وجهى وإياكِ أن تأتى لتلك الغرفة مرة آخرى حتى لو بغرض التنظيف أنا سأنظفها..أنتِ هنا فقط لأجل قمر ولأجل وصية حبيبتى..فقط لا غير..ضعى هذا فى عقلك..ولا ترتدى مثل تلك الملابس الرخيصة أيتها القذرة..والآن إغربى عن وجهى..
فرت هاربة ومقهورة وهى تبكى دموع كالشلالات واتجهت لغرفتها هى وقمر ابنة فارس من زوجته الأولى والتى هى فاتن شقيقتها..بينما هو نفخ بضيق وحزن وجلس على السرير وهو ينظر له بشرود وكان يتذكر فاتن وهو يحتضنها تارة وهى تجلب له الطعام تارة آخرى ومواقف بينهما كثيرة..ثم تنهد بإختناق ووقف وهو يبدل ملابسه فور أن تذكر فيروز وما كانت تريده أن يحدث..ابتسم بسخرية وإستحقار فهى كانت تريد إتمام الزواج بينهما..حدّث نفسه بأن هذا لن يحدث مطلقًا فهو قد أحب فاتن وانتهى الأمر وهى كانت حبيبته الأولى والأخيرة..المسكين لا يعلم بل لم يسمع عن تقلبات القدر..وعن إنجذاب القلب ثم الحب دون إدراك أى شئ..ذهب لينام على السرير وأغمض عيناه ولكن فجأة إشتم رائحة جميلة للغاية..رائحة هادئة..نظر إلى الوسادة بجانبه نعم ذلك هو المكان الذى كانت تجلس عليه فيروز ولا شك أن هذا عطرها..أغمض عيناه وهو يستنشقه بإعجاب شديد..لم ينكر أن ذوقها رائع وهادئ على عكس فاتن تمامًا فكانت جريئة للغاية فى كل شئ حتى فى العطور دائمًا تختار ذات الروائح النفاذة..فاق من إعجابه بغضب فما الذى يفكر فيه الآن ؟ سرعان ما أعطى ظهره للوسادة ونام بعمق ولم يراعى تلك التى كسر مشاعرها منذ قليل..بينما فى غرفة فيروز حملت قمر التى كانت مستيقظة وتلعب بأصابعها إنها فى مثل عمر أمل تقريبًا..ظلت تلاعبها والدموع تسرى من عينيها بشدة ولكن بدون صوت..نظرت لتلك الصورة التى كانت على الكومودينو بجانب سريرها والتى كانت تخصها هى وشقيقتها..وكانتا سعيدتان للغاية..ابتسمت بألم فور أن تذكرت ذكرى تلك الصورة فياللسخرية فارس هو مَن إلتقطها لهما بنفسه..كانت فى ذكرى ميلاد فاتن التى تكبر فيروز فى العمر بثلاث سنوات تقريبًا..فيروز هى مَن دعت فارس للحفل بطلب من فاتن كى تشكره على إنقاذ فيروز من ذلك الحادث..ويا ليتها لم تفعل فقد أحبا بعضهما من النظرة الأولى..لكن فيروز هى مَن أحبته أولًا وكان هو لا يرى غير فاتن..
YOU ARE READING
نجاةُ القلبِ..بقلم: فاطمة محمد
Romanceأراد الإنتقام من والده الذى كان يعامله بقسوة على عكس معاملته مع شقيقته وهو لا يفهم حتى سبب كره والده له..أصبح شابًا يفعل كل شئ محرم وكل شئ خارج عن القانون فماذا سيحدث إن وقع بطريقه فتاة بريئة ستعانى حتمًا مع هذا المريض النفسى......إقتباس..... الثعبا...