Part 5..بداية النهاية

41 2 0
                                    


فى الصباح فى قصر يزن وبعد إثنان وعشرون عامًا كاملةً..نجد يزن واقفًا أمام المرآة بهيبته الطاغية التى لم تتغير وخصلات شعره التى تتداخل بها اللون الأبيض فزادته وسامة..كان يضع عطره الرائع بينما نجاة تربط ربطة عنقه بحنان..أجل فحياتهما تبدلت كثيرًا فور معرفته أن تلك هى نفسها نجاة حبيبته الصغيرة..وقد أصبحا زوجين قولًا وفعلًا..وحياتهم مستقرة وسعيدة بشكل كبير حتى الآن..كانت هى متضايقة من أفعاله مع ابنتهم أمل..فهو يدللها كثيرًا لأنها أصبحت ابنته الوحيدة فهما لم يعثروا على جواد بعد ! لاحظ هو عبوس وجهها..

يزن بحنان وجدية: ما الأمر عزيزتى ؟ تبدين متضايقة !

نجاة بآسى: أجل أنا متضايقة للغاية..أرجوك يا يزن لا تعامل أمل بذلك الدلال لقد كبرت وأصبحت بالجامعة..أنظر لما ترتديه..ملابسها كلها ضيقة وقصيرة..كما أنها لم ترتدى الحجاب بعد وهذا حرام ولا يجوز فبعد البلوغ يجب أ..

يزن يُقبل رأسها بحنان ويقاطعها: أوه عزيزتى دعيها تستمتع بشبابها..

نجاة ببعض الغضب: ولكن يا يزن ي..

يزن وهو يُقبل يدها بحب ثم يدير لها ظهره مستعدًا للرحيل: عزيزتى أنا آسف سأتأخر عن العمل..لنتحدث مساءً..إلى اللقاء

نجاة تتنهد بقلة حيلة ثم تقول بحزن قبل رحيله: هل ما زلت تبحث عن جواد ؟

يزن بتنهيدة وهو يستدر لها: أجل..والإجابة نفسها..لا أثر له مُطلقًا..

نجاة وعينيها تدمع ثم تبكى بشدة: لقد مرت السنوات يا يزن..أخشى أنه لم يعد موجودًا فى تلك الحياة أصلًا..لكننى حتى لم أودعه..أنا أشتاق له بشدة..فلو كان حيًا لما لم يعد هنا ؟ فى كل مرة أفكر بها أجد أن الإجابة لغيابه هو أنه قد فارق هذه الحياة..أنا أ..

يزن يحتضنها بحب وحزن فيبدو أنه عرف قيمة جواد بعد رحيله للأبد: عزيزتى أنا واثق أنه بخير وعلى قيد الحياة..لن أتساهل أبدًا فى البحث عنه أعدك..

نجاة بإبتسامة ضعيفة وهى تخرج من بين ذراعيه: حسنًا هذا جيد..والآن إلى عملك وإلا ستتأخر..

قبلها بحب من جبينها ورحل لعمله..بينما هى ذهبت لتحضر الفطور لها ولتلك المدللة أمل كما أطلقت عليها..وبعد دقائق ها هى قد إنتهت ووضعت الطعام على المائدة وكادت تذهب لتوقظ أمل لكن تفاجأت أنها تأتى نحوها بنشاط على غير عادتها..

أمل بإبتسامة وهى تقبل وجنة نجاة بحب: صباح الخير أمى..

نجاة بإبتسامة ضعيفة لأجل ملابسها تلك: صباح الخير عزيزتى..لما أنتِ مستيقظة باكرًا على غير عادتكِ ؟

أمل بإبتسامة وهى تضع إحدى مرطبات البشرة على وجهها ويدها: إتفقنا أنا وأصدقائى على ذلك..سنأكل الفطور معًا فى كافيتريا الجامعة..

نجاة بسخرية وغضب: أهااا أصدقائك السيئون هؤلاء !

أمل بسأم: أمى متى تتوقفى عن نعتهم بهذا ؟

نجاة بجدية وغضب: حتى تعودى لرشدكِ وتعلمى أنهم سيئون بالفعل..إنظرى لنفسك كيف أصبحتى ؟ منذ أن تعرفتى عليهم وملابسكِ أصبحت أضيق وفاضحة أكثر..لا أعلم كيف سِرتى ورائهم هكذا ؟ أليس لديكِ شخصية لتخبريهم أن تلك الملابس لا يصح إرتدائها ؟

أمل بجدية وبساطة: وما المشكلة فى ملابسى ؟ إنها رائعة الجمال..

نجاة بآسى وضجر: لكنها لا ترضى الله يا ابنتى..يج..

أمل تقاطعها بقبلة سريعة فوق وجنتها: آسفة أمى سأتأخر..إلى اللقاء..

رحلت أمل بالفعل تاركة ورائها نجاة المصدومة من تصرفاتها..جلست على أقرب مقعد وهى تحتضن وجهها بيدها وتتذكر كلام يزن لأمل وكلام أمل لها..دمعت عيونها..

نجاةُ القلبِ..بقلم: فاطمة محمدWhere stories live. Discover now