وبعد دقائق قليلة ها قد وصل يزن ونجاة للقصر وفور أن توقف نزلت نجاة سريعًا فهى لم تعد تحتمل المكوث معه فى نفس المكان بعد الآن..بينما هو تنهد بألم ونزل ورائها وذهب لكى يفتح الباب بينما هى كانت تنتظره ورأسها إلى أسفل وكانت تحاول ألا تبكى كى لا تراها أحلام هكذا..سمح لها بالدخول أولًا ليدخل ورائها ويغلق الباب وفجأة ظهرت والدته من العدم وهى تحتضن وتقبل نجاة من خدها ورأسها تطمئن عليها بينما كانت نجاة تبتسم بسعادة..نظر لها يزن بتعجب ألم تكن تبكى قبل قليل ؟ ثم ابتسم بسخرية فيبدو أن جميعهنّ يُتقنّ التمثيل..لاحظ دوار نجاة والتى كانت ستقع على الأرض لولا أن أحلام أمسكت بيدها..
أحلام بقلق: ما الأمر يا ابنتى ؟ هل آخذك للمشفى ؟
نجاة وهى تجلس على أقرب مقعد وتضع يدها على رأسها بألم: لا يا أمى أنا بخير شكرًا لكِ فقط أشعر بصداع شديد..
أحلام بجدية وتذكر: صداع ! بالطبع إنه من جرح رأسك ؟ مهلًاااا جرح رأسك ؟ هل ما زلتى ترتدين الحجاب الآن ؟(إتجهت نحوها وهى تحول فك حجابها تحت إعتراض نجاة) هيا فرأسك تحتاج للتهوية قليلًا وأنا سأذهب لتحضير طعام صحى لكِ..
نجاة وهى تحاول ألا تبكى: أمى رجاءً دعيه..أنا بخير هكذا..
أحلام بتعجب وهى توجه كلامها ليزن الذى يشاهد كل هذا بصمت: كيف تكونى بخير قلت لكِ فالتعرضى الجرح لبعض الهواء تلك الكتمة ليست جيدة له..فالتتحدث يا يزن !
نظر لها يزن ثم نظر لنجاة بهدوء وبداخله مشاعر لا يفهمها..بينما نجاة لم ترفع نظرها له وقد بدأت عينيها أن تدمع..هى لا تريد منه رؤية شعرها أو أى جزء منها..يكفى إهانة لها مما قاله فى غرفته..لقد رفضها وجرحها..وقد وعدت نفسها أنها لن تفعل ذلك مرة آخرى..لن تفرض نفسها عليه فهو يراها رخيصة..نزلت دموعها بهدوء..بينما تنظر لهما أحلام بذهول وقد تأكدت أن هناك شيئًا سيئًا حدث لهما..قاطعت هذا الصمت وهى تأخذ نجاة من يدها وتجعلها تقف..
أحلام بجدية: نجاة إذهبى لتبديل ملابسكِ وسأحضر لكِ الطعام بعد قليل..وأنتَ يا يزن الطعام سيكون جاهزًا على المائدة لذ..
يزن يقاطعها وهو يصعد السلم لغرفته: لستُ جائعًا يا أمى شكرً لكِ..لدى عمل صباحًا..تصبحون على خير..
نظرت لأثره أحلام بصدمة فكيف له ترك زوجته تشعر بالألم ويذهب للنوم هكذا ؟ نظرت لتلك المسكينة التى تنهمر دموعها بغزارة بشفقة..أمسكت بيدها وذهبت لغرفة ما وأغلقت الباب بينما كانت تسير معها نجاة بدون تركيز وحزن لكن إنتبهت فور أن أغلقت أحلام الباب..
نجاة بتعجب وهى تمسح دموعها: ما الأمر أمى ؟ لما جئتِ بى إلى هنا ؟
أحلام بجدية وهى تربت على كتفها بحنان: أنا مَن يجب أن تسأل نجاة..ما الذى حدث بينكِ وبين يزن ؟ ظننتُ أن الأمور بينكما ستصير على أفضل حال بعد الذى سيحدث !
نجاة بجدية فهى لن تقول أسرار بيتها: آسفة أمى لا أستطيع إخبارك فهو أمر بينى وبين يزن..وإن أخبرتك ربما تتشاجرى معه أو العكس..لذلك أنا آسفة لكن أسرار بيتى لن أحكيها لأحد..
أحلام بإبتسامة وهى تربت على كتفها فقد كبرت نجاة بنظرها أكثر: أحسنتِ يا ابنتى..لكن صدقًا كنت أريد الإطمئنان عليكِ فقط..
نجاة بإبتسامة خفيفة: لا تقلقى يا أمى أنا بخير..
أحلام وهى تحتضنها بحب: حسنًا يا ابنتى..أريد منكِ فقط أن تصلحى ما بينكِ وبين يزن..أعلم أنه متسرع ويغضب بشدة وربما كلماته تخرج من فمه بدون حساب لها..لقد صِدقًا إنه طيب القلب..حنون رغم قسوته التى يحاول أن يظهرها لكن ذلك كى لا يُجرح مرة آخرى !(أخرجتها من حضنها وهى تقول بآسى وغضب) كل ذلك بسبب تلك الحقيرة !
نجاة بتعجب وذهول: حقيرة ! مَن تلكَ يا أمى ؟
أحلام بحزن وهى تتذكر: إنها زوجته الأولى يا ابنتى..
نجاة بتعجب وبعض الغيرة: ولماذا أطلقتى عليها هذا اللقب ؟ هل فعلت شئ سئ لكِ ؟
أحلام بحزن وتنهيدة: بل ليزن يا نجاة..يزن الذى تغير تمامًا بعد هذا اليوم..
YOU ARE READING
نجاةُ القلبِ..بقلم: فاطمة محمد
Romanceرحلت وتركته مبعثر المشاعر..شارد الذهن..قال بداخله وداعًا لأنه يعلم أنه لن يراها مجددًا فذلك الوغد سيتخلص منها عاجلاً أم آجلاً وهو لن يكون قادرًا على فعل أى شئ..ابتسم بألم وبدأت عيناه تدمع فيبدو أنه يودع كل شئ جميل فى حياته..وهى لا تعلم أنه إذا رجع ع...