.

40 8 0
                                    

|١٤ مايو ٢٠٢٤

إنّي بائسة ويائسة منذ الصباح، لم افكر بالأمر بتاتاً يوم امس..
أستطيع توقع ما قد رُسم عني في خياله بعد أن رحلت دون أن أشكره أو انظر إليه حتى..
إنّي لئيمة..
ربما قد لا يكون كذلك! لربما هو من أخذ سماعاتي فقط للسُخرية منّي كما يفعل باقي الطلاب..
هو أيضاً مثلهم تماماً ليس علي شُكرَه،
لم أُخطئ بتاتاً..كُلهم نفس الشيء..

لا أعلم كيف ظللت افكر بينما هو كان يقف بالقرب من مقعدي..ولا اعلم منذ متى!
لقد تحدث عندما نظرت إليه ولربما كان ينده لي كثيراً..
لا أستطيع إدراك ما يقوله،
كل ما كان بمقدوري فعله هو التحديق به لثوانٍ..
بعدها استقمت وخرجت من صفي، نحو قاعة الطعام التي اهرب إليها في بعض الأحيان من المواقف التي تشابه هذا الموقف.

ارى العديد منهم يجتمعون على الطاولات، أُختي تجلس مع باقي رفاقها على طاولة واسعة، كإتساع إبتسامتها..
يتحدثون ويضحكون ويأكلون بشهية كبيرة..
ما الممتع في الأمر؟ ما الممتع في الحديث والأكل وسماع القصص والنِكات؟ لما يضحكون دائماً ويبتسمون بغباء؟
إنه أمر سخيف..

لكن بالنظر إلي إنّي أُشفق على نفسي، حينما اجلس هنا على طاولة فارغة بمفردي آكل بدون أن أعلم حتى محتوى ما آكله..دون شهية دائماً..
وأستمر في التحديق بالآخرين من حولي بتركيز، لعلي أقرأ شيئاً مما ينطقونه بِشِفاهِهِم..

جون ذاك! ..بل مون جونهوي..لسنا مقربان كي اناديه بأسمه..
فحسب..إبتسامته الوحيدة هي التي تقبلتها بطريقة لا أعلمها..شعرت أن لا احد يستحق أن يبتسم في هذا المكان عداه..
لأن إبتسامته مشرقة وصادقة و بطريقة ما تجذبني للنظر إليه دون أحد في القاعة.

لقد إستقام! هل لاحظ أنّي كُنت أنظُر إليه! غبية!..
نظرت إلى صحني وهبطت برأسي أكثر لعله لا يلاحظ وجودي!
لكنه كان يقف عند طاولتي حينما رأيته ينقر يأصبعه بخفة على سطح الطاولة..
رفعت رأسي فوجدتُه يبتسم وهو ينظر لي،
لما يبتسم؟

ومالذي يقوله؟ لا يمكنني سماعه! لما؟
لقد سكن وهو يحمل صحن طعامه، لقد لاحظت الإحباط الذي استهوى عينيه!
مجدداً..إنه يتحدث لي، وانا لا أُجيبه!

إبتسم..وكم كانت إبتسامته تخفي إنكساره، لوح لي ثم رحل!
لما رحل؟ مالذي كان يقوله؟ لم أستطع سماعه! ولم أستطع الرد عليه؟ لماذا لا يمكنني التحدث؟ لما لا يمكنني أن أخبره أنه شخص لطيف؟
اكره نفسي كثيراً جداً.

MUTE DIARY||مُذكِرات صامتةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن