.

33 7 0
                                    

|١٨ مايو ٢٠٢٤

لقد كُنت أجلس عند أخُتي احدق بها تعمل بجد..
ترددت لفترة.. اردتُ سؤالها..فقط كي أشعر بالإحباط أكثر..وأوقن أن لا نصيب لي من حياتي حتى..
لقد كانت أُختي منهمكة بين كُتبها وانا اجلس أُقابلها منذ دقائق..
نقرت كتفها بيدي بخفة لأجذب إنتباهها..
نظرت لي بعلامات إستفهام..

رفعت يداي وسألتُها:
هل تعرفتي على جونهوي؟
حدقت بيديها بشجن فور أن حركتهما لتتواصل معي..
اجل..نحن أصدقاء الآن.
هبطت ملامحي أرضاً و شعرت بالإحباط لوهلة  قبل أن أعاود الحديث.
كيف حدث هذا؟ انتما لستما في نفس الصف!
سألتُ لتُجيب:
ليس من الضروري أن نكون في نفس المستوى لنصبح مقربان..في الحقيقة جون مميز ورائع، إنه صادق و طيب القلب وشخصيته جميلة للغاية..
جون!؟..كان أكثر من جواب..إنها تتحدث عنه بكل حماس، أرى تلك اللمعة في عينيها التي لا تظهر إلا عندما تتحدث عن شيئ تحبه كثيراً..
مون جونهوي..تحبه.

هل أنتي معجبة به؟
سألت سريعاً مُقاطعة وصفها الحماسي له..لتناظرني بسكون لثواني قبل أن تنفي برأسها.
حقاً؟!
أكدت لي.
انتي صادقة في هذا؟ أعلم جيداً حينما تخفين أمراً عني..هل..
صمتُّ حينما قاطعاني.
أنّي معجبة به!
فقط كل ما كان بوسعي فعله تلك اللحظة النظر إليها بهدوء ودون رد فعل..لكن لا اريد لها أن تشعر ان قلبي قد تحطم بسبب هذا.
لكنه اصغر منك!
قُلت أُخفي المشاعر المؤلمة التي اجتاحت صدري لتجيبني..
الفارق بيننا سنة واحدة..لا زِلت لا أعلم أن كان يوافق على هذا.

هززت رأسي بتفهم احاول جاهدة إخفاء مشاعري المبعثرة..
غادرت اجر قدمي بضياع ناحية المخزن الذي أعتدتُ الجلوس فيه أمام رسوماتي..ذ
جلست أمام تلك اللوحة التي لم أُنهِها بعد..وكما ظننت سابقاً انا لن أُكملها..
قبضت المشرط الذي كان بجانب على المنضدة، لكن يدي لم تقوى على التحرك ناحيتها..
كنت اعمل عليها بجد، ظننت للوهلة الأولى أنها ستكون مثالية و جميلة حينما أُنهيها..لكن ما الفائدة الآن!

أدركت مشاعر لم تمر علي يوماً لكني عرفتها..لا اريد لها أن تفيض أو تتكاثر وتخرج عن السيطرة، اريد التوقف..
لقد قابلته للمرة الأولى على الورق، عرفني بإسمه..لقد رأيت هذا لطيفاً للحظات..
كونه أعاد سماعاتي على الرغم انه كان بمقدوره رميها بعيداً نظراً لأنها قديمة كما فعل قبله العديد..
لقد أراد أن يجلس معي وقت الإستراحة، رآني أجلس وحيدة اراقب الآخرين بإحباط..
لقد كان يُلاحظني دائماً..

لكني دائماً لم أكن قادرة على الرد، لم اشكره أو اعتذر له..لم اطلب منه خدمة..
لم ارد أن أكون شخصاً مزعجاً بحاجة للشفقة في حياته..
كنت مجرد شخص لئيم يتعاطف هو معه..
والآن بعد فوات الأوان أدركت ما أشعر به..حتى لو لم يفت الأوان..لن اكون قادرة على التقدم..أو محادثته..
تمنيت لو أن بإمكاني الحديث، لكنا اصبحنا مقربان في أول لقاء.

أختي افضل مني..إنها جميلة وذكية لطيفة ومحبوبة ومميزة بين زُملائِها..الجميع يحبها..
تختلف كثيراً عني..لا املك أياً مما تملكه..
إن كان هناك أمر أستطيع فعله فهو أن اتمنى لها التوفيق في حياتها..
وضعت المِشرط من يدي بضعف وأستقمت حاملة تلك اللوحة امامي..
وضعتها أرضاً وغطيتها بقطعة قماش ابيض..

لا شيء مختلف في هذا المكان..اللون الرمادي يطغئ على كل لوحاتي..كوروم في كل لوحاتي ولا وجود لأحد غيره..
هو الوحيد الذي رأيت أنه يستحق أن يوضع على لوحاتي...لا احد غيره أشعرني بشعور جميل..
علي أن أعيد ترتيب افكاري، وأن أمحو ما حصل في الأيام الماضية..
يجب أن أمحو كل شيء قبل أن يدمرني..

MUTE DIARY||مُذكِرات صامتةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن