.

32 7 0
                                    

|١٧ مايو ٢٠٢٤

لما أقف هنا على أي حال؟
اهم اصدقائي ام أصدقاء اختي؟..لما يتحتم علي الوقوف معها في الشارع لإنتظارهم؟
هذا مزعج!
أخيراً لقد اتو..ولقد غادرت طريقي..
يوماً بعد يوم يشتد كُرهي لهذه المدرسة.
على الرغم من انّي لا أستطيع سماع الحديث الذي يدور بينها وبين اصدقائها بقربي، إلا انّي أكره كثيراً المشي معهم..
أشعر بهم دائماً عندما يتحدثون عنّي..

كان كل ما علي فعله هو دخول صفي سريعاً لكني توقفت حينما رأيت مون جونهوي يقف في الرواق وهو يبتسم بقرب رفاقه..
علي التحدث إليه فقط لثانية..بل اريد ذلك، لا يسعني مشاهدته دائماً يصاب بالإحباط والإحراج من قِبلي،
لقد تراجعت بعد أن جمعت شجاتي طيلة ليلة البارحة..

رأيت لتوي أُختي تقف معه..يتحدثان معاً..
ويبتسمان..هل أصبحا مقربان؟ على الرغم من أنهما في صفوف مختلفة!..
أياً يكن!.. مجدداً هذا كل ما أقوله داخلي"أياً يكن" على الرغم من شعوري بالإحباط الآن، لقد أصبحا صديقان..لوهلة فكرت بالتعرف عليه أكثر..لكني تمنيت شيئاً لا أستطيع المحاربة لأجل تحقيقه..
إنّي فاشلة بل إنّي لا شيء..

لا زال بإمكاني الجلوس على كُرسيِّ و وضع سماعات أُذني دون أن يزعجني أحد..تقريباً.
أغلبهم الآن في صالة الرياضة حيث يقبع المسبح هناك! لما اجتمعوا هناك؟ وطلبوا منّي القدوم؟
على أي حال..انا لن اذهب! ما يدور حولهم لا يخصني أبداً..
إنهم مختلفون عنّي كثيراً..
كُنت سأنعم بالهدوء والراحة لولا أحد طلاب صفي الذي جاء مجدداً يلح علي بالقدوم معهم..سأذهب.. وسأبقى بعيدة قدر ما استطيع.

هل أدق الباب ام ادخل؟ لما يغلقونه؟..علي فقط ان ادخل..
فتحت الباب ودخلت مقفلة إياه خلفي..
على الرغم من أنّي لا أستطيع سماع شيء لكنّي فزعت عندما فاجأوني..لقد نسيت إنه عيد ميلادي!
لكن..لما يحتفلون وكأنهم يهتمون؟ منذ متى يحتفلون بعيد ميلادي؟ لا افهم أبداً..
إنهم يبتسمون ويضحكون وهم يلقون جمل لا أستطيع إدراكها..الفوضى والضجيج..وأولائك الذين يدفعوني ناحية تلك الكعكة الكبيرة..

هل انفخ الشموع؟
انا تائهة، لا أعلم..لا اثق بهم..مالذي يخططون له..
عندما أستمريت بالوقوف بجمود..ضُربت في وجهي بتلك الكعكة..ولم أُدرك سوى أنّي قد سقطت في الماء..
في تلك اللحظة تأكدت أنّي حقاً ضعيفة للغاية..

أنّي اغرق بإستمرار..وأضيع أكثر..لا وجود لمن أسند عليه بؤسي هذا أو أستمد منه بعض القوة..لم يسبق وأن تحليت بالقوة للحظة..
إنّي حقاً يُرثى لها..ارغب بالموت هنا، تحت الماء وأنّ اختفي..اريد أن أختفي ولا اعود أبداً..
هذه الأمواج فوقي تشعرني بالثقل لا أشعر بجسدي..روحي قد ضاعت..
دموعي في اللحظة التي تنزف من عيني تُصبح باردة وتتلاشى مع المياه..
ظهري قد حط على أرضية المسبح، وانا اشاهد النور الذي يسطع فوق موج الماء ذاك النور الذي لم أشعر به يوماً..
سأمغض عيني وأنا أشفق على نفسي كثيراً..لكن ما أشعر به من حُرقة داخلي لا زال يلسعني بقوة..ويؤلمني كثيراً..
ليته يُحرقني..

شعرت بالدفئ عند يدي! هل حقاً سأحترق تحت هذا الماء البارد؟
فتحت عيني وبالكادِ أستطعت الرؤية..
لما هو هنا؟ لما قدم؟ كان ينظر لي لثوانٍ قبل أن يسحبني مجدداً نحو النور المظلم في وجهي..
إن كان بمقدوري أن أصفه بأمر فأنه وقح وفضولي...
لقد عُدت للحياة بعد أن كِدتُ انجو منها..لا احد هنا! وحدي معه في هذه الصالة الكبيرة.
لقد اتو جميعاً فقط لفعل هذا بي..لإحراجي، وإظهار أنّي ضعيفة أمامهم..أنّي عاجزة و مختلفة عنهم.

دموعي كانت تسقط مع نزول قطرات المياه من على جسدي..كُنت أشعر بنظراته لي، نظرات الشفقة..
اكره ذلك كثيراً..لكني لم يكن بقدوري حينها الا ابكي، هو السبب..
رأيت امامي منديل أبيض قدمه ناحيتي، نظرت إليه لقد كان يحاول الإبتسام لكنه متردد، شعرت بما يريدُه..أراد مواساتي لكنه ظن أنّي قد انزعج إن أبتسم..لهذا الحد جعلته مشوش!
سحبت المنديل من يده بتردد قبل أن أسكن لثواني..أستقمت وغادرت دون أن أنظر إليه..
لأنّي لئيمة و وقحة ...

وقفت أمام مرآة الحمام أحدق بي، بنفسي الضعيفة الجبانة.
لم أعلم مالذي كان يجب أن أفعله حينها..ظللت طوال الطريق امشي سريعاً اغطي وجهي من البشر..
لا زالت كريمة تلك الكعكة البشعة تلطخ وجهي وشعري..ابتللت بالكامل..وانا أشعر بالبرد الشديد..
مالذي يمكنني فعله بحق؟ بينما أنا عاجزة..وضعيفة..

هذا المنديل يثقلني أكثر..مالذي سأفعله به؟ اجفف ملابسي؟ أم شعري؟ ام اقوم بمسح هذه الأشياء التي علي؟ ام اطبطب به على خدي الذين تلطخا بدموعي..
وضعته بعيداً على المغسلة ورحت استحم بعيداً عنه..
يوم ميلادي هذا! لطالما كان الاسوء دائماً منذ ولادتي..اكره هذا اليوم بقدر كرهي للبشر من حولي..اتمنى فقط ان تأتي ذكرى ميلادي القادمة ولا اكون على قيد الحياة.


MUTE DIARY||مُذكِرات صامتةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن