في صغري.. دائماً ما أسأل نفسي كلما نظرت إلى ذلك الباب الموصد أمام غرفتي..فمنذ أن فتحت عيني على الدنيا والباب على حاله .. أكرة الباب نحاسية و بها صدأ يعلو فتحة القفل.. كلما حاولت نفسي أن تدفعني لأن أرى ما وراء الباب أجد أمي تزجرني فأعود والخيبة برفقتي..
أسأل أمي يوما في فضول:.أمي! يا ترى ما وراء الباب ؟
. أي باب؟
.الباب الذي أمام غرفتي!
تلتفت إلي أمي زاجرة فضولي:
. لا شأن لكِ بهذا .. عليك بأمورك فقط!.. هيّا تناولي طعامك "كاملا" ...
تقولها مؤكدة على لفظتها (كاملا) .. نعم! .. فدائما ما اجعلها تعاني الأمرين:
"عنادي وعدم إكمال وجباتي"..
_ ! _
يوما و بعد الصلاة تسمّرت أمام الباب سائلة إياه :"أي سر وراءك يا باب؟ ، أي حكاية يمكن أن تحكيها لعاشقة أحلام مثلي؟! ".. وأسرح في بحر الخيالات ماضية في أساطير الحكايات علّه يشفي غليلي بل و إشباع فضولي بإستفهاماته المتضاربة على أصداغ رأسي فتارة يخيل إلي أن بمنتصفها مكتبا وعلى سطحه أوراق مبعثرة وعلى يمينه محبرة جف حبرها وريشة طاؤس تزين كتفها ..وتارة تتراءى لي دمية صغيرة خيل إلي أنها تلوح منادية بوجدانها أحلام براءتي.. فأطير إليها طائعة نداء شفتيها المحمرتين كأنها ياقوت قد توجها عقد زبرجد..أداعب خديها الأسيلين بأناملي وأتحسس نغمات لحن طالما كان مداعبا أوتار قلبي.. ذاك اللحن الطري الذي يأخذني إلى ما وراء الخيال.. إلى الشمس مهجر الأحلام..
فضولي هذه المرة تجاوز الحد ، إنه يأمرني بتسلط: "افعليها .. هيا!".. أجيبه طواعية: " لابد من إشباعك يا فضول!".. أمد يدي إلى قبضة الباب ، أتحسسها أجدها باردة كخوفي من أن تقبض علي أمي كالعادة فتعاقبني بشي لا أود مجابهته .. ظللت أحاول استجماع قوتي لأفتح الباب وخوفي كان سداً لم استطع هدمه بسهولة .. جمعت كل جزء من شجاعتي لأدفعها بقوة نحو يدي لفتح الباب.. ففتح!.. نعم فتح.. وفتح إلي مجهول لأرى ماذا يحمل لي من حكاية؟!..ومع فتحه صرخ الباب هلعا لينذرني فلم ارتدع وبصراخه الزمن توقف وأنفاسي ظلت حبيسة رئتي تنتظر ماذا افعل؟ صوت داخلي يقول صارخا: ادفعيه هيا " فأجيبه بلا تردد ولكن ادفعه بتخوف..
"المكان مظلم" أتمعن بعيني الجاحظتين ملامح المكان علّي اظفر بشي له قيمة اشبع به فضولي من بعيد ..أرى نافذة مغلقة عليها ستارة متهرئة تبدو كذلك!.. لا هي كذلك.. بدليل تخلل ضوء قمر تلك الليلة واضحا ..وكأن يدا امتدت لتدفعني إلى الداخل فأجد نفسي قد وطئت أرضها..ألتفت ورائي لا أجد أحدا..أعاود نظري للغرفة كنت كمن يتفحص المكان ولست كذلك كنت منبهرة مما قد أقدمت عليه ..نعم .. "ستكون هذه أول مغامرة أقوم بها وحدي".. وكأني أقولها لنفسي ..

أنت تقرأ
أكشف عن وجهك يا "فضول"
Mystery / Thrillerفي صغرها دائماً ما كانت تسأل نفسها كلما نظرت إلى ذلك الباب الموصد أمام غرفتها ..فمنذ أن فتحت عينيها على الدنيا والباب على حاله .. أكرة الباب نحاسية و بها صدأ يعلو فتحة القفل كلما حاولت نفسها أن تدفعها لأن أرى ما وراء الباب تجد أمها تزجرها فتعود وال...