بعد عودتي من المدرسة صعدت إلى غرفتي وكالعادة كان علي أن ألقي التحية على الباب المقابل.. نسيت اللحظة أني فتحتها بالأمس وهتكت حرمتها..
أدخل غرفتي وألقي بجسدي على السرير وأنا حاملة الصورة بيد والورقة بيد أتأمل ملامح نهال والطفل عبود أتفحص كل جزء في الصورة بدقة لم أعهدها من قبل كيف لا ومساعدي الأول كان فضولي هذه المرة..وأسأل :"من تكونين يا نهال ؟ ليتك تهدئين جموح الفضول لدي أرى أنك جميلة وذكية عيناك واسعتان وهذا دليل على ما قلته ولكن مع جمالك هذا تبدين حزينة عيناك ذابلتان قليلا إضافة إلى أن البريق فيهما اقل مما أراه في عيني الطفل عبود .. بماذا تفكرين ؟ ماذا يجول في خاطرك؟! لماذا الحزن؟ أ أنت صاحبة الرسالة لماذا رحلت وأين؟! اعلم انك تعزين المرسَل كثيرا.. من هو ؟؟! .. كلمات البطاقة دافئة أحسده نعم أحسده انه يحبكِ جداً.. مهلا لدي الكثير ممن يحبونني أصدقائي ..زميلات دراستي معلماتي عمي "فهد " , خالي "محمد" وصاحب البقالة ..انه يحب دعاباتي وشقاوتي جدا بدليل أني عندما امرض كان أول من يسأل عني ويزورني بل وكان يأتي لي بالحلوى التي أحبها جدا ..يا ترى ألديك هذا الجمع مثلي؟! لديك واحد وأنا أكثر مما أتخيل *^*..
ألقي بالصورة جانبا و اسرح مع نغمات "أبو الحن"جانب النافذة أغمض عيني لأريحهما من زحمة الحياة إنه الظلام حيث أللا مكان .. تتراءى لي "نهال" تحت جنحه تجوب أرجائه وكأني اسمع صوتها .. "حسناء.. ردي على الهاتف .. إني مشغولة.."..· " ما هذا؟!.. أيجب عليك أماه أن تقطعي أحبل أفكاري؟؟! >< .." كنت أقولها في سري فأجيبها على مضض:
· " حسنا..أنا قادمة!.."
وأنزل راكضة نحو الهاتف ..أرفع سماعته مجيبة:
· منزل :أم الحسن الليجلاني..من المتحدث؟!
يأتيني صوت محمد قائلاً:
· هيه!.. لماذا لم تردوا سريعاً..
· خالي محمد!.. لم تحدثني منذ وقت طويل.. هل عدت من أمريكا؟!
· لا.. ولكن قريباً..؟!ثم يستطرد:
· ماذا؟! ألم تشتاقي إلى خالك أيتها الجاحدة؟! ويضحك
· لا أدري دعني أفكر قليلا ..لا!.. " أقولها ممازحة إياه ثم أستطرد قائلة:
· ماذا ستحضر لي من هدايا؟!
· ماذا؟!.. ويضحك ..يستطرد:" الكثير منها.." ..يقاطعني صوت أمي
· من على الهاتف حسناء؟!
· إنه محمد أمي..
يقاطعني صوت محمد :
· أ أمك بجانبك؟!..فأجيبه:
· لا ..إنها بالمطبخ.. يأتيني صوت أمي
· من؟!
وتأتي مسرعة الخطى لتنتزع السماعة من يدي بقوة..
· أعذرني محمد تركتك مع هذه الثرثارة كنت مشغولة ..ما أخبارك؟! ..
.. وبدوري ألقي بنفسي على كرسي جانب الهاتف ذاته .. يجيبها محمد:
· لا تقسي عليها أم الحسن إنها طفلتي كما هي طفلتك..
· أنت تدللها كثيراً أخي وهذا ليس جيداً.. قل لي ما أخبار أمي ؟! لم أستطع زيارتها الأسبوع الماضي كان لدي عمل كثير ..
· لا عليك بشرى..إنها بخير لقد أتصلت بها منذ قليل .. وأنت ما أخبارك؟! سمعت أنك رفعت قضية نفقة على طليقك؟!
· أجل.. كان لابد فعل ذلك لأجل حسناء على الأقل..
· فعلتِ صواباً.. ,يصمت فتسأله:
· قل لي ما أخبار الأطروحة؟!
· جيدة.. لقد نالت استحسان البرفسور ذاته
· جيد .. معنى ذلك أننا سنحتفل قريباً
· إن شاء الله.. بعد عودتي .. آسف علي أن أفتح الباب هناك من يريد خلعه من شدة الطرق..
· حسناً.. أتركك في رعاية الله ..
· مع السلامة ..
· مع السلامة..
و تغلق السماعة ببطء .. كنت أحملق في وجه أمي كانت تتمتم بكلمات لم أستطع إدراك شي من حروفها.. أسألها:
· أمي ما الأمر؟! ماذا قال خالي؟!..
· لا شي حبيبتي ..إنه يسلم عليك .. "تقولها مصطنعة الابتسام و تتجه الى المطبخ بخطىً متثاقلة.. تردد كالعادة جملتها :" غيري ملابسك لتتناولي الغداء.. لا أريد عناداً .. "في تلك اللحظة كان شعوراً يجتاح المكان لم أدرك كنهه.. غموضه كان قد ظلل بال امي الواسع .. ما ماهيته؟! ..
بعد تناولنا الغداء ..كنت أهم بالصعود لغرفتي..تقول أمي :"حسناء أريدك أن تستعدي سنذهب لزيارة جدتك عصر اليوم.. "
· أمي.. و واجباتي؟!"مستفهمة"
· أنجزيها الآن؟! "بلا مبالاة"
· وماذا عن دماي.. لقد قطعت لها وعداً أني سألعب معها و..
· كفاك عبثاً.. تقولها صارخة وبعد لحيظات تدرك أن عليها أخذ نفس عميق ..لتقول:
· أرجوك..
وتشيح بوجهها عني كانت تريد إخفاء ذاك الشعور الهمجي المعتمل داخل خلجها لتعيد توازنها ممسكة برأسها..فأشفق عليها بقولي:
· حسناً.. كما تريدين.. أسألها:
· أستعدين أصابع السمك لـ"أشوران"؟!
· حسناً.. سأعدها لك..
تقولها أثناء وقوفي وأ ذهب الى غرفتي..

أنت تقرأ
أكشف عن وجهك يا "فضول"
Mistério / Suspenseفي صغرها دائماً ما كانت تسأل نفسها كلما نظرت إلى ذلك الباب الموصد أمام غرفتها ..فمنذ أن فتحت عينيها على الدنيا والباب على حاله .. أكرة الباب نحاسية و بها صدأ يعلو فتحة القفل كلما حاولت نفسها أن تدفعها لأن أرى ما وراء الباب تجد أمها تزجرها فتعود وال...