6

74 5 2
                                    

على طاولة العشاء .. الكل مستمتع بالطعام وأحاديث الذكريات ،كنت لا أزال في حيرتي أقلب "حبة الفاصولياء" على صحني بلا مبالاة .. تزجرني أمي:

· حسناء!.. عليك بالأدب.. لا تعبثي بطعامك!!

· حسنا!.. أمي.. "بكل شرود وحزن".

ينظر عمي "فهد" إلي متعجبا فيقول:

· يبدو أن بالفاصولياء مشكلة مع قطتي! ما هي؟ أتريدين معاقبتها؟! "أنظر إليه متعجبة فأقول له بفضول :

· نعم! كيف؟! "بكل براءة وسذاجة"

· هكذا!.. "فيأخذ الصحن مع حبة الفاصولياء ويلقي به بعيدا..

الكل يقول صائحا بتعجب:

· فهد! ..ما هذا ؟!

فيجيبهم بكل عدم مبالاة :

· لا شي ! ..الفاصولياء تزعج قطتي فألقيتها بعيدا .. وصمت الجميع مستغربا !!

ضحكت بملئ فمي هذه المرة إذا أن الموقف كان غريبا و مضحكا أيضا..

تضحك جدتي وتقول لـ "فهد" : "مثل أيــام زمــان !!..كان أبوك يفعل الشيء ذاته مع  المرحومة "ســارة"!

· نعم يا أمي!..و هاهو الأمر يعيد نفسه مع قطتي!!.. ويقول هذه الأخيرة وهو ناظر إلي بمرح.. فيضحك ويضحك الجميع..!

في هذه الأثناء دخل محمد متجهما متجهاً إلى الداخل.. كنت أرقب الباب عله يأتي و الابتسامة تعلو محياه كما تعودت رؤيته كذلك ولكن هاهو يدخل بوجهه الغاضب ..ألا يزال حتى الآن غاضبا؟!..لماذا؟؟! ماذا فعلت ليتخذ موقفا كهذا مني؟؟!.. يعود الحزن ليلقي ظلاله على وجهي فيأتيني صوت عمي قائلا:

· لا ..لا يا قطتي .. إلا هذا التجهم !..ما الأمر صغيرتي؟!

· لا شي يا عمي! أريد العودة إلى البيت .."أقولها بكل حزن"..

· لماذا ؟! لا تزال السهرة في أولها ..

أتجه إلى أمي قائلة بصيغة الأمر:

· أريدك أن تعيديني الى البيت حالا..

· ماذا؟!.."تقولها وهي عاقدة حاجبيها" ..كم مرة قلت لك ألا تتحدثي هكذا؟!

· أمي أريد البيت ..الآن! "أقولها ونبرة البكاء تسيطر علي

· لماذا البكاء حبيبتي؟! و تمسك يدي بهدوء وتربت عليها بيدها الأخرى وهي تقول:

· اهدئي ..سنعود بعد العشاء و...

يقاطعها عمي :

· ماذا يبكيك يا حلوتي؟! إذا كانت الفاصولياء سأعاقبها لأجلك! "يقولها ممازحا إياي"

· لا..ليست الفاصولياء إنه.. إنه محمد! أقولها وأنا أبكي بشدة .صوتي كان مختنقا إثره ..ويداي تحاول إزالة دموعي المتراكمة على جفناي.. عمي يقول متعجبا:

أكشف عن وجهك يا "فضول"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن