ضريـَر | MINSUNG

25

Vote and comment please?
ڤوت وكومنتز؟

-

" اُمي! لقد عُدتي.. "

كُنت أنظر لأمي التي تقِف امامي بيدها تكتُم بُكائها وعيناها تحتضِن عيناي! التفتُ لمينهو أحاول استِيعاب ما اراه وإذا به يومأ لي بإبتسامه هادِئه

عُدت بناظِري لوالدتي التي لازالت تقِف امامي بخطوات عديده وتبكي بصَمت 

كانت عيناها ذابله، وجسدها نحيل، دمُوعها تلطِخ وجنتيها وبشالها الخفيف الذي اعتادت على ارتِدائه لازال يلتفُ بجماليه على رأسِها

لازالت المرأة التي تُشبهني بجميع ملامِحها

كُنت مُتصنِماً، لم اقوى على الذهاب اليها او الركض او حتى احتِضانها.. لم استطِع فِعل شي بل ظللتُ اقِف مكاني انظُر اليها برجفة قلبي

وهاهي أخذت خطواتها نحوي لتقترب مني
وفي كُل خطوه سيقع وقعها على قلبي ليهتز كياني

أقتربت كثيراً، وكثيراً جداً وبات وجهُها واضِحاً لي، ورائحتها الحنونه داعبت انفاسِي، رفعت يديها بحِنيه واحتضنتني بهدوء شديد!

احتضنتني ليعُم قلبي برائحة الأم الدافئة، ولمسة يدها الحنونه على رأسي ابكتني لتتساقط دموعي ولتعبس شفتاي

برجفة يداي بادلتُها لتضحك بين بُكائها، أغمضت عيناي وتمسَكت بها، استشعرت قُربها الشديد مني لتنهمر دموعي بصمت!

تِسع سنين من الفقد
تسع سنين من الوِحده والشوق!

كرهتها في فتره من حياتي لتخليها عني في أصعب اوقاتي، ولكنني سامحتُها وسامحت ابي، وسامحت الجميع

لأن الطِفل إن ساء لهُ ابواه لا يتوقف عن حُبهما
بل يتوقف عن حُب نفسِه

وانا توقفت عن حُب نفسي مِنذ زمن
ولكني عُشت في ذنب بسبب شيء ليس لي به سُلطه فلماذا أعيش في عار، لذلِك غفرت لنفسي، ولأبي واُمي وللجميع فقط لكي اعيش بسلام

احتضنتني بكُل عطف ولوقتٍ طويل، ابتعدت عني وكوبت وجنتاي ناظِره عميقاً لعيناي ليتمزق قلبي

لقد اشتقت لها جداً وللِتو ادركتُ ذلك

أبتلعت بُكائها الغير مُنقطِع، نظرت لي بكُل ندم وبصوتها الذي كنت اموت لشوقي لهُ قالت لي بكُل رجفه " انا آسِفه جداً "

وعادت للبُكاء، ولم أفعل شيئاً إلا البقاء ساكِناً انظُر اليها بكل شوق وحُرقه