الفصل الأول

19.9K 411 67
                                    

وسط زنزانة السجن

مستند على الجدار و نظره متركّز للأعلى و تفكيره مشغول كالعادة بالماضي و أحداثه إللي غيّرته من أقصاه لـ أدناه ، ليلة الأثنين الساعة ٣ فجرًا إللي من بعدها تغيّر كل شيء ، بلا إستثناء !
نزّل نظره لـ الصورة الورقية الصغيرة إللي بين أحضان يده ، الصورة إللي مستحيل يتركها و طول وقته ماسكها لـ أسباب هو فاهمها و عارفها ، غمّض عيونه من داهمته ذكريات الماضي التعيسة إللي ما فارقت باله من الأساس و تنهد من أعماقه يخفي خبايا صدره بـ وجه جامد ما يظهر مشاعره و تراكماته القلبية ، الكل متعجب من شخصية تليد القوّية و كيف إنه بعد كل هالصراعات إللي حصلت له ما زال قوي ظاهريًا عكس العواصف إللي بـ داخله !

-

بيت عِماد . ٩ مساءً

رفعت وجد رأسها لـ دخول هتان رفيقة دربها و بنت عمّتها لـ الغرفة ، إبتسمت من دخولها و إللي يدّل على شديد إحساسها بالفرح و الإنتصار من قعدت هتان على طرف السرير تاخذ نفس و نطقت بإنتصار : فزت بـ سباق اليوم ، محد يقدر لـ هتان بنت محمّد !
إعتدلت وجد بـ جلستها و وجّهت نظرها لـ هتان بـ جدّية : أنتِ متى نيّتك تتركين هالسباقات ؟ ، لو درت أمك عن سواياك صدقيني بتودّعين !
كشّرت ملامحها من حكي وجد و لأن هالسيناريو يتكرّر بـ كل مرة هتان تقول لـ وجد إنّها فازت بالسباق : وجد أنتِ تعرفين عن حبّي لـ سباق السيارات ، و لك المعرفة الكاملة بإنها هوايتي و شيء أنا أفضّله
تنهدت وجد من أعماقها ، لأن إقناعها لـ هتان يتكرّر بـ كل مرّةٍ و عناد هتان دايم يغلبها : أدري ، تذكّري إن أمك ما منعتك من شيء إلّا و هي عارفة إنه راح يضرّك ، و أمك لو درت إنك رجعتي تتسابقين راح تزعل منك و أنتِ تعرفين زعل أمك زين !
زفرت هتان ترفع يدّها لـ وجهها تبعد خصلات شعرها إللي تمرّدت على خدّها ، تجاهلت حكي وجد بالكامل و إبتسمت تعتدل بـ جلستها : مرّ وقت طويل و أنتِ ما حكّيتيني عن إللي ساكن أعماقك ، نسيتيه ؟
بردت كامل أطرافها بـتوتر ، بالرغم من إن هتان ما نطقت أسمه بالصريح إنما إكتفت بإنها تناديه بـ " إللي ساكن أعماقك " و لأن موضوعه يتوترّها بـ شكل خيالي : تليد ؟ ، مسجون الله يفكّ عوقه
إكتفت بـ هالحكي لجل تنهي النقاش قبل يبدأ و من تمدّدت تغمّض عيونها بـ تفكير بـ موضوع تليد و لـ حبّها إللي يجهله و ما فيه أحد يدري عن مشاعرها لـ تليد غير هتان ، حافظة أسرارها !

-

اليوم التالي
بيت يزيد . تحديدًا عند تارا

إللي أخذت خطواتها للخارج بعد ما كانت بـ غرفة تليد تتأمل أرجائها و تفاصيلها ، مو طبيعي الشوق إللي تحسّه لـ أخوها تليد و إستحاله إنّه يكون طبيعي ، مرّت من جانب غرفة أمها و أبوها و مقصدها إنها بتدخل لـ غرفتها لكن أستوقفها بكاء أمها إللي عرفت سببه شوقها لـ تليد و من قرّبت لـ جانب الباب من نطق أبوها بـ ثقة : كلّها أسابيع و بيرجع تليد لـ حضنك بخير و صحة ، لا تشيلين هم !
دخلت لـ غرفتها مباشرةً تتمدّد على سريرها بـ راحة ، لأن أبوها بـ جملته خفّف بعض من همومها و شوقها لـ تليد !

يا وجدي و شعاعًا يُضيئ عتمتيWhere stories live. Discover now