الفصل الثامن

11.6K 301 42
                                    


هزّ رأسه بالإيجاب يتراجع بخطواته إلى أن خرج من غرفتها تاركها وسط الغرفة تستوعب كل إللي حصل قبل هالثواني المعدودة، رفعت يدّها وسط صدرها تتنهد براحة لأن كانت متوقعة أن تليد بيدخل للغرفة بأيّ لحظة و يا كبر خوفها من هاللحظة، قعدت على طرف السرير و ملامحها تبدّلت تلقائيًا تستوعب كل حكي جاسر و حبه لها و ما حسّت إلا بالدموع إللي أنسابت على خدها بغزارة، عدّلت قعدتها ترفع أناملها تمحي دموعها من دخول تليد إللي تقدّم لها بخطواته المستعجلة من لاحظ حمرة ملامحها و دمعها الواضح : مو على بعضك، حصل شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تمنع نفسها من الإيجاب و بالرغم من محاولتها إنها توقّف بكاء إلا أنها ما قدرت ! ، ما قدرت تمسك نفسها و تتمسّك بدمعها من سحبها لـ حضنه يدخلها بين ضلوعه و كفّه يمسح على شعرها بهدوء ينطق بهمس : دموعك غالية يا روحي، ما يهدأ بالي و أنتِ تبكين !
ما نطقت بحرف إنما شدّت على حضنه و بكاءها زاد هالمرّة
تنهد من أعماقه بضيق يمسح على شعرها : لا تبكين جعل الله يبكّي إللي مبكّيك
بعدت عن حضنه تتراجع بخطواتها للخلف، ترفع كفها تمسح دمعها تأخذ نفس من أعماقها و كانت بتنطق لكن حروفه إللي قاطعت حروفها : ملامحك تبيّن التعب إللي تحملينه بداخلك، علّميني بالتفاصيل !
تراجعت بخطواتها للخلف إلا أن وصلت لنهاية الجدار ترفع نظرها بحرقة من قوّة شعورها إللي ما ينقال و لا ينوصف : تعبت ! ، كل ما يدق الفرح بابي اتفاجأ بأبواب الحزن إللي تنفتح لي بعد باب الفرح !
نزّلت كفها إللي كان متوسط خدها تتقدّم له : أدري لو قلتلك بتقلب دنياه، و أنا ما ودّي بـ هالشيء يحصل ! حطيت نفسي بمكانه و أدركت أن الشعور جدًا موجع بس هذي الحياة !
عقد حواجبه و ملامحه تبيّن إستغرابه و عدم فهمه لـ محتوى حكيها : وش قصدك ؟
تقدّمت لخطواتها إلى أن صارت مقابله و مدّت يدها تشبكها بيده و تردّدت قبل تنطق، تردّدت لأن تدري بردّة فعل تليد و وش ممكن يقدر يسوّي لـ جاسر لو درى إنه دخل لغرفتها : جاسر دخل غرفتي
أستوقفت حكيها و نظرها تركّز على ملامحه إللي بدأت تحتدّ تلقائيًا تسترسل حكيها : أعترف لي بمشاعره، كيف إنه يحبني من طفولته، كيف إني خذلته و تزوّجتك لـ
بتر كامل حروفها ينطق بهدوء متمسّك فيه لأخر لحظة بالرغم من عصبيته إللي بانت على ملامحه : ليش وافقتي تتزوّجيني و ما تزوّجتي جاسر ؟
بلعت ريقها ما توقعت هالسؤال منه، ما توقعت لأن مو وقت سؤاله أبدًا و غير إنه يدري بإجابة هالسؤال تحديدًا : أنت ليش تزوجتني و أخترتني من بين الكل ؟
هزّ راسه بالنفي و نظره تركّز عليها، لأن ما سألها هالسؤال إلا إنه يدري بإجابته، يدري إجابة هالسؤال لأنها بيساطة تحبّه لجل كذا وافقت عليه بالرغم من الخطابين الكثرة إللي خطبوها لكنها رفضت! ، رفضت لأنها ما تبغى أحد غير تليد لا جاسر و لا غير جاسر : لا تردين السؤال بالسؤال، أبغى الإجابة منّك و الأن
شتّت نظرها لأبعد مكان تشوفه عينها، تسمح ليده بالحرية بعد ما كانت بين أحضان يدها تقرّب ناحية السرير تقعد على طرفه تنطق بنبرة تبيّن شديد تعبها لحظتها : يكفي تليد!
طوّل نظره بعيونها و طوّل رده عليها بالوقت ذاته : ما بدينا يالوجد، ما بدينا لجل يكفينا
أستقام بوقفته و لفّ كامل جسده مقصده يخرج للخارج لكن ألتفت لـ ذراعها إللي قيّد ذراعه تنطق بنبرة مهزوزة تبيّن خبايا صدرها : لا تخلّيني تليد !
تبسّمت ملامحه من كلمتها يدقّق بملامحها، يدري إنها بمرحلة اللاوعي بـ هاللحظة من فرط تعبها و مشاعرها إللي هزمتها هالمرّة، تقدم يمددها على السرير و تمدد بجنبها و يقبّل جبينها ينطق بهمسه المُعتاد كل ما يكون قربها : ما بخليك بقربك أنا، أرتاحي
أخذ نفس من أعماقه من رأسها إللي أنحنى على صدره تغمّض عيونها بهدوء، يده إللي تمسح على شعرها و تفكيره إللي ساقه لـ حكي جاسر، يتوعد فيه بداخله و النيّة هو و الله يعينه !

يا وجدي و شعاعًا يُضيئ عتمتيWhere stories live. Discover now