الفصل السادس

11.2K 334 42
                                    

كملت خطواتها متجاهلة نداء تارا إللي متبعتها، عصّبت و مالها مقدرة تواجه أحد بالحكي أبدًا لكن أستوقفت تارا خطواتها توقف مقابلها تنطق بهدوء : لا تضيّقين قلبك بسبب حكيها، تجاهلي و كإنك ما سمعتي لأن تعودنا!
هزّت رأسها بالإيجاب تتعدّاها و هي فعليًا بكامل قواها ما ودّها تحاكي أحد و لأن نفسيتها أنقلبت تمامًا للأسوء، قعدت وسط السرير تغمض عيونها من فرط قهرها و ما هي إلا دقائق و وقفت مقصدها وجهة معيّنة تروح لها كل ما تضايق قلبها و الأكيد إنه ' الأصطبل '
خطت خطوايها متوجه للأصطبل و أنتبهت لخطوات هتان المقبلة إتجاهها و بيدها كوب شاي و توّسعت إبتسامتها تمد لها الشاي : قبل تطلعين خذي هالشاي، أدري إنه يغيّر جوك
إبتسمت وجد تأخذ الشاي من يدها : أحبك
ضحكت من أبتعدت هتان عنها و هي ترسل لها قبلات بالهواء : أموت عليك !
خطت خطواتها بإتجاه الأسطبل و للأن قهرها ما خفّ كل ما تستذكر حكي الحرمة إللي يزوّد قهر قلبها، إلتفتت للخلف بإستغراب لأنها سمعت صوت خطوات مقبلة إتجاهها و من شتّت نظرها وقت أستوضح لها صاحب هالخطوات و عضت شفتها السفلية لأن ما كملت الخمس دقائق و هي مقابل الخيول إلا و تليد إتبعها و كإن قلبه يحس كل ما تضايق قلبها و تتوجه للأصطبل و فعلًا تأكّدت كامل شكوكها من وقف بجنبها بمسافة قليلة و عيونه تناظر للزاوية إللي تناظرها : وصلني كل شيء حصل و لعلمك أنفعالك بالحكي ما حبّيته
ألتفتت له مباشرة بذهول من نطق ' لعلمك أنفعالك بالحكي ما حبّيته ' و لأن لا إراديًا و من فرط قهرها قيّدت عنقه بغضب : تفاعلت لأن الحكي مسّك أنت بس كالعادة أندم على أيّ شيء أسويه عشانـ
قاطع حروفها ياخذ الشاي إللي بين كفوفها ببرود عجيب ! للأن متمالك أعصابة بالرغم من نغزات المعازيم و من أرسلت له تارا تعلّمه عن نقاش وجد مع الحرمة

مجلس الرجال | قبل دقائق

ترك كل شيء بيده من وصلته رسالة من تارا و لأن كل تركيزه صار على محتوى رسالتها ' تليد ! ، وجد تهاوشت مع وحدة من المعازيم عشانها غلطت عليك، و طردتها من البيت ! '
تبدّلت ملامحه يلي بيّنت ذهوله من أول ما قرأ رسالتها و من أرسل لها مباشرة يستفسرها ' وش قالت هالحرمة لـ درجة أن وجد طردتها ؟ '
أرسلت تارا ' قالت - سويتي خير وقت خرجتيه من السجن مع إنه ما يستاهل الخروج و لا الزيارة، محد نافخه غيركم هالمدمن - ، وقتها كنت شوي و أتوطى ببطنها بس وجد ما قصرت '

الواقع |

، بالرغم من الحرقة بصدره إلا أنه متمالك أعصابه و ما بدر منه ايّ حكي يشرب الشاي بمكان شربها و إستنكرت ملامحه لأن واضح أن الشاي هالمرّة مو بيد وجد : الشاي ما أعجبني
بالرغم من ذهولها من حركته، أستوعبت يدها إللي على عنقه تنزّلها مباشرة بغضب : أنا بالجنوب و أنت بالشمال
كشرت من نطق بإبتسامة : و أنا اللهب و أنتِ الموج،
استقام يسترسل حكيه : متجاهل كل شيء يحصل حولي لسبب معيّن و لولاه و الله لأحرق البيت و باللي فيه
ميّلت شفايفها و نظرها توجّه ليده إللي شادّة على الكوب تنطق بسخرية : بتحط حرّتك بالكوب ؟ بالهون تراني أفضّله، و بعدين حصل شيء بالمجلس ؟
ضحك لوهلة يخفي خبايا صدرة بـ هالضحكة المصطنعة : حصل إللي كنت متوقعة و زود، بحريقة تحرقهم كلّهم
أسترسل حكيه من تأملها للخيول ينطق بغضب مكبوت : لأني ما أرد بالحكي، ردّي دايم يكون بالفعل
ما إستغربت كلامه لأنها تعرفه و تعرف ردوده دايم بالأفعال و تنهدت من أقصاها ترفع نظرها لـ الأعلى و سرعان ما تبدّلت ملامحها من نطق بتساؤل : موافقة على الخطبة ؟
زفرت بضيق من موضوع الخطبة و إللي كان ما زانت دنياه فتح لها هالموضوع : بسألك سؤال ممكن ؟
عدّل قعدته لأن من نظره لـ عيونها و ملامحها تأكّد من السؤال يلي بتطرحه عليه، ما ودّه يجاوبها بالجواب إللي هي تبيه بـ هالوقت خصوصًا : لا تسأليني
هزّت رأسها بتفهم الودّ ودها تعلن عليه الخصام لدرجة إن حتى الخطبة ما يفكّر فيها : ما بسألك، لكن لو تتقرّب مني مرّة ثانية تدري وش راح أسوّي لك ؟
كتّف ذراعه و كان بيكتم الضحكة بس ما قدر لأن ملامحها و وقفتها يلي تدّل على غضبها تجبره يضحك : وش بتسوين بتشتكين لـ أبوك او أبوي منّي ؟ او لـ جدك او لـ جدي ؟ او لـ أوس مثلًا ؟
تبدّلت ملامحها تبيّن قهرها من كلامه و وقفت على أمشاط رجلها لجل توصل لـ مستوى طوله تنطق بدلع بالرغم من قهرها : بكشف الكذبة إللي جبرتني أشاركها معك و ..
ما كمّلت من ملامحه إللي تغيّرت، تظن أن بـ جملتها هذي تليد راح يسترجع كل أفعاله لكن كل ذهولها كان من نطق بسخرية من تهديدها : أن علموك أنك ترزين خشمك عليّ فأنا علّموني أكسر خشمك، و لا تظنين أن بتهديدك هذا تلوين ذراعي لأن ما عاش من يلوي ذراع تليد بن يزيد و لو أنه أنتِ، تهديدك الرخيص هذا تقولينه لضعاف إللي يهابونك، علم يوصلك و يتعدّاك يالمحامية بنت عماد، ما أهاب أحد لا منك و لا من سابع أجدادك لذلك لا تسوين أنك المحامية القوّية على راسي!
سكن كونها للحظات تستوعب ثقل حكيه و سقوطه على قلبها، ما توقعت ردّة فعله القاسية و كلامه إللي وقع وقعة الشوك بأعماقها، دمعها تجمّع بـ محاجرها من ثقل حكيه و قساوته عليها لكنها أخذت نفس قبل تنطق بهدوء تامّ عكس مشاعر قلبها : كبر راسك عليّ لأنك تدري بمشاعري لك من الطفولة، لكن أوعدك أن حبك بقلبي هذا يتحوّل لـ كره و ما بيتأثر قلبي ولو شوي، لأني كثيرة عليك و ما أستاهل أمثالك
تركّز نظرها الحاد بعيونه إللي تتأملها تنطق بشدّة : حابّه أذكرك أني المحامية وجد بنت عماد بنت فهد، من هالثانية أصارحك فيها أني أكرهك، أكرهك، أكرهك و الثالثة ثابته فكّر فيها و خل عقلك المتخلف هذا يستوعبها
تراجعت خطواتها للخلف مقصدها تتدخل للداخل لكن يده إللي حاوطت ذراعها كانت أسرع من خطواتها و بحركته هذي أستوقف حركتها و صار وجهه مقابل وجهها بالضبط و نطق مقصده يزيد قهرها : الوعد بكرة، بتصيرين حلالي و أعلّمك عن هالقوّة إللي عندك
حرّرت ذراعها من قبضة يده و مدت أناملها لـ صدره تبعده عنها تنطق بغضب : لعلمك تعدّيت حدودك، الحين أدركت ليش كل الناس تكرهك لأنك ناكر للمعروف و شخصيتك سيئة و لـ
كانت بتكمل حكيها لكن بسبب ملامحه إللي تغيّرت كليًا أستوعبت أخر الكلام إللي قالته و كانت بتنطق لكن قاطع كامل حروفها من نطق بصوته العالي : أدخلي، عيوني لا تشوفك لأن وقتها بيحصل إللي ما ودّك فيه يالوجد
بلعت ريقها لأنها خافت حقيقة هالمرّة وتوجهت للداخل بخطواتها الثابتة تعكس قلبها إللي يرجف من خوفه و بطريقها للداخل قابلت تارا إللي أستوقفتها تسألها لو لمحت تليد و ردها كان ينكر كل شيء حصل، ينكر شوفتها لـ تليد، ينكر ثقل الحكي و سوءه يلي صار بينه و بينها، تعدّتها متوجه للغرفة تقفل الباب على نفسها بزعل و ضيق و كل أحساس سيء بالدنيا صاحبها بـ هاللحظة !

يا وجدي و شعاعًا يُضيئ عتمتيWhere stories live. Discover now