الفصل الثاني عشر

8.4K 233 16
                                    

مد أنامله تتوّسط خدها يمسح دمعها برقّة : أسف، لو تدرين وش سبب غيابي عنّك بتعذريني و أنا متأكد !
أنذهل من أبعدته عنها بأقصى قوّتها و لأن صوتها العالي صار يتردّد بإذنه : و أنت حتى ما عطيتني خبر بغيابك، ما كنت أدري عنك أبسط الأشياء، حيّ ميّت تاكل تشرب وش مسوّي بيومك ما كنت أدري ! ، حرقت جوالك من كثر الإتصالات بس ما وصلني منك أيّ شيء ! ليالي طويلة ما نمتها بسببك و بسبب تفكيري و خوفي عليك و أنت بكل بساطة نسيت أن عندك وجد أساسًا، نسيت أن عندك زوجة تحبّك و تخاف عليك و تنتظر رسالة منّك، و الله كنت راضية و لو برسالة تطمني عليك و أنك حيّ لكنك خذلتني يا تليد خذلت وجدك، و الحين وش ودّك ؟ أبعد عني لجل سلامتك لأن لـ
بتر كامل حروفها من قرّب لها بسرعة ما أستوعبها عقلها، من صار أقرب لها من رمشها و بأنامله يمسح دمعها : أبعدت عنك لجل سلامتك !
ضمّها لـ حضنه و ذراعه صار محاوط عنقها من الخلف، يوجعه قلبه على كل دمعة تنزل منها بسببه تارة ما يلومها لأن غيابه طوّل عليها و من غير ما يطمّن قلبها عليه و تارة يفكّر أن غيابه كان لجل سلامتها و لجل ما يتعرّض لها بشر و بالرغم من قوّته إلا أن هالعصابة ما ينكر خطوتها و قوّتها و تهديدهم ينفّذ بأسرع وقت !
ظلّت بحضنه لـ دقائق طويلة و صياحها و شهقاتها ترتفع كل ثانية، للأن ما أستوعب عقلها إنه رجع لها بصّحة و قوّة و هي كانت تظن إنه إستحالة بيرجع لها بجسد سليم، خصوصًا من بعد كلام أوس و كلامه عن التهديدات إللي كانت توصل لتليد
إنحنى يقبّل عنقها لـ ثواني معدودة يقرّبها له أكثر وسط صياحها المستمر
أبعدها عن حضنه و كفه حاوط وجهها ينطق بإبتسامة خارجية بالرغم من وجعه الداخلي : لا تطوّلين و أنتِ تبكين، قلبي يوجعني على كل دمعة تنزل منك !
تراجعت بخطواتها تبتعد عنه بمسافة بسيطة : ما ودّي أحاكيك و لا ودّي عيني تشوفك، أبعد عنّي و لا تقرّب أبدًا و لو قرّبت ما بيحصل لك طيّب
تنهد من أعماقه و الهم غطّى على كل مشاعره، بالرغم من إنه كان متوقع صدّها و ردّة فعلها بعد ما يرجع من هالسفرة، لكن ما توقع أن هالصد ممكن إنه يطوّل كثير و هو ما يقوى هالبعد أكثر عنّها، أبدًا ما يقواه
هزّ راسه بالإيجاب يتقدّم لها و مقصدة يقبّل جبينها، أبتعد عنها كليًا يخرج خارج بيت عماد و خطواته ساقته لـ شقته .

وجد

كل جزء منها يرجف بسبب رجعته إللي ما توقّعتها و لو بنسبة قليلة، كيف طلع من عندها بعد ما قبّل جبينها و ملامحه تبيّن شديد ضيقته من صدّها الواضح له، من نطقت بـ -  ودّي أحاكيك و لا ودّي عيني تشوفك، و أبعد عنّي و لا تقرّب أبدًا و لو قرّبت ما بيحصل لك طيّب -
كيف نطقتها من قوّة قهرها بسبب غيابه إللي ماله أيّ مبرر واضح لها، و أستوعب عقلها إنه أبتعد عنها و تركها على راحتها تستوعب رجعته إللي ما توقعتها، لإنها صارت توصف عكس مشاعرها بالضبط !
ساقتها خطواتها لـ المراية، تمسح دموعها و تعدّل ميكبها إللي تلخبط بسبب دموعها .

يا وجدي و شعاعًا يُضيئ عتمتيWhere stories live. Discover now