الفصل الخامس عشر

6.8K 241 22
                                    


توهجت روحها من بعد وصف إيثار و تعبيرها بالحكي و تبسّمت ملامحها تضمّها بكامل قوّتها : و أنا أموت عليك و فيك و بحبك، متى ما أحتجتي شيء تلقيني بوجهك .
تنهدت تقبّل خدها بـ لطف : الله يديمك و لا يحرمني من خير هالصُحبة .
بعّدت ألاء عن حضنها تسترسل خطواتها لـ غرفتها : بكلم بتّال يطلب لنا من مطعمه، خذي أيّ لبس ودّك فيه بالدولاب !
توجّهت لـ خارج غرفتها و تحديدًا لـ غرفة بتّال إللي متوّسط السرير و منشغل بجوّاله و ما أنتبه لوجودها إلا من بعد ما كرّرت نداءها له : بتّال ! صار لي دهر أناديك، مين إللي ماخذة عقلك ؟ تتهنّى
إبتسم لوهلة يقفل جواله : أنتِ إللي ماخذة عقلي، وش ودّك أنسة ألاء ؟
ضحكت لـ جملته - أنتِ إللي ماخذة عقلي - : ايه هيّن، ممكن تطلب لي و لـ أيثار من مطعمك ؟
هزّ رأسه بالموافقة : حاضر، وش ودّكم أنتم ؟
هزّت أكتافها بحيرة : على ذوقك، مطعمك كل أصنافه لذيذة تحيّرني وقت الطلب .
بتّال بضحكة : تسلمين، محد مربّح مطعمي غيرك كل شوي تطلبين منه
أبتسمت تتوجّه للباب : عشان تدري أن عندك أفضل أخت بـ هالمجرّة !

-

بيت الجد عصام

تبسّمت ملامح الجدة إيمان و عيونها ما إنزاحت من على تليد إللي يتقهوى بجانب جدّه و من نزّل فنجانه يستمع لـ كلام عصام إللي نطق بتساؤل : وش أحوالك مع بنت عماد ؟
إبتسم من أنذكر طاريها وسط الجلسة ينطق بتنهيدة : أحوالنا تسرّك، ما بها شيء سيء .
ضحك للحظة من ملامح تليد إللي تغيّرت من ذكر طاريها : و الله وقعت يا تليد و الحب واضح من عيونك، أذكرك عن تعاملك معها وقت كنتوا بعمر صغير ؟
إبتسم لـ طاري الذكرى و لـ طاري طفولته إللي ما غابت عن باله مع وجد : كل التفاصيل و الذكرى على البال يا جدي، ما أنمحى شيء !
هزّ رأسه بالإيجاب و الإبتسامة ما إنمحت من ملامحه : أذكر أنك شديد عليها و تخاف يصيبها أيّ شيء بالوقت ذاته من فرط تناقضك و تناقض مشاعرك. بفترة قصيرة، تغار عليها من أيّ طفل تلعب معاه و ما كنت تخلّي أي أحد يقرّب لها بإستثناءك أنت، كبرت و كبر شعورك إتجاهها و يا أن فرحتي ما توسعها بلد وقت خطبتها، لأنها حب طفولتك و أنا كنت شاهد على أعظم حب و أرقّه بعيني !
ما قدر يكتم إبتسامته من بعد حكي جدّه و وصفه لـ هيام تليد لـ وجده، و هبّت عليه هبوب الذكريات و المواقف إللي تجمعه مع وجد بطفولته، يا كثر شوقه لـ هالإيام مع أن طبعه ، تناقض مشاعره ، غيرته ، تملّكه و تصرفاته مع وجد للأن على حالها و لا تغيّر شيء ! ، حب التملك هذا بلاه و علّته !
يتنهد من أعماقه لأنها خطرت بباله بـ هاللحظة، يتذكّر كل موقف حصل بينها و بينه من بداية زيارتها له بالسجن وصولًا إلى غيرته عليها من المحامي إللي كان قريب منها بشكل أنزعج منه، يتذكر وقت صادفها بالليل - بالديرة - وقت خطت على الرمال جملتها - كل التفاصيل على البال - ، خجلها وقت صرّح بـ حكيه و لاحظ العقد إللي اهداها إياه محاوط عنقها - أحلى من العقد لبّاسه - ، وقت ركبت ونيس و كانت بتطيح منه لكن سرعته أنقذتها و كان قريب منها بشكل مو عادي تمامًا، وقت همست بإذنه - كل إللي سترته عرّته أفعالك و نظرة عيونك - لأن وقتها لاحظت كلّ تصرفاته إللي ما تدل إلا على شيء واحد، ما تدل إلا على حبّه و هيامه فيها !

يا وجدي و شعاعًا يُضيئ عتمتيWhere stories live. Discover now