الفصل الأول

523 19 8
                                    

ليلة يوم الجمعة - الثالث عشر من مايو

الحادية عشرة ماء

عندما سقط الهاتف من يدها وهي تتحدث مع أخيها عبر تطبيق الفيديو تغيرت ملامح الأخير وتبدلت مشاعر الالفة والانس الجمود وقلق ومحاولة للتظاهر بالثبات عادت رنا للتربع فوق الفراش بعدما التقطت الهاتف من على الأرض أمنة الا يكون قد انكسر. لم ينكسر والمكالمة لا تزال جارية

تبتسم وتنظر لوجه اخيها على الشاشة قبل أن تقول: ما بك؟

أشار إليها بأصبعه على فمه ان تصمت تماما، قبل أن يكتب ها نصيا هناك رجل اسفل فراشت.

ارتكزت عينا ونا على العبارة، قبل أن ترفع رأسها ببطء تجاه شاشة هاتفها .. غريبة هي تلك الأحداث التي تغير من طعم الحياة بالكامل

تفاصيل صغيرة كرسالة من البنك تخبرك بإفلاسك أو مكالمة من الطبيب

أو بريد اليكتروني من مديرا يخبر ببدء مدة الاقالة. هذا تقول لك الحياة

ببساطة وهي تلملم متاعها وتستعد للرحيل : لقد تركتك تعبت بخططك

وتحيا في احلامك والان حان وقت الإفاقة، خد تلك الصفعة، وداغا.. الآن علي الرحيل، فجاة تجد نفسك حزينا وغاضبا لأن الاشياء لم تسر على الذي ابتغيته، جملة بسيطة، هناك رجل أسفل فراشك، قد غيرت من

النحو كل شيء، تبدلت مشاعر الاشتياق والأنس وهي تتحدث مع اخيها إلى

صدمة، هنا يودي الوقت دوره ببراعة فيبطئ من مسيرته تستوعب هي وتتحول الصدمة لفزع، يبدأ الأدرينالين في التدفق، وتدرك رنا في لحظتها

الواهنة تلك وهي وحيدة في فراشها أن هناك رجلاً يختبى اسفل الفراش يبتلع محمود ريقه وهو في غرفته بالفندق ويفكر، هناك رجل اسفل فراسك تلك هي أفضل عبارة استطاع أن يأتي بها، لم يكن ليستطع أن

يصف لها ملامح الرجل الذي رأه أسفل الفراش كيف يخبرها بحقيقة ما رأه ؟ آه... رنا .. هناك رجل يختبئ أسفل فراشك والدماء تغطي ملامحهبالكامل... كلا... عليه أن يحاول المحافظة على رباطة جأشها، وفي الآن ذاته عليه الاتصال بالشرطة وبزوجها بين أن ينقطع اتصاله بها، عقله يفكر ويعمل كالمحموم، هذا لا بأس به، هناك دوما حل لكل معضلة، سيخرج ويذهب لردهة الفندق ويطلب من موظف الاستقبال الاتصال بالشرطة بينما هو يتحدث معها، من يستقل المصعد لأن الشبكة تفصل هناك لأسباب غامضة، سوف يأخذ السلالم، تبه أن يسرع، ولا بد أن تبقيها هادئة وهو يفعل هذا، بأي حال من الاحوال لا يجب على الرجل اسفل الفراش إدراك حقيقة أن وجوده قد تم كشفه، ترتجف يدرنا قابضة على الهاتف، تلك هي مرتها الأولى في البقاء وحيدة في بيتها بعد زواجها، واخوها في مهمة القضاء العمل بالإسكندرية. وها هي ذي الآن وحيدة وتشعر أن الزمن كله قد توقف. هذا الشعور القاسي بالعجز والوهن. تنظر بطرف عينها للساعة الحادية عشرة ليلا كامل لا يزال عند والدته، تتذكر اتفاقها معه في ليلة الزواج، الفرمان الذي وقعته هي وكامل كل لية في الواحدة صباحًا سيخبرها هامن انه يحبها. وفي تلك الرمزية وجدت هي الأمان، لو استطاعا الحفاظ على هذا الروتين العقود القادمة من حياتهم لتمكنا من إنجاح الزيجة، تك كانت طريقتها في مجابهة كل ما تسمع وتقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص جحيم الحياة الزوجية والطلاق وخلافه، ولكن لم يخبرها احد كيف تتصرف مع حقيقة ان هناك رجلاً اسفل الفراش، كما أن الواحده ليلا لم تات بعد وكامل ليس هنا، قلبها ينبض بقوة حتى يكاد يقتل نفسه ويمزق صدرها استعدادًا للقفز، وجهها مبلل، تبا هذا ليس وقت البكاء، محمود سيمتلك خطة. سوف تتبعها، هي لن تستطيع التفكير او التصرف في تلك اللحظة، هناك خدر ما يسري في جسدها وشعور ما بأنها ستفقد وعيها، عليها أن تقاوم هذا الشعور ايضا

ليلة ظهور القرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن