الفصل الثامن

36 5 0
                                    

يدير الرجل ذو البذلة مقود سيارته ويتلفت الشاب حوله باحثا عن الفتاة لكنه لا يجدها، ينظر للرجل ذو البذلة الذي لا يلتفت إليه ويدير المحرك

ومن على بعد تتجه الفتاة نحو سيارة الأوبر والسكين يلمع في يدها على

ضوء القمر.

***

تنظر ناردين في انعكاس مرآة السيارة والسائق يقود في توتر، وخلفهما تنبطح الفتاة قابضة على السكين في يدها، موجهة إياه لظهر المقعد الخاص بناردين بعد دقائق ستخترق السكين وتمزق ظهر ناردين هنا تضحك ناردين، تضحك فجأة بصوت عال وهيستيري، ينظر لها السائق في غباء، وتعقد الفتاة في الخلف حاجبيها محاولة فهم سبب الضحك، تهتف ناردين بصوت عال وهي تواصل القهقهة: أنا أعلم أنك بالخلف، وقبل أن

تقتلني عليك أن تعلم أني قد فهمت كل شيء.

يتمتم السائق الناردين هي ليس هو.

تلتفت ناردين إليه قبل أن تأخذ نفسًا عميقا وتلتفت وراءها، تقفز الفتاة

بسرعة صوب ناردين ملوحة بالسكين، فتقبض الأخيرة على يدها، يضغط السائق المكابح بقوة ليوقف الاثنتين، فيرتد جسدها للخلف وتصطدم بالزجاج الخلفي، تقفز ناردين بخفة لم تتوقعها وتدفع الفتاة بساقيها بكل قوة، لتندفع الفتاة بقوة مهشمة الزجاج بجسدها وتسقط خارج السيارة فور أن ترتطم الفتاة بالأرض تنطلق قدم السائق لتضغط على الدواسة وتندفع السيارة للأمام محدثة صريرًا صارخا تنظر ناردين وراءها وترى الفتاة وهي تعتدل واقفة بعض من الزجاج قد جرح وجهها، تظل الفتاة

ثابتة في مكانها تنظر إليه بينما تبتعد السيارة أكثر فأكثر.

تمد الفتاة يدها وراء ظهرها وتخرج شيئا ما لا تتبينه ناردين في بادئ الأمر، قبل أن تغمغم مبهوتة يا إلهي

تشد الفتاة القوس للخلف، وفي جزء من الثانية ينطلق السهم في نفس

اللحظة التي يزيد فيها السائق من سرعة السيارة ويهتف غير مصدق يا للجنو....لا يكمل كلمته عندما ينغرز السهم في مؤخرة جمجمته وينبثق من عينه يتصلب قبل أن يسقط للأمام على المقود، وتتمايل السيارة يمينا ويسارا بسرعة جنونية، تمد ناردين يدها مسرعة محاولة الحفاظ على اتجاه السيارة، ولكن جسد السائق يعيقها تشعر ناردين كأنها فار حبيس في مصيدة قط عابث تشعر بالوهن والعجز وهي داخل السيارة، تحاول أن تزيل قدم السائق وتضغط على المكابح بينما كلتا يديها على المقود السيارة تندفع بسرعتها الخارقة صوب شجرة ماثلة أمامهما، تدير ناردين المقود بسرعة لتفادي الشجرة، وهنا تنقلب السيارة، يخفق قلب ناردين بقوة، وترتد للخلف بينما السيارة تميل جانبا قبل أن تحلق مبتعدة عن الأرض لثواني، وفي تلك الثواني أغمضت ناردين عينيها، سوف تموت أو تخرج بإعاقة أبدية، لن تخرج سليمة أبدا، وفي تلك اللحظة يمر شريط حياتها كاملا أمام عينيها، رحيل والدها، موت أخيها ابتسامة والدتها، حفل الخطوبة مع مدحت ليالي الأرق بعد انفصالهما، أول رواية نشرت لها، ثاني رواية نشرت لها حفل التوقيع لحظة لقائها الأولى بصلاح ترتطم السيارة بالأرض ومعها رأس ناردين، وتظلم الدنيا من حول الفتاة.

ليلة ظهور القرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن