الفصل العاشر

75 4 0
                                    

يقف هشام أمام البناية وينظر في ساعته الثانية والنصف صباحًا، ينظر للبنايات المستريحة من خلفه الشوارع شبه الخالية، إنه الليل، ولطالما افتتن هشام بالليل من بعيد تتراءى له أضواء سيارة تقترب لا بد أن تلك هي ناردين ومعها صلاح، لقد اتصلت به لتخبره أنها قادمة الآن وأنها بصدد اقتحام الشقة ،۲۰۷، أخبرته أن دليل براءة رنا هناك، وحكت له ما حدث في فيلا نجوى، جعلته يقسم ألا يلجأ للشرطة الآن، كان يشاهد التلفاز عندما اتصلت به الأخبار كلها تتحدث عن الجريمة المروعة في فيلا نجوى الشربيني، والجثث التي تم اكتشافها على الطريق الخاص المؤدي للفيلا النائية عن المدينة، وذهب بعض الإعلاميين المشاهير لتغطية الحدث بأنفسهم، وربط بعضهم بين مقتل نجوى ومقتل ابنها منذ أعوام، وتم طرح بعض التساؤلات بخصوص رنا، وهل كون استمرار القتل مؤشرا على براءتها أم لا، ولكن القضاء قد أدانها بالفعل، ولذا لم يتطرق الإعلاميون لتلك التفصيلة باستفاضة، يتنهد هشام يترجل صلاح وناردين من السيارة وينقدان السائق الأجرة قبل أن يسيرا تجاهه، ينظر هو لصلاح، تشير ناردين إليه قبل أن تقول: لا داعي للكلفة، نحن بصدد اقتحام شقة في منتصف الليل بعد كل شيء، صلاح.. هذا هو هشام.يوميء الاثنان لبعضهما، تقول ناردين: نحن بحاجة إليك كي تدخل معك البناية دون إثارة شبهات معنا الأدوات الملائمة، سيعالج صلاح قفل الباب

وندخل الشقة، لا حاجة بك لدخولها معنا لو لم ترد هذا.

يبتلع هشام ريقه قبل أن يقول بارتباك س... سوف آتي معكما. تومئ له ناردين برأسها، ويدلف الثلاثة للبناية، ومن بعيد تنظر إليهم بومة

مستندة على إحدى الأشجار في صمت.

***

في المصعد يتفحص صلاح هشام باهتمام ويلاحظ هشام نظراته فيحمر وجهه خجلا ويتلعثم بشيء ما لم يتبينه صلاح، ينظر الأخير لناردين نظرة

من طراز هو حقا انطوائي بشدة.

فتعطيه نظرة من طراز ومولع بجارته لا تنس.

يصل المصعد للطابق السابع، يخرج الثلاثة آملين ألا يخرج لهم أحد

الجيران المتشككين، لقد حالفهم الحظ أن حارس العقار كان يغط في

النوم، يقودهم هشام للشقة وهو يقول : لماذا لا نتصل بالشرطة؟

- ببساطة لن يصدق أحد ادعاء اتنا دون دليل.

وتضيف ناردين في تردد كما أننا نحن أيضًا بحاجة لدليل للتأكد من صحة نظريتنا.

يهز هشام رأسه في غير اقتناع، ويقترب صلاح من الباب وهو يخرج

مفتاحًا حديديا ضخمًا، ويقول لهما وهو يعالج قفل الباب: راقبا الطريق، لا

أعلم ما الفائدة في الحقيقة من مراقبة الطريق، سينكشف أمرنا في ثانية

ليلة ظهور القرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن