ليلة يوم الجمعة - الثالث عشر من مايو
يعود هشام لشقته بعد رؤية جارته وهي تستغيث في رعب يداه ترتجفان من الانفعال والمشاعر المختلطة بداخله، يبتلع ريقه ويجلس على
مقعده، يتجاهل انعكاسه في المرآة، ينظر للهاتف.
***
تفتح الكاتبة ناردين الصباغ عينيها ببطء وهي مستلقية في فراشها يوم آخر لا تعلم لم عليها الاستيقاظ فيه وتقضيته، تتثاءب وتتنهد في كسل، شعور اللاطاقة هذا بعد الاستيقاظ، هي حقا تفضل البقاء في
الفراش، أن أوان اللحظة التي تكرهها بشدة سوف تنظر في ساعتها لتفقد الوقت هذا المخادع اللعين الذي سيخرج لسانه لها ويهتف أنها السادسة أو السابعة مساء، وأنها فشلت في تنظيم نومها، وعليها قضاء ليلة أخرى وحيدة تتناقش مع الأرق، تنظر في ساعتها السادسة والنصف مساءً، تنا... كل يوم تخلد ناردين للنوم وهي عازمة القرار، تنظر لنفسها في المرآة وتلوح بأصبعها قبل أن تقول : غدًا سوف أستيقظ مبكرًا ولسوف أعدل من
نظام نومي.
طبعا ينزوي أصبعها الملوّح في خجل وقت السادسة صباحًا وهي ساهرة تطالع رواية أو فيلما ما، ولكن الوقت ينساب بحق عندما تبدأ الفتاة في مطالعة شيء ما أو الاستماع للموسيقى ترحل بخيالها الجم للعوالم المتداخلة الخاصه بالفن فتنسى من هي فقط ليلدغها الواقع في لحظة استيقاظها تلك تغمغم ناردين وهي في الفراش تبا تبا تبا.
قبل أن تفكر: لماذا دوما ثلاث مرات؟ وتضيف: تبا.
تعتدل بعدها ببطء وتنظر في الساعة مرة أخرى رائع، لقد انقضت نصف ساعة وهي في حالة اللاشبات لا استيقاظ تلك تعتدل وتطأ قدماها الأرض وهي تتثاءب، تستحم وتعد لنفسها قدحًا من الكباتشينو، وتقف أمامأسطوانات الموسيقى في صالة شقتها حائرة تغمغم لنفسها وهي تخاطب أسماء الموسيقيين على الأسطوانات: مممم.. كلا.. لا أشعر بك يا جيري اليوم، ولا أنت يا مكريري ربما غدًا.. آه... زيمر وموريكون مرحبا بكم يا أولاد، لكني لست لك في مزاج ملائم، أريد شيئا.. مرعبا .. آه.. ماركو
بلترامي بالطبع.
تمتد يدها وتلتقط أسطوانة كتب عليها «الصرخة»، وبعد دقائق تنبعث
موسيقى تعتبر المادة الخام للفزع، تبتسم ناردين في استجمام وهي تستمع للموسيقى الحقيقة أن موسيقى الرعب تعمل في عقل وقلب ناردین ما تفعله أغاني عبد الحليم وأم كلثوم للباقي جوارها على أحد الأرفف نرى بعضا من رواياتها التي تم نشرها والتي حققت نجاحات باهرة جعلت اسمها يزدهر ككاتبة قصص رعب منذ أعوام: «ليلة في العالم الآخر»، «الذئاب كابوس بلا نهاية أنياب ومخالب»، «إنهم يأتون ليلاً»، «عودة الشيء».
تنتهي ناردين من قدح الكابتشينو وتدخل غرفة المكتب، تنظر للكتب المتراصة أمامها وهي تفكر ماذا أقرأ اليوم؟ ماذا أقرأ اليوم؟ أريد شيئا قديما تدور أحداثه في قرية ما في الريف الإنجليزي، أنا في مزاج مستعد
أنت تقرأ
ليلة ظهور القرين
Horrorفي ليلةٍ مظلمة يتلقى قسم الشرطة اتصالًا للتحقيق في إحدى الجرائم. تدعى المتهمة أن قرين زوجها ظهر في شقتهم عدة مرات وربما يكون القرين هو الفاعل. يتم التعامل مع ادعاءاتها بدرجة من عدم الجدية والسخرية، غير أن السيدة تصر على ظهور القرين مرات ومرات. مع تت...