الفصل الثامن ( مرارة الخذلان)

2 1 0
                                    


كان وجدي وسعاد في رعب كبير لم يفهما شيء ، اخذا يدفعا الباب بشدة ، استطاع اخيرا وجدي ان يكسر باب الغرفة ، القت سعاد بنفسها على ابنتها ، احتضنتها ، ودون ان تتكلم بأي كلمة بكت معها ..

وقف وجدي مذهولاً لا يدري كيف يتصرف ؟ ماذا يفعل ؟ ..
يتسائل ما الذي حدث؟ .. لقد وفرت لها كل شيء ، اعطيتها كل شيء ، اذا لماذا ؟

بعد ان هدأت ابتهال قليلا ، طلب وجدي من سعاد ان تتركهم معاً ، اقفل وجدي الباب وجلس امام ابنته وهو يحاول ان يطمئن على ملامحها الجميلة لم تذبل ، نظر في عيناها الممزوجتان بالدموع واحتضنها وبكى هو الاخر ..
اراد ان يسألها عما حدث ، لكن لم يعرف ماذا يقول ، وكيف يبدأ ، لكنه تمكن من ذلك اخيرا ..

لم تعتاد ابتهال ان تخفي شيئا عن والدها منذ ان كانت صغيرة ، اخبرته بكل شيء احس بما تعانيه ، حاول ان يهدئها لم يوبخها لأنه يعلم تمام ان ذلك سوف يؤذيها اكثر ، نظر اليها بحنان الابوة وقال :
( اعلمي يا حبيبتي ان الحياة فيها الاشياء النقية والشائبة ، فأنا ان تبعث لك قلبا نقيا طاهرا ، يخلصك من كل ما يعتريك من هموم ، ويروم في ادراكه الى ما يجول في خاطرك ، فيكون خير معين لك في تلك الحياة ...

او ان تبعث لك قلبا شائبا ، فتتحول حياتك الى غيمة سوداء في ليلة ظلماء وتغزو قلبك الالام ويعصر الهموم من بقاع الارض ويقذف بها داخل روحك النقية ، فتصبح حياتك بائسة مظلمة تتلهفين بها الى بصيص من النور) ..

لم يترك وجدي ابنته في تلك الليلة وناما معا ، يحوطها بذراعه وكأنه يحاول ان يحميها من العالم كله ...





لم تكن الا سرابا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن