اليوم الاول لأبتهال في كلية الصيدلة رائعاً جدا ، خاصة بعد ما تعرفت على جمانة التي هي ايضا من محافظة اخرى ولم يتقبل والدها هو الاخر ذلك ، الا ان حكم عمله والتزاماته جعلته يتقبل الامر .
فكانت ابتهال ترى نفسها في جمانة وتقضي الاثنان اوقاتهم معاً ، فأصبحتا صديقتان مقربتان تشتاق كل منهما للأخرى عندما يتفارقا في العطلة ، ولم يفرقهما شيئاً اخر الا ذلك اليوم الذي صدم ابتهال وحطم قلبها ، عندما شاهدت جمانة في احضان احمد يتبادلا القبل وسعادتهما لا توصف..
كان احمد من عائلة ملتزمة مثقفة فقد كان والده دكتور اسنان ووالدته محامية متقنة لعملها ، اضافة الى انها كانت ام مثالية توازن بين عملها ومنزلها ، اما حنين اخت احمد فقد كانت تدرس في مرحلة الاعدادية ، عانت سابقاً من مرض التوحد مما اضطر ان يأخذها والدها ويسافرا الى اسطنبول .
وفعلا كان ذلك له اثراً كبيرا في تحسن حالتها ، كما للدكتور حسن ايضا هو الاخر الفضل في تحسنها ، فقد كان مواظباً دائما في تتبع حالتها ووصف العلاج الملائم لها الى ان اخذت بالاندماج وتقبل العالم الخارجي ، واصبح لديها صديقات وتفوقت في دراستها .
عكس احمد الذي لم يكن يحب الدراسة ابداً ، وكان دائماً ما يعاتب والده على تركهم العيش في السويد وارجاعهم الى العراق ، كانت عائلة احمد من ضمن الذين هاجروا وحصلوا على اقامة في دولة السويد ، الا ان حنينهم الى بلدهم وتراجع مستوى احمد وحنين في الدراسة بسبب صعوبة المناهج ، وانخراطهم مع اصحاب السوء الذين يتناولون المخدرات ويعملون الزنا جعلهم يتخذون قرارهم بالعودة حفاظاً على اولادهم وسمعتهم .
حنين تأقلمت الان واصبحت تحب العيش في العراق ، اما احمد فبعد ضغط والده وتهيأت كل الظروف الملائمة له ، مع افضل الاساتذة ، وتفرغه هو أيضا لدراسته استطاع ان يجعله يتفوق على اقرانه وقُبل هو الاخر في كلية الصيدلة/ محافظة الانبار .
كان احمد كعادته ساذجاً ، لا يستأذن عندما يشاهد الدكتور وهو يلقي محاضرته ، فيدخل مباشرة ، وكم مرة نهره الدكتور وطرده لكن طبعه لم يتغير ، كان شاباً قوياً مفتول العضلات دائماً ما يهتم بنفسه فيلبس افخر الثياب ، ويتعطر بأفضل العطورات ، كان يسحر معظم البنات ، لكن ذلك لم يحرك مشاعره بأتجاه اي واحدة ، حتى جمانة كم حاولت التقرب منه ، لكن ابقت مشاعرها اتجاهه مكتومة ، وقلبها وعقلها لا يفكر الا بأحمد .
جاء ذلك اليوم الذي تحركت به مشاعر احمد وكأنه عاد الى وعيه اخيرا ، الان هو بدأ يشعر بأن قلبه ينبض عندما القت ابتهال مقالاً عن فوائد فيتامين D ، ثم تكلمت عن الانزيمات
الدهنية ، لكن ذلك لم يكن يهم احمد فقد كان تائهاً في جمال وجهها، ابتسامتها وعيناها العسليتان ، نبض قلبه بسرعة ، شعر انه اليوم فقط رآها بهذه الصورة ، لم تفارقه ابدا حتى في منامه.
بدأ احمد يحاول التقرب بأي وسيلة من ابتهال والتكلم معها ، حتى ان شغفه للدراسة قد زاد عندما علم بحب ابتهال بالتكلم بمواضيع المقالات التي تخص الادوية ، والفيتامينات ، والانزيمات وغيرها ، فبدأ يحاول كتابة المقالات ويتكلم معها بحجة مساعدته في الكتابة ، فأصبحوا يجلسون كل يوم ، يتكلمون ويهدون الكتب والمقالات الى بعضهم ، مما كان ذلك يثير حقد جمانة على ابتهال وتضمر لها الكراهية .
حتى ان ابتهال انتبهت مؤخراً على تصرفات جمانة ، دون ان تعرف سبب ذلك ، لكنها علمت بذلك مؤخراً.
اصبح احمد وابتهال يطيلون الجلوس والكلام وبدت العلاقة اقوه ، واستسلمت ابتهال الى سحر احمد وجاذبيته خاصة بعدما بدأ يكتب المقالات بنفسه ، ويتفوق في دراسته ، الى ان جاء ذلك اليوم الذي صارح فيه احمد ابتهال بأنه يحبها ، وافصح عن مشاعره اتجاهها ، لم يكن الوقت مناسبا ، ولم تكن ابتهال مستعدة لتسمع ذلك من احمد الان في هذا الوقت تحديداً ، هي كانت تعلم بحبه لها وايضا تبادله تلك النظرات ، لكن جرأته المفاجأة كانت صادمة لها ، فأرتبكت وسقطت مقالاتها التي كانت تحملها معها اينما تذهب وتبعثرت الاوراق على الارض ، فركضت سريعاً ، ركضت دون ان تلملم اوراقها ، تركتها مبعثرة وركضت نحو غرفتها في الاقسام الداخلية ، فوجدت جمانة هناك تضع مساحيق التجميل على وجهها ففزعت عندما رأت ابتهال وهي تدفع الباب بقوة وتدخل مسرعة .
جمانة : خير شبيج شنو صاير.
ابتهال : ماكو شي ، بس حسيت بدوار دخت وركضت بسرعة للغرفة .
جمانة : احس ضامة عليه شي ، اعرفج كلش زين .. احجي حبابة لا توتريني .
ابتهال : هذا الما يستحي احمد ..
جمانة : شبي شنو سوالج احجي .
ابتهال : بالممر مال القسم وبوسط الطلاب يگلي احبج ...كلش ضوجني وتوترت ما اعرف شنو اسوي بساعتها .
صمتت جمانة ولم تتكلم بشيء ابدا وجلست تكمل وضع مساحيق التجميل على وجهها بكل برود.
ابتهال : جمانة شبيج ليش سكتي ساعديني شسوي هسه.
جمانه : انتي تحبيه؟
ابتهال : ما اعرف ؟ حايرة
جمانة : فكري زين وشوفي عقلج شنو يقرر ، لا تتخذين قرار الا بعد ما تتأكدين مية بالمية هو الصح وما راح تندمين عليه بقية عمرج .
القت ابتهال بجسدها على الفراش وراحت تفكر تارة بكلام احمد ونظراته لها وتكلم نفسها : ( هو صدك يحبني؟ ..زين اني هم احس بديت احبه يعني قلبي قرر بس بقه عقلي لازم اخذ بكلام جمانة وافكر زين قبل ما اقرر اي شي).
أنت تقرأ
لم تكن الا سرابا
Storie breviرواية مزيج من الواقعية والخيال ، من الحب والحرب والخذلان والفقدان والانكسار لتنتج هذه القصة اتمنى لكم قراءة ممتعة ♥️