لا يمكن قراءة هذه الرواية من دون قراءة غراب اولًا،
وهذه الرواية هي نوفيلا من غراب؛ بمعنى انها ليست مفصلة الأحداث مثل الرواية أنما بعض الاحداث موجودة أساسًا في غراب وتعرفونها من رواية غراب ولن يتم شرحها بالتفصيل هنا. 🌑🦇
-
كمشت اجنحتي السوداء خلف ظهري. أشعر بالبرد يقرص عظامي.
«سايجر، لا أستطيع أن افعل هذا.» قلت اصك من بين اسناني، اقبض أصابعي التي تجمدت في جيوب سترتي وأنفي برأسي على ما اقترحته سايجر للتو؛ مهما كانت متهورة وطائشة، تبقى هناك حدود وبكل تأكيد لن تجرني معها لتجاوزها. رمشت أنظر للشارع الذي تمر عبره السيارات مستعجلة، اهز قدمي على الأرض بعدم صبر، أكاد أتصل عمي أو سائقي ليقلني الى البيت.
«تورما، اسمعيني وحسب.. انا اتحدث معهم منذ شهور ولقد راقبت حساباتهم وحسابات امهاتهم وابائهم وكل العائلة ومن يقرب أليها، نحن سنكون بأمان تمامًا، لقد تأكدت من أنهم طبيعين، لقد سألت محامي عائلتنا حتى يستفسر عن سجلاتهم المدنية حتى وهي نظيفة كليًا.» قطبت حاجبي نحوها...فعلت ماذا؟ نفيت برأسي مرة اخرى واشحت بنظري عنها للطريق، ازفر الهواء وانظر للشارع المملوء بالضباب، ثم للاعلى حيث السماء المتكدسة بالغيوم الرمادية.
«سوف تمطر وسوف نتبلل بسببكِ.» قلت ارجع للوراء تحت سقف محطة انتظار الحافلات الشفاف.
كان بأمكاني الرجوع مع سائقي الخاص، او سائق سايجر، لكن سايجر وهواجيسها الغريبة كل شهر أزدادت غرابة الشهر الاخير؛ حيث أقترحت ان نذهب للثانوية سيرًا ونعود للمنزل بالحافلات العامة، حتى نغير من الروتين خاصتنا وحتى نجرب بعض الاشياء المختلفة.
هززت رأسي على حماقة الفكرة، وعلى موافقتي عليها، الا ان سايجر امتلكت طرق جيدة في الاقناع.
نظرت الى صديقتي المفضلة منذ الطفولة، شعرها الأشقر كان يتحرك مع تحريكها يديها وهي تتحدث لتشرح بذمة وضمير حجتها ولماذا يجب ان نذهب الى منطقة أخرى تبعد ساعات عن منزلنا لرؤية ثلاثة فتيان شماليين تعرفت عليهم من الانترنت.
«هل فقدتِ عقلكِ سايجر؟ اعرف انه معطوب معظم الأوقات لكن هذا..هذا فقط شيء يفوق كون العقل معطوب.» قلت بصراحة انظر لها بأنزعاج شديد من لحيحها المستمر.
«لكن لماذا تورما! نحن مراهقتان، م ر ا ه ق ت ا ن. ان لم نستمتع الان بحياتنا متى سوف نستمتع؟ متى سنغامر؟ هذه سنوات—»
قاطعتها بحدة. «بالضبط. نستمتع. وليس نموت. هل نسيتِ ان هناك حرب اهلية توشك على الحدوث في المملكة؟ أم هل نسيتِ ان هناك جنوبيين متمردين يقومون بثورات عنيفة فجأة في كل المملكة؟ ماذا لو ذهبنا الى هناك وحدثت ثورة؟ ماذا لو ذهبنا الى شارع لندن وسيلفر وهدموه فوق رؤوسنا؟ نحن فقط م ر ا ه ق ت ا ن ولن نتمكن من النجاة ولو بشق الأنفس سايجر. سنكون بعداد الموتى.»
أنت تقرأ
الجنوبي | Southern
Fantasyجنوبيين مملكة الغربان يمتلكون ميزة غريبة، وهي أنهم يتحولون الى قنبلة موقوتة عندما يرون أحد أفراد عائلة ستيلارد، عدوهم الاول والاخير منذ البداية وحتى النهاية، وتورما ستيلارد تعرف ذلك جيدًا..وشهدت الأمر بأم عينها. هذا هو تعريف الجنوبيين بالنسبة لتورم...
