▫️
بسم اللـه الـرحمن الـرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين ، وارحمنا بمحمد وآل محمد ، وأهدي قلوبنا بمحمد وآل محمد ، وعرف بيننا وبين محمد وآل محمد ، واجمع بيننا وبين محمد وآل محمد ، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة طرفة عين أبداً .
اللهم .. معهم .. معهم .. لا مع أعدائهم .
السلام عليكم أيها الأحبة : أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله تعالى وبركاته .
المدخل: عنوان الكلمة في هذه المناسبة وهي خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكة المكرمة في اليوم الثامن من ذي الحجة ، وهو يوم التروية الذي يستعد فيه الحجاج للخروج إلى منى لأداء مناسك الحج ، عنوان الكلمة كما هو مقترح وأعلن عنه هو : " طريق الجهاد " أي " طريق الجهاد كما هو في حياة الإمام الحسين عليه السلام وسيرته " ومن المستحسن لنا في البداية ، أن نأخذ فكرة مختصرة عن معنى الجهاد .
معنى الجهاد: الجهاد مأخوذ من الجهد وهو الطاقة والمشقة ، فيقال : جاهد يجاهد جهاداً ومجاهدة : إذا استفرغ وسعه وبذل طاقته وتحمل المشاق في مقاتلة العدو ومدافعته ، سواء كان العدو من المشركين أو الباغين أو الجبابرة من الحكام المستبدين الذين قفزوا بوقاحة إلى سدة الحكم عن طريق الانقلاب أو الميراث بدون إرادة الشعوب واختيارها ، وتركزت اهتماماتهم على جمع الثروات والحصول على الامتيازات بغير وجه حق ، وحرمان الشعوب من حقوقها العادلة ومكتسباتها المشروعة ، وإغراقها في الذل والهوان والكبت والتخلف ، وتكريس طاقات الدولة وإمكانياتها من أجل قمع الشعوب لحماية كرسي الحكم من السقوط ، ( فإن جهاد هؤلاء " الحكام الجبابرة المستبدين " فرض على جميع الأمة ، على أن يكون بقيادة الإمام الجامع للشرائط أو من ينوب عنه ) ( الجهاد تربية إسلامية . محمد بحر العلوم . ص 19 ) ، ويطلق الجهاد في الأكثر على المدافعة بالقتال ، لكن التوسع في معنى العدو ممكن حتى يشمل كل ما يتوقع منه الشر ، كالشيطان الذي يضل الإنسان ، والنفس الأمارة بالسوء .. وغير ذلك ، وقد سمى الرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مخالفة النفس بالجهاد الأكبر ، ومن الممكن التوسع في معنى الجهاد حتى يشمل كل عملية إصلاح في أي جهاز أو مؤسسة فاسدة ، وكل فعالية خلاقة في بناء إنسان صالح ومجتمع صالح يقوم على الحق والعدل ، ويضمن حقوق الإنسان ، ويصون مصالح الشعوب ومكتسباتها المشروعة ، من الضياع ويدافع عنها ، وبالتالي فإن الجهاد لا ينحصر في لون واحد وشكل معين وهو القتال أو غيره ، وإنما يتعدد ويتشكل حسب الحاجة إلى الجهد البناء والعمل الهادف لإصلاح الفرد والمجتمع وبمختلف الوسائل والأساليب المشروعة ، مثل : المسيرات والتظاهرات والاعتصامات والتجمعات الجماهيرية والإضراب عن العمل والبيانات والعرائض والمنشورات والحوارات والمفاوضات الداخلية والخارجية والخطب والتأليف والعصيان المدني والقتال في وقته ومكانه ، وكل وسائل الاحتجاج والتوضيح والمقاومة المشروعة .