إذا تأملنا حركة الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى كربلاء، وحلّلنا ما فيها من توجيهات وخطابات ومواقف، يتضح لنا أنَّ نهضته عليه السلام في عاشوراء كانت مبنيّة على تعاليم القرآن الأساسية المتينة، وأنّ معرفة هذه المباني تجعل من هذه النهضة قدوة لكلِّ محبيّ القرآن ومتّبعيه؛ ذلك لأنَّ هذه النهضة تُبيّن الوظيفة القرآنية لكلِّ المسلمين على مدى التاريخ، أي: إنّه كلّما واجه المسلمون ظروفاً مشابهة لظروف زمان الإمام الحسين عليه السلام، تعيّن عليهم ـ بناءً على تلك المباني القرآنية ـ أن يسلكوا سبيل الإمام الحسين عليه السلام في حركته الإصلاحية الشاملة.
و بعبارة أُخرى: من خلال استنباط المباني القرآنية لنهضة عاشوراء تتحول حركة الإمام الحسين عليه السلام إلى حركة قرآنية، وتصبح قدوةً لكلِّ المسلمين.
المقصود من المباني القرآنية
إن المراد من المباني القرآنية هي النظريات المسلّمة المستنبطة من تعاليم القرآن الكريم، والتي شكّلت أرضية قيام الإمام الحسين عليه السلام. وبعبارة أُخرى: هي المستندات القرآنية العامة. والتي منها المستندات والنظريات المستنبطة لنهضة عاشوراء.
هذه المباني تشمل أوامر الله تعالى والتي وجهها بشكل مباشر إلى كلّ المسلمين، على الصعيد الاجتماعي والتربوي والسياسي والثقافي والجهادي؛ كما تشمل أيضاً التعاليم القرآنية غير المباشرة، والتي يمكن استخراجها من كلمات وسيرة الإمام الحسين عليه السلام، بالاستعانة بقاعدة الجري والتطبيق، وقاعدة بطون القرآن.