▫️ وعلى رأس أصحاب الفطرة السليمة : الأنبياء والأوصياء والصالحين من الناس ، وقد عرفنا ما قام به سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء الإباء والكرامة ، حيث قدم نفسه وأهل بيته وأنصاره فداء للدين وإحقاق الحق وإبطال الباطل ونصرة المستضعفين واستنقاذ حقوقهم العادلة ومكتسباتهم المشروعة .
قال الإمام الحسين عليه السلام : " ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين : بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، وأنوف حمية ، ونفوس أبية ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر " ( مقتل الحسين عليه السلام . المقرم . ص 82 ) .
ومن جهة ثانية : فإن النفس الإنسانية لديها قابلية الصعود في سلم التكامل الإنساني ، ولديها قابلية الهبوط منها إلى درك البهيمية ، ومما تتحصل به المراتب العليا في الكمال الإنساني : الإيمان والإخلاص ، ولا يظهر صفاء الإيمان وكمال الإخلاص إلا من خلال التجربة والعمل ، الذي يتميز من خلالهما المؤمن الطيب الصادق ، من المنافق الخبيث الكاذب ، وفي مقدمة العمل : الجهاد في سبيل الله ، فمن خلال تجربة الجهاد والتضحية ينكشف الصدق من الكذب ، وينكشف بقاء روابط المحبة مع أعداء الله والإنسانية أم انقطاعها ، وهكذا تظهر حقيقة معدن الإنسان وصفاء إيمانه ، فكلما قوي الإيمان كلما أضحت محبة الدين والوطن والخير والعدل والصلاح والتعلق بها والتضحية من أجلها بالنفس والنفيس أشد وأقوى ، ومع الإيمان والصدق والإخلاص يصعد الإنسان في سلم الكمال ومراتب القرب والزلفى من الله ألعلي الأعلى ذي الجلال والإكرام سبحانه وتعالى عما يصف الظالمون علواً كبيراً .