النقطة الرابعة – أهداف الحركة : لقد أوضح الإمام الحسين عليه السلام الأهداف في حركته الجهادية المباركة ، ويمكن تلخيصها في هدفين رئيسيين .. وهما :
الهدف الأول – تصحيح انحراف الأمة عن الدين : سواء التصحيح العلمي لعقائد المسلمين وما لديهم من الفقه والمفاهيم والأفكار ، أو تصحيح السلوك المنحرف عن الدين وأحكامه .
قال عليه السلام في خطبة له في أصحابه في اليوم الذي نزل فيه في كربلاء ، وهو اليوم الثاني من محرم .. قال : " أما بعد : فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون ، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى ، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به ، وإلى البطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا برما " ( مقتل الحسين عليه السلام . المقرم . ص 230 ) .
وعلى صعيد التصحيح العلمي ، نجد تركيز الإمام الحسين عليه السلام على مرجعيته الدينية والسياسية للمسلمين ، وعدم أهلية يزيد لشيء من ذلك ، لأن المرجعية هي الأساس في التصحيح العلمي ، فمنها يؤخذ الدين ، وهي الجهة المسئولة عن وضع الأحكام وبيانها للناس .