الفصل الثاني
مفهوم خاطىء عند النساء أنه من يعطيها قلبه، تعطيه قلبها، وحياتها، وتدفن أحلامها في سبيله، وتظن أنها لم تعطيه حقه بعد كل هذا! العجيب في الأمر أن هناك بعض الرجال يتمادوا في المطالب حتى تبلغ السماء، وإذا رفضت تكون قد هدمت منزلها وحياتها، ولا تريد العيش
لقد اخطائنا في قول رجال، وبعدما تعرف غزل على هذا هادي الذي دخل المنزل من بابه، وربما هذه الحسنة الوحيدة التي فعلها في حياته
كثير عليها
أجل لقد رأى البعض أن هادي كثير على غزل، لمجرد أن وضعه المادي فوق المتوسط وهي تحت المتوسط، تحدثت ابنة خالتها قائلة : قوليلي وقعتيه إزاي يا بت وأنتِ حتة ممرضة لا راحت ولا جاتردت غزل ساخرة : حتة عمل عن واحد ابن حرام جابه زاحف
ردت الآخرى وهي تعود للخلف : يا ساتر يا رب!
وقفت غزل التي تحدثت بصوت مرتفع، وانفعال واضح : جرا ايه يا بت أنتِ! ما تتلمي وبعدين هو يطول يتجوز واحدة حلوة ذيي
سخرت بنظرتها وهي تقول : فين الحلاوة دي يا بت
طرقت غزل بيديها قائلة : أيوه الغل اشتغل اهو
أشياء كثيرة، وإشارات أخبرتها أن تتوقف، إلا إنها رأت فيه العوض بعد سنوات من الشقاء عقب وفاة والدها، وافقت وقررت في مقابل اختياره لها أن تعطيه الكثير
تحدث خالها بانزعاج : اشمعنا ده يعني؟ كان في بينكم حاجة؟
ردت غزل بغيظ : ما تصلى على النبي يا خالي كده! مش كلنا تربية مراتك
نظر باتجاه والدتها بغضب، فاردفت بتوتر : غزل بتضحك يا محسن، وبعدين مالو الشاب! ما كويس اهو
رد خالها بانفعال واضح : مش توبنا، دا واحد مبسوط واحنا عالم على قد حالنا، لو موتها محدش هيقوله تلت التلاتة كام، بلاش منه!
نظرت غزل باتجاه والدتها التي قالت : غزل تستاهل الأحسن يا محسن، ودا نصيبها
اتجهت غزل لغرفتها، أتت بنت خالها حينها وقالت : عماله بتبجحي في الكل ليه يا بت أنت!
ردت بلهفة : تعالى يا حنة
ضمتها ثم جلست الفتاة أمامها واردفت : في ايه بقى؟
ردت بعبوس : بنت عمتك بتقولي وقعتيه إزاي! وابوكي بيقولي بينكم حاجة! هو انا حرام يجي ليا واحد متريش! دا انا غلبانة
مررت حنين يدها على يد غزل قائلة : مش القصد كده! بس يعني مستغربين اصل احنا مين يبص لحالنا، بس لو مبسوطة اتوكلي على الله
ردت غزل وهي تضمها : ونعم بالله، أنتِ اللي ليا يا حنة
كان لديه أختين وصديقين، واحدة متزوجة من أحد اصدقائه وهذه هي الأفعى الكُبرى من وجهة نظرها، والآخرى همسة وكانت تشبه الهمسة في رقتها، تزوجت غزل هادي في فترة بسيطة
أنت تقرأ
مسكنه الروح " مكتملة "
Ficción Generalإن لم تشعر بألم الحب من طرف واحد؛ فأعلم انك لم تتألم بعد داغر صاحب الدين والخُلق الذي اقتحمت حياته عن طريق الصدفة فتاة لا تعرف أن تكون شيء سوا سليطة اللسان، باكية ظابط في الجيش المصري، وفي أحد الإجازات تسللت إلى حياته عن طريق الصدفة، وأصبح لا يري...