الفصل الثالث
وقفت غزل أمام المستشفى تنتظر أي وسيلة مواصلات تنقلها، رفع يدها اليسرى أمام مستوى عيناها تتأمل الأثر الذي ما زال يتركه دبلة هادي رغم مرور السنوات، لقد سببت جرح لها ورغم شفاء الجرح إلا إنه ترك خط أبيض اللون
كادت تشير إلى تاكسي لكنها وجدت هادي ينزل من سيارته، وقعت عيناه عليها وهو يقول : حقا الحيوان اللي ضربته دا عايز يتجوزك؟
ردت غزل ببرود : وأنت مالك!
جذب ذراعها قائلاً بغل مكتوم : أنا اموته لو فكر بس يبص على حاجة تخصني سامعة؟ أنتِ بتاعتي أنا وبس
دفعت ذراعه سرعان ما نزلت بصفعة قوية على وجنته، وأشارت له : حسك عينك تحط ايدك عليا تاني سامع؟ أنت غريب عني ومش معنى إنك كنت واحد *** سايب دا ودا يحط أيده ويسلم، أفضل طول عمري قليلة الدين، واللي بتقول عنه حيوان ده قدر يزرع فيا اللي أنت فشلت واهلك فشلوا يزرعوه فيك
رد هادي وهو يشير لها : هتبقي سبب موته صدقيني، وهو اللي هيدفع التمن
رمقته ساخرة وهي تقول : لو راجل قرب من يا هادي، وقسمًا بالله ما حد هيدخل القبر غيرك حتى لو هاخد فيك إعدام، منا كنت قدامك كنت اعملي احترام، كنت خليك راجل معايا ومترمنيش بقميص نوم بره بيتك في عمارة رجالة طالعة ورجالة نازلة
ضحك ساخرًا وهو يقترب قائلاً : بالعقل والمنطق واحد شكله محترم، عنده عربية أنا عارف مين بالظبط اللي بيركبها، هيقبل بواحدة مطلقة ومش بتخلف ليه؟ غير إن كان فيها شرف؟ أو مثلاً عايز يتسلى وعملتي نفسك عفيفه عليه
مستحيل!
ربما الشخص حين يغضب يقول الكثير، لكن في وضع هادي هو يجن وليس يغضب، وقفت الكلمات في حلقها كالعلقم وشعرت برغبتها في الإنهيار بسببهلم تتحدث حينها بل ذهبت، كلماته رغم قسوتها بل وإنها قامت بجلدها إلا إنها فكرت قليلاً، ما الذي يجعل داغر يفعل هذا؟ لما هي..
كم تمنت في هذه اللحظة أن يظهر أمامه، وفجأة توقفت سيارة سريعًا قبل خبطها، نزل داغر منها واردف : غزل أنتِ كويسة؟
اهتز جسدها ببكاء وهي تقول : اشمعنا أنا!
استغفر ربه وهو يتجه لها قائلاً : يعني ينفع منك كده؟
ردت صارخة : ما ترد! اشمعنا أنا وسط بنات الأرض كلها، داغر أنا لا أصلح لأي شيء، أنت قرايبك عايشين في ڤيلا انا عايشه في بيت بقاله اكتر من ميت سنة، أنت لسه اعزب إنما أنا اتجوزت واتطلقت، أنت عارف ربنا انا بصلي فرض واسيب اربعة، أنت تعليم عالي وأنا مش قادرة حتى أوصله رغم إن اللي ذيي اتخرجوا من زمان، أنت هتلاقيك بتخلف إنما أنا مبخلفش، انا مفيش فيا حسنة واحدة سامع؟
أنت تقرأ
مسكنه الروح " مكتملة "
Ficção Geralإن لم تشعر بألم الحب من طرف واحد؛ فأعلم انك لم تتألم بعد داغر صاحب الدين والخُلق الذي اقتحمت حياته عن طريق الصدفة فتاة لا تعرف أن تكون شيء سوا سليطة اللسان، باكية ظابط في الجيش المصري، وفي أحد الإجازات تسللت إلى حياته عن طريق الصدفة، وأصبح لا يري...