24_لِقَاء البَحرانِ

467 20 29
                                    

واحِدَةً تُصارِع بُركانِهَا والآخَر يُصارِع جلِيدَهُ
_________________________________________

تَطرِق بكَعبِها النبِيذِي على تِلك الأَرضِية الخشبِيَة..ظهرهَا المُستقِيم...فُستانَها الأحمَر القَصِير...شعرهَا النَارِي الذِي ينزِل على كتفِيهَا العارِيينِ...جميعهَا هذهِ الأُمور تَصرِخ بهويتِهَا

تتوَجه هِي ناحِيَة ذلكَ المَقعد فقط..لا غِيرهُ...رُغمَ هناك اعداداً من المَقاعِد الفَارِغة إلا إنهَا قد قَررتْ بأنها ستَجلِس هُناك...النَاسُ حولِيهَا يجلسونَ بمقاعِدَهُم..المئات منهم يجلسونَ فَقط يتحدثُون بصوتٍ خافِت...ينظرونَ ناحِية ذلك المَسرَح الخشبِي الذِي يُماثِل الأرضِيَة التِي تسير أقدامَهم فوقِهَا..وتلك الإناراتْ الشُبه خافِتة بالمكانِ..هذا المكَان الذِي يغمرَهُ الشموع التِي تأخُذ لوناً احمراً مع شراراتِ النَار الحَمراء كانت الأجْواء شيطانِية وكأنهم بداخِل قَعرَ الجحِيم يقومُونَ بأجرَاء الصِفقاتِ مَع أبلِيس..

لا يُدرِكونَ بإن أبلِيس بحضرتهُ يسِير بينَهم مندمجاً معهم كبشريٍ عاديٍ...

جَلست هِي بهدوءٍ..تُركِز عينِيها كالبَقِية على ذلكَ المَسرَح والذِي يخفِي خلفَ سِتارتَهُ اموراً يجهلهَا الجالسِينَ ينتَظرون بِفارغ الصَبرِ..قد تَكون هِي تنظِر كالجمِيع لذَات الوِجهة..لكن تفكِيرهَا كَانَ يُماثِل الجَالِس على يَمِينَها...ذو البَدلَة السُودَاء الدَاكِنَة...وهو يَنفَث الدُخانْ بهدوءَهُ الذِي لا يُماثِل أطلاقاً عقلهُ..عقلهُ الذِي يصرِخ بالضَجِيج..والذِي كَانَ يُعانِي منهُ...

تحدَثت بصوتِها الأُنثوِي والهادِئ وهي لا تزَال تُركز عينَاها الزرقَاوتِين أمامِها:

" أنكَ صَاخِب "

رُغم على اعتيَادهُ على ثبوتَ ملامحهُ..والذِي ابتدأ الأمر اجبارياً حتَى أصبحَ أعتيادياً..ورغمَ انهُ بأسوأ وأصعَب المَواقِف التِي لم يشهَدهَا أحداً سِواه وأستَطاع على البَقاء هادئاً..دونَ ملامِح...دونَ تهور..

إلا ان..بجانِبها تَسقِط القوانِينْ والعَادَاتْ

كلِمتهَا جعَلت من حاجبِيهِ ينعَقِدانْ جاعلةً من عينَاه تتحرَك تدريجِياً عليهَا..يرى أبتسامَتها التِي ظهرَتْ وكأنها حتى بدونَ النَظر إلِيهِ تستطِيع مَعرِفَة ما يُفكِر بهِ..لَفت وجهها بِبُطئٍ ناحِيتهُ...تَجعل زرقاوتِيهُمَا ضِد بعضٍ...

وكأن الهَواءِ قَد أنحرَق..والزَمنِ تبخَر وذَهب لمكانٍ آخَر..
وكأنَ مسامِعهُ فقدَت قُدرَة السَمعِ...أصبَح يَشعِر وكأن عروقَه تنبِض داخِلهُ لدرجَة الإنفِجَارِ...وقلبَهُ الذِي بضربَاتهِ القوِية التِي يستطِيع سماعِها بأذنهُ يُريدَ انتزِاعهُ حتى يهدأ ويُعيدَهُ حركةٍ بسيطَة كهذهِ..جعلَت الدِماء تتوقَف..وتَسِير عكسَ مَسارِهَا..وبعَض الأجزَاء..كذلك الجُزء الذِي يَعد مَصدر حياتهِ
وكأنهُ لا يصِلهُ الدِماء..

الراقصة الصهباء/𝑇ℎ𝑒 𝑅𝑒𝑑ℎ𝑒𝑎𝑑 𝐷𝑎𝑛𝑐𝑒𝑟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن