9_عَاشق وَلهان

412 12 60
                                    

                 تَجرع السَّم مراراً وتكراراً
                وستعتاد عليه بمرور الأيام
_________________________________________

إيطاليا...
دَخِلت مُسرعةً عليهِ بعد أن تم نقلهُ للغرفة تجدهُ مُمَدداً على السرير بينما كتفهُ مضمداً ولا يزال واضعاً المُغذي

كان مُغلق العينان ساكِن دون حركَةٍ ، تقدمت هي أولاً يدخل خلفها ساسيرا وآرون بهدوءٍ ، ذهبت ناحيتهُ واقفةً عند رأسهُ تحرك اناملها تقوم برفع خصلات شعرهُ التي تساقطت على جبينهُ وعيناها ممتلئةً بالدموعِ لقد هلِكَِ عقلها وجسدها لم تعد تُفكر ولم تعد تعلم ما تفعل كل ما تفعلهُ هو البكاء بصمتٍ رغم أنها ليست بفتاةٍ كثيرة البُّكاء

ذلك الشعور الذي ينغز ايسرَها كان هو المتحكم هُنا وهو من يقودَها هُنا أنها بحربٍ بين العقلِ والقلبِ وقد فاز قلبها ولم تشعر هي بالضعف لذلك فهي فتاةٍ كان سلاحِها هو المتكلم الناطق قبل لسانِها ، لم تعتبر أن القلب حين يقود فمعناه الضعف ، بل كانت تسمح لهُ بالقيادة والتحكم بزمام الأمور...دمائِها النبيلة الاجرامية لن تجعل قلبها رحيماً

لم تعتبر هذا ضعفاً منها ولا تسمح بأن يُقال عنها ضعيفة ، هي التي تُأمن أن القلب ليس بمتحكم ضعيف ولا عليها أن تشعر بالخوف حين تقودها مشاعرها

بل كانت تُلقي اللوم لاختياركَ من سوف تضع قلبكَ بين يديهِ وأنتَ حين تختار فسيكون الاختيار واقعٌ على عقلكَ قبل قلبك فلا تغريها جملة "قلبي من تحكم بي وجعلني أختار" هذهِ عبارةً متهالكة ، لا تِمد للواقع بصلةٍ فلا أحدٍ بنا لا يُفكر ولا أحدٍ بنا لا يَشعُر ، رُبما أنكَ ستحب بأضعف أحوالك وربما ستحب وأنت تحلم ليس غريباً صدقوني هذهِ الأمور متواجدة على ارضكم التي تسيرون وتعملون وتمرحون فوقِها

هي كانت بأضعف حالاتها الجسدية ، قواها لا تعمل الآن وليس لها الطاقة لتعمل حتى ، كانت فقط واقفةً تمسد على شعرهُ وهي تعلم كم هو يحب حين تلعب بشعرهُ

هي أرادت منحهُ الحُّب وسط ضعفهُ...

وهذا اختيارها الذي قادها إليهِ عقلها وقلبها معاً ، هي تحبهُ ولا تنكر لكنها تنكر امامهُ خوفاً أن لا يُبادلِها ذات الشعور فهو كان جيد جداً بأخفاء مشاعرهُ أمام وجهها لكن حين تدير ظهرها لا تعلم كم من زلازلٍ فعلتها فقط لأنها فركت اعينها بعد استيقاظِها من نومِها ، لا تعلم حالات الانهيارِ التي تتكرها خلفها بعد أن فاحت بالغرفة رائحة صابون جسدَها

أنزلت يدها من على شعرهُ ليدهُ السليمة تجلس بجانبهُ ممسكةً بتلك اليد تتشبث بها كطفلٍ ضائِعٍ وسط السوق يبحث عن امهُ ، تنظر لهُ بهدوءٍ وهي تحرك زرقاوتيها تجري مسحاً على كامل وجههُ...حتى فُتِح الباب تدريجياً تعلم من أصوات حركة اجساد آرون وساسيرا ان من دخل كان زعيمهم

لفت رأسها تراه يقف بشموخٍ وأستقامةٍ واعينهُ مسلطةً على ألاريك الذي ارجعت انظارهَا عليهِ ليأتيها صوت زعيمها:
_أين الطبيب؟
_لقد ذهب للنظر لنتائج الفحوصات
اجابتهُ ساسيرا ليومأ هو برأسهُ ينظر ناحية سلاريا التي اختفت هالة المشاغبة والانفعال من عليها سلاريا التي امامهُ الآن لا يعتبرها سلاريا فهي ليست هكذا...ليست طبيعتها

الراقصة الصهباء/𝑇ℎ𝑒 𝑅𝑒𝑑ℎ𝑒𝑎𝑑 𝐷𝑎𝑛𝑐𝑒𝑟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن